الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإصلاح المُلِح

26 يوليو 2007 03:59
حياتنا سلسلة من الأحداث، ونحن سلسلة متصلة من القاعدة الى القمة، ولو تخيلنا المجال التربوي والتعليمي هرماً لوجدنا أن الخلل ينخر هذا الهرم من وسطه كما تنخر الرياح طبقة الصخور اللينة من هرم جرانيتي تتوسطه طبقة من الصخور الرملية والكلسية، وإذا لم نبادر الى إصلاح هذا النخر فإنه سيزداد وتهوي قمة الهرم الى سفوحه ويتحول الى كومة من الحجارة التي لا معنى لها· وبما أن الإصلاح أصبح ملِحاً ومطلباً داخلياً وخارجياً فمن الأفضل أن يكون ذاتياً، فينبغي أن يمس الإصلاح صميم حياتنا اليومية وخاصة في مجال التربية والتعليم، ونقتنع بأن البشر جميعاً من حقهم أن يعيشوا في سلام وانه لا فضل لأحد على الآخر إلا بعمله، وهذا مرده الى الله وليس لنا أن نتدخل في شؤون الآخرين، ونترك أجرهم لخالقهم ليمارسوا حريتهم، وأن إرادة الله شاءت أن نكون مختلفين وعلينا التعارف وأن يتعلم بعضنا من بعض شعوباً وقبائل، مع قدرته تعالى على أن نكون أمة واحدة ذات دين واحد ولون واحد ومستوى واحد في التقوى والقدرة والثروة، ولكنه لم يشأ ذلك فجعلنا طبقات بعضنا فوق بعض ومنا الذكر والأنثى ولا غنى عن التعاون، فالإنسان مادي بطبعه، وبمعنى آخر أن نبدأ بتصويب أنفسنا ونغير ما بها حتى يغير الله ما بنا· وقد زاد على مآسينا ظهور عقدة ''الخواجة'' المتطور الذي ننظر إليه بإعجاب وينظر إلينا كمصدر للتخلف والإرهاب، وقد كرس هذا الوضع لدينا النفاق والبيروقراطية بسبب الجهل والفقر والتخلف، إذ لم يكن هناك مدارس نظامية ولا إرشاد زراعي ولا طرق ولا أمن ولا نظام صحي، وكانت الحياة في الوطن العربي شبه بدائية إلا في المدن المعدودة على الأصابع، حيث انحصرت الخدمات في فئة محدودة من سكانها وبالذات بعد الإرساليات الأوروبية التي كان هدفها تبشيري بالدرجة الأولى، أما الأرياف فحدث ولا حرج· علينا ألا نمل من تكرار حاجتنا الى التركيز على الجوانب الإنسانية وأن نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا، ولا ننسى أننا أهملنا في ديننا النواحي العلمية، ولم نركز على تفسير الآيات القرآنية الكريمة المتعلقة بالعلم والاختراع، وركزنا على النواحي الاجتماعية وأسرفنا في تفسيرها وضيقنا دائرة الحلال ووسعنا من دائرة الحرام ونسينا أن تبسمنا في وجه الآخرين صدقة· محمد محمود
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©