واشنطن تدعو متمردي دارفور إلى التفاوض دون شروط

دعت الولايات المتحدة أمس المسؤولين في مجموعات التمرد المتورطة في النزاع في اقليم دارفور غرب السودان الى المشاركة في محادثات السلام المتوقعة في تنزانيا في اغسطس من دون شروط· وسيسمح لقاء ينظمه الاتحاد الافريقي والامم المتحدة معا في اروشا (تنزانيا) من 3 الى 5 أغسطس المقبل، بتحديد مكان وزمان المفاوضات بين الحكومة والمتمردين غير الموقعين على اتفاق سلام ابرم في مايو ·2006 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ''إن الولايات المتحدة تحث المشاركين المدعوين الى التوجه الى مؤتمر اروشا دون شروط مسبقة، وتطلب من حركات المتمردين ارسال مسؤولين ميدانيين ضمن وفودهم''· وراى ماكورماك أن رفض المشاركة في هذه المفاوضات ''سيظهر غياب الرغبة في حل أزمة دارفور وسيعرقل عملية السلام''· وقال ماكورماك ''إن التوصل الى اتفاق سياسي امر اساسي لوقف معاناة شعب دارفور''· واضاف ''نامل في نشر قوة مشتركة لحفظ السلام بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور ووقف الاعمال الحربية في المنطقة واتفاق سياسي يؤدي الى سلام دائم في السودان''· وعلى صعيد آخر، أكدت مفوضية الاتحاد الأفريقي دعمها لجهود المفوضية الأوروبية الرامية إلى إرسال قوات عسكرية إلى دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى لمساعدة منظمة الأمم المتحدة في حماية اللاجئين السودانيين والنازحين التشاديين المحاصرين في المنطقة التي انتقل إليها العنف من إقليم دارفور المجاور· وأكد السيد سعيد جينيت مسئول السلم والأمن الأفريقي لـ''الاتحاد'' أن العنف وانتشار السلاح والمجموعات المتمردة في شرق تشاد وغرب السودان وشمال دولة أفريقيا الوسطى اصبح يهدد حياة مئات الآلاف من النازحين واللاجئين، كما إن العديد من منظمات العمل الإنساني علقت نشاطها في الفترة الماضية بسبب استهداف المسلحين لموظفيها وعمالها ونهب مركباتها مما ضاعف من تردي الوضع الإنساني الذي يعاني منه الهاربون من انهيار الوضع الأمني· وأوضح جينيت إن مفوضية الاتحاد الأفريقي تدعم بقوة التحرك الأوروبي وعلى استعداد للمشاركة في أي قوات عسكرية تهدف إلى حماية اللاجئين والنازحين في تشاد وأفريقيا الوسطى موضحا'' إن اجتماعاً أفريقياً - أوروبياً سيعقد خلال الأيام القادمة لتنسيق الجهود والخروج بموقف موحد· ويأتي موقف الاتحاد الأفريقي بعد يوم واحد من اتخاذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لقرار إرسال قوات عسكرية إلى تشاد وأفريقيا الوسطى لحماية اللاجئين والنازحين وتم توجيه المسؤولين العسكريين الأوروبيين للعمل على نشر ما بين 1500 وثلاثة آلاف جندي لمدة عام بحلول نهاية شهر أكتوبر المقبل· ومن المؤكد أن يسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يتضمن استراتيجية واضحة للانتشار العسـكري في تشاد وأفريقيا الوسطى· ويرجح المراقبون أن تتشكل معظم القوة الأوروبية المقترحة من فرنسا حيث تنتشر من سنوات قوات فرنسية في البلدين· ومن المعروف إن تقديرات منظمة الأمم المتحدة تشير إلى أن نحو 230 ألف لاجئ سوداني يعيشون في معسكرات اللجوء في تشاد وأفريقيا الوسطى كما إن أعداد النازحين من مواطني الدولتين وصلت إلى أكثر من 170 ألفاً بينما تأثر نحو 700 ألف آخرين من سكان المنطقة بأعمال العنف·