احتدام المنافسة في صناعة السيارات العالمية

استعادت شركة جنرال موتورز موقع الريادة العالمية من حيث عدد السيارات المباعة على المستوى العالمي من شركة تويوتا اليابانية وفقاً لنتائج الأداء في الربع الثاني من العام الجاري· وكانت جنرال موتورز قد خسرت هذا الموقع لأول مرة أمام شركة تويوتا في حسابات مبيعات الربع الأول من العام· وأوحى هذا التبادل المتكرر للأدوار بين الشركتين لبعض المراقبين بأن تستمر (لعبة شدّ الحبل) ليميل مرة لصالح تويوتا وأخرى لصالح جنرال موتورز حتى تستجدّ ظروف جديدة ترجّح الكفة تماماً لأحد الطرفين· وتوقعت صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'' أن يحتدم التنافس بين الشركتين أكثر وأكثر في الأشهر المقبلة وربما تتكرر ظاهرة التبادل السريع في المواقع خلال ما تبقى من العام الجاري· وأشار تقرير الصحيفة إلى ما سبق أن تنبأ به الخبراء قبل بضعة أشهر من أن تويوتا سوف تحتفظ بتفوقها في معدل المبيعات خلال ما تبقى من عام 2007 إلا أن مؤشرات جديدة أوحت أن الشركتين تقتربان من بعضهما بعضاً بشكل كبير من حيث مستوى الأداء وأرقام المبيعات وخاصة بعد أن أثبتت نتائج الأداء في الربع الثاني أن جنرال موتورز ليست سلحفاة تسابق أرنباً بل إنها قادرة على التحكم بإيقاع السباق باتجاه القمة· ويعزو الخبراء سبب تراجع تويوتا إلى التحديات التي تواجهها في السوق اليابانية ذاتها· وفي مقابل ذلك، تكمن المشكلة الأساسية التي تعاني منها شركة جنرال موتورز بتراجع مبيعاتها في السوق الأميركية· وقالت تويوتا في بيان رسمي وزعته قبل أيام أنها باعت خلال الربع الثاني من العام الجاري في الأسواق العالمية 2,36 مليون سيارة؛ وهو أعلى بمعدل 7 بالمئة عن رقم مبيعاتها في الفترة ذاتها من العام الماضي· ويشتمل هذا الرقم أيضاً على مبيعات شركتي دايهاتسو وهينو اللتين تقعان تحت وصايتها؛ وهو أقل بقليل من رقم مبيعات جنرال موتورز عن الفترة ذاتها والذي بلغ 2,41 مليون سيارة· وكان ناطق باسم جنرال موتورز أعلن الخميس الماضي أن مبيعات جنرال موتورز خلال الربع الثاني ارتفع بمعدل 0,4 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي· وفسر البيان هذا التطور الإيجابي بتحسن الأداء في الأسواق العالمية الناشئة وخاصة منها دول أميركا اللاتينية على الرغم من تراجع مبيعات الشركة في أميركا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا)· ونشرت تويوتا بعض التفاصيل الإضافية حول أدائها حين أشارت إلى أن مبيعاتها خلال الأشهر الثلاثة أبريل ومايو ويونيو من العام الجاري ارتفعت بمعدل يتراوح بين 80 و90 بالمئة في السوق الصينية فيما واصلت مبيعاتها في السوق الأوروبية ارتفاعها من دون أن تعلن عن أرقام المبيعات أو معدل الزيادة هناك· وفي مقياس الأداء نصف السنوي، أعلنت تويوتا أنها باعت خلال النصف الأول من العام الجاري 4,71 مليون سيارة أو ما يمثل ارتفاعاً بمعدل 8 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي· وما زال هذا الرقم يحمل دلالاته الخاصة المهمة لأنه يفوق بقليل مبيعات شركة جنرال موتورز عن نفس الفترة والذي بلغ 4,67 مليون سيارة· وهذا يعني في نظر المحللين أن مبيعات تويوتا لم تتقدم على مبيعات جنرال موتورز خلال النصف الأول من العام الحالي إلا بمقدار 40 ألف سيارة، وهو يمثل تراجعاً كبيراً عن مستوى تفوقها في الربع الأول حيث باعت أكثر من جنرال موتورز بنحو 90 ألف سيارة· ويفضل الخبراء التركيز على السر الكامن وراء تفوق تويوتا، فيشيرون إلى أن الأمر يتعلق بطرازي (كورولا) والسيارة الهجين الناجحة (بريوس) اللتين تشهدان تزايداً مطرداً في المبيعات في السوق الأميركية وبقية الأسواق العالمية بسبب الفعالية العالية لمحركيهما في حرق الوقود وانخفاض تكاليف تشغيلهما· ولعل الغريب في الأمر أن مبيعات تويوتا سجلت تراجعاً مطرداً في السوق اليابانية ذاتها تراوح بين 9 و12 بالمئة شهرياً خلال الربع الثاني من العام الجاري· ويعود هذا التراجع لسببين، يكمن أولهما في القصور الذي أظهرته الشركة في طرح الطرازات الجديدة، ويكمن الثاني في التراجع العام على الطلب على السيارات الذي سجل في اليابان خلال تلك الفترة· ويبدو أن الطبيعة ذاتها أصبحت طرفاً في لعبة شدّ الحبل بين تويوتا وجنرال موتورز حيث علّقت الشركة اليابانية إنتاج السيارات في مصانعها باليابان بشكل مؤقت بعد الزلزال القوي الذي بلغت قوته 6,8 درجة على سلم ريختير وأدى إلى تدمير بعض المصانع المتخصصة بصنع قطع ومؤلفات محركات تويوتا مما أجبر الشركة على إيقاف خطوط الإنتاج عن العمل·