بوش يبحث مع مساعديه توتر أسواق الائتمان والركود

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش يعتزم الاجتماع اليوم مع كبار مسؤولي السياسة المالية الأميركية في وقت يزيد فيه التوتر في أسواق الائتمان والمخاوف من حدوث ركود· وقال البيت الأبيض أمس الأول إن بوش سيجتمع مع أعضاء مجموعة العمل الاستشارية الخاصة بالأسواق المالية· وباتت المشاكل الاقتصادية تشغل مساحة متزايدة في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية· ومن شأن حدوث ركود طويل أن يضر بفرص حزب الرئيس الحزب الجمهوري في الفوز بالانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل· وطغت القضايا الاقتصادية على حرب العراق فيما يتعلق باهتمامات الناخبين· ومجموعة العمل يرأسها وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون وتضم أيضا رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بن برنانكي ورئيسي لجنة الأوراق المالية والصرف ولجنة التجارة الآجلة في السلع· وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض: ''الهدف من اجتماع اليوم تلقي الرئيس تقريراً عن الوضع بالأسواق·'' وأحدث تراجع حاد في سوق الإسكان بالولايات المتحدة أزمة ائتمان هزت النظام المالي الأميركي بأسره· وأمس الأول قال بنك بير ستيرنز خامس أكبر بنك استثماري إنه لجأ إلى بنك جيه·بي مورجان تشيس ومجلس الاحتياطي الاتحادي لضمان تمويل طارئ· وتضرر البنك بشدة بسبب استثماراته الضخمة في سوق الرهن العقاري الأميركية المتعثرة· وكانت مجموعة العمل الاستشارية أصدرت يوم الخميس توصيات واسعة لتشديد قواعد عمل الوسطاء في سوق الرهن العقاري وعمل البنوك ووكالات الإقراض· وفي كلمته الإذاعية أمس الأول تحدث بوش عن الاقتصاد لليوم الثاني على التوالي بعد تصريحاته في مدينة نيويورك والتي أقر فيها بأن البلاد تمر بفترة صعبة· وقال بوش: ''على المدى الطويل يمكننا أن نثق في أن اقتصادنا سيستمر في النمو·· لكن على المدى القصير من الواضح أن النمو تباطأ·'' وتابع قائلاً: ''ومن الأسباب الرئيسية للتباطؤ الاقتصادي تراجع سوق الإسكان·'' وحذر بوش من ''الحلول الحكومية القوية'' التي يمكن أن تضر بأصحاب المنازل بدلاً من أن تساعدهم· إلى ذلك قال وزير المالية الهولندي فاوتر بوس إن السلطات الأميركية ربما تشعر بخيبة أمل إزاء هبوط الدولار الأميركي مثلها مثل السلطات الأوروبية· وقال بوس للصحفيين: ''ربما كان الأميركيون يشعرون بخيبة أمل هم أيضا·'' جاء ذلك رداً على سؤال عما إذا كان صبر المسؤولين الأوروبيين قد بدأ ينفد إزاء هبوط الدولار لمستويات قياسية مقابل اليورو رغم التصريحات المتكررة من قبل واشنطن بأن وجود دولار قوي يصب في مصلحة الولايات المتحدة· وكرر بوس عبارة رددها وزراء مالية أوروبيون آخرون في اجتماعاتهم في الآونة الأخيرة· وقال: ''يتعين علي في الواقع أن أقول هنا نفس العبارة التي يرددها الجميع وهي أننا لاحظنا أن السلطات الأميركية نفسها تقول مراراً وتكراراً إن وجود عملة قوية يصب في مصلحة الاقتصاد الأميركي·· وهذا هو الواقع قطعاً·'' وأضاف ''أعتقد أنه إذا قال وزير أميركي إن وجود عملة قوية يصب في مصلحة الاقتصاد الأميركي وإذا به يرى أن العملة الأميركية ليست قوية فأعتقد أنه سيصاب بخيبة أمل·· هذا ما أريد أن أقوله·'' وعبر زعماء الاتحاد الأوروبي في قمتهم يوم الجمعة عن قلقهم إزاء التقلبات الشديدة في أسواق الصرف وكرروا كلمات استخدمها وزراء ماليتهم بعد أن ارتفع اليورو في الأسبوع الماضي لمستوى قياسي جديد أمام الدولار متجاوزاً 1,56 دولار· وكان بوس يتحدث أمام منتدى بروكسل الذي يتناول القضايا محل الاهتمام عبر المحيط الأطلسي·