من أمن العقوبة··

أثارت صفحتكم قضية بغاية الأهمية ألا وهي ما آل إليه حال بعض التجار من جشع كبير، وكما عودتنا صفحة (رأي الناس) والتي أعتبرها شخصياً المتنفس الحقيقي لجميع الفئات والموقع الحر للبوح بما في النفس وطرح المفيد والجديد· نحن نسمع كثيراً عن حماية المستهلك وعن القوانين والتصريحات الدائمة لحمايتهم من الغلاء الفاحش في الأسعار المبالغ فيها كثيراً، وأن كل مخالف لهذه القوانين سوف يعاقب أشد العقاب·· ولكننا أيضاً نرى بالمقابل عدم المبالاة والاكتراث بهذه القوانين والنداءات التي تطلقها دوماً وزارة الاقتصاد والبلديات وجمعية حماية المستهلك وتطالب الجمعيات والوكلاء بتطبيقها وتفعيلها· إذاً ما السبب في هذا كله؟ ولماذا لا نرى أي تحرك يوقف هذا الجشع المتفشي؟ ولماذا لا يكترث أي أحد بالقوانين؟! الجواب بسيط جداً وهو أنه ''من آمن العقوبة أساء الفعل''، فهذه الفئة من البشر قد أمنت العقاب، فهي إذاً لا تبالي بأحد أياً كان، فتراهم يبالغون في الأسعار، وإذا جادلهم أحد يردون عليه وبكل برود: ''إذا أردت أن تشتري فاشتر وإذا لا تريد فاخرج أو اذهب لمكان آخر واشتر منه''!! وفي بعض الأحيان نرى أن جميع المحال قد رفعت أسعار سلعها مرة واحدة وبنفس القيمة تقريباً وهذا يرجع الى وجود فئة من جنسية واحدة تسيطر على جزء كبير من الأسواق والمحال، وإذا جادلهم أحد يردون بنفس الرد المعتاد ''لن تجد في أي مكان أرخص من هذا السعر، أو بأنني أخذته بهذا السعر وفائدتي فقط درهم واحد'' ويكثرون من الحلف على أنهم صادقون!! نحن نعلم أن المسؤولين في وزارة الاقتصاد والبلديات وغيرهم غير مقصرين، ولكن نتمنى منهم أن يجعلوا رقيباً على هذه الأسواق وتلك الفئات وينزلوا أشد العقوبات على المخالفين، وعندئذ لن يتجرأ أحد على زيادة السعر والتحكم بالسوق والضحك على الناس·· وأيضاً أن يدرسوا حالة السوق ويوجدوا البديل في حالة عدم التقيد بالشروط وألا نجعل أنفسنا تحت رحمة أحد·· وليحفظنا الله من بلاء الغلاء· خالد عبدالله الشامسي