الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مستقبل الاقتصاد الروسي في عهد مدفيديف غامض

مستقبل الاقتصاد الروسي في عهد مدفيديف غامض
17 مارس 2008 00:44
يعبر خبيران اقتصاديان روسيان عن رؤيتين متضاربتين لمستقبل روسيا، الاولى كقوة عظمى اقتصادية يتوقع لها أن تفرض نفسها في قطاع التكنولوجيا المتطورة، في حين أن الثانية تشير الى دولة فاسدة تجنح الى التسلط· هاتان النظرتان المتعارضتان كلياً عبر عنهما خبيران ساهما في قيام روسيا الحديثة منذ سقوط الشيوعية· وعبر ايجور جايدار (51 عاما) الذي كان وزيراً للاقتصاد في عهد أول رئيس لروسيا بوريس يلتسين واشتهر بتفكيكه الاقتصاد السوفييتي السابق، عن تخوفه حيال الانزلاق التدريجي الى نظام يزداد تسلطاً· وقال جايدار في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس انه ''نظراً الى مستوى الفساد في روسيا، لم يظهر فيها خلال السنوات العشرين الاخيرة ما يثبت أن ادارة الدولة اكثر فاعلية من الملكية الخاصة''· وفي المقابل، يدعو اركادي دفوركوفيتش (35 عاما) كبير المستشارين الاقتصاديين لدى الرئيس فلاديمير بوتين منذ العام 2004 الى إقامة مؤسسات رسمية كبرى لصناعة الطائرات وبناء السفن والأسلحة وغيرها، واستعادة الدولة السيطرة على قطاع الطاقة· ويعرض دفوركوفيتش الذي تقع مكاتبه في مجمع لا يبعد كثيراً عن مكتب جايدار غير انه يفوقه فخامة بكثير، وجهة نظر مغايرة تماماً· وأوضح لوكالة فرانس برس أن ''من المهم أن تؤدي هذه المؤسسات دور المحرك لقطاعات اقتصادية برمتها من خلال توليدها طلباً على السلع والخدمات التي سيعرضها القطاع الخاص''· وقال الخبير الشاب الذي تدرب في وزارتي المالية والتنمية الاقتصادية إن هذه المؤسسات العامة ''ستؤمن الابتكار والتكنولوجيات الجديدة'' وستكون بمثابة ''نموذج'' في الادارة بالنسبة للمجموعات الخاصة· ويدعو جايدار ''قادة روسيا الى التعلم من الأخطاء السابقة التي ارتكبتها السلطات السوفييتية'' إذ تجاهلت تراجع اسعار الطاقة العالمية الى أن فات الأوان· وهو يندد ببطء الاصلاحات خلال ولاية فلاديمير بوتين الثانية ويحذر من مخاطر ''زعزعة الاستقرار'' نتيجة جنوح متزايد بنظره الى القومية في الخطاب السياسي والسياسة الخارجية الروسية· وقال ''إن السياسة في الخطاب اكثر خطورة· فهي مرتبطة بأفكار القومية المتطرفة والعظمة الوطنية وبأعراض تتصل بحقبات ما بعد الامبراطورية''، مشبهاً روسيا بألمانيا في عهد جمهورية فايمار التي سبقت وصول أدولف هتلر الى السلطة· أما دفوركوفيتش، فيعد بمستقبل مشرق سيشهد تجلي الحريات الديموقراطية واستخدام تصدير المحروقات لتشكيل احتياطات تحمي الاقتصاد من أي صدمة وتراجع التضخم وتوسع الاستثمارات الروسية في اتجاه غزو الاسواق المالية العالمية· وستلعب روسيا في نهاية المطاف -بحسب دفوركوفيتش- دوراً قيادياً في المجال التكنولوجي سيمكنها من القول في وجه العالم ''سننجح مهما حصل، ويمكننا القيام بذلك معا اذا أردتم وإلا فسوف نفعل في مطلق الاحوال''· وتنتقل سدة الرئاسة في السابع من مايو من بوتين الى ديميتري مدفيديف بعد ثماني سنوات اتسمت بنمو اقتصادي كبير نتج الى حد بعيد عن ارتفاع أسعار النفط، ولو أن هذه الحصيلة الايجابية تأثرت بارتفاع نسبة التضخم في الاشهر الماضية وبالصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الروسي في تنويع نشاطاته وموارده·
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©