الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجوهرات فينيقية نادرة.. تحكي تاريخ الحضارة «الغامضة»

مجوهرات فينيقية نادرة.. تحكي تاريخ الحضارة «الغامضة»
5 ابريل 2009 01:46
«المجوهرات الفينيقية» المعروضة في المتحف الوطني اللبناني برعاية المديرية العامة للآثار، جمعت روائع المصوغات الذهبية الفينيقية التي تروي قصة حضارة لا تزال غامضة. بحارة ماهرون، تجار محنكون، ومكتشفو الحرف الأبجدي.. إنهم الفينيقيون الذين عاشوا على السواحل اللبنانية وسواحل شمال سوريا في القرن الأول قبل الميلاد. وتميزوا عن بقية شعوب المنطقة بشغفهم بالسفر والتجارة وقدرتهم على التأقلم، فكانوا يشترون المواد الأولية من مدينة ويضعونها في ثانية ويصنعونها في ثالثة. لذلك لم يكن غريباً أن يبحروا ويبنوا مستوطناتهم في مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط. إنه شعب حمل ثقافته على متن سفنه وأبحر بها مخلفاً وراءه آثارا تكفي للتعرف إليه. ولكن تعرف حضارته في علم الآثار بـ «الحضارة الغامضة». وفي محاولة لفك أسرار هذا الغموض وشرح توسع هذه الحضارة تتجلى أهمية «المجوهرات الفينيقية» الذي عرض منها 500 قطعة ذهبية فينيقية. بالإضافة إلى العاجيات المزخرفة التي تخبر عن تاريخ الإبحار عند الشعب الفينيقي، كما تغطي تفاصيل حياته اليومية في مدنه الساحلية. إذ يسعى المتحف الوطني إلى إظهار ملامح الحضارة الفينيقية وتواصلها مع دول محيط البحر الأبيض المتوسط. ويرى الخبراء والقائمون على هذا الحدث أن الحضارة الفينيقية قدمت إلى العالم جانباً مثيراً من الاكتشافات البدائية التي كان لها الأثر الكبير في التجارة آنذاك. وبالطبع كان أهمها المجوهرات، الشيء الذي زاد من توسع الفينيقيين تجارياً في حوض المتوسط. وألفوا رابطة بين مختلف الحضارات القائمة حوله، إضافة إلى إنشاء العديد من المستعمرات على ضفتيه. ومن المفارقة أن الفينيقيين اشتهروا بتصميم المجوهرات إضافة إلى شهرتهم التجارية. وجاءت تصميماتهم فريدة من نوعها بين حضارات المنطقة المهمة مثل الفرعونية في مصر و حضارات بابل المختلفة. وقد تميزت تصميماتهم الذهبية بأحجامها الكبيرة وأشكالها المستوحاة من أوراق الشجر والورود ورؤوس الحيوانات والطيور والبجع. كما قدم المتحف نماذج من هذه التصميمات مثل قلائد ذهبية مختلفة الأشكال والأحجام، أساور عريضة وأخرى رفيعة، عقد على شكل شمس مطعم بالذهب والفيروز، وآخر على شكل ورقة شجر مطعم بالذهب والسفير، و»بروش» على شكل إنسان. بالإضافة إلى خواتم ذهبية متنوعة، وأقلام ذهبية كانت تستعملها السيدات الفينيقيات لرفع الشعر وربطه. ليس ذلك فقط بل تميزت التصميمات الذهبية الفينيقية بدمج الذهب بمواد أخرى مثل الفضة والبرونز والعاج والصدف والخشب. لذلك غص المعرض مثلاً بقلائد ذهبية مزينة ببعض الصدف. هذا عدا الخواتم الذهبية المطعمة بخشب الأرز الذي اشتهر به الفينيقيون. من هنا تأتي أهمية الحدث في أنه قدم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الفريدة التي تكشف جانباً جديداً ومختلفاً للحضارة الفينيقية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©