الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى راشد: أول إماراتية تدرس لنيل الدكتوراه في إدارة المتاحف

منى راشد: أول إماراتية تدرس لنيل الدكتوراه في إدارة المتاحف
4 فبراير 2011 19:07
تعتبر منى راشد بن حسين القادمة من إمارة أم القيوين أول إماراتية تسافر للخارج بهدف نيل شهادة الدكتوراه في إدارة المتاحف. وتختلف عن أقرانها باعتبارها الغربة للدراسة إنما هي فرصة نادرة للتعرف إلى مختلف الثقافات والاطلاع على تجارب الآخرين الأمر الذي يمنحها الخبرات في حياتها الخاصة والعملية. (دبي) - تخرجت الشابة الإماراتية في جامعة زايد، تخصص أدب انجليزي بتقدير جيد جدا، وتقدمت لدراسة الماجستير من خلال الجامعة، وكانت المبتعثة الوحيدة، تقول منى: "أردت التخصص في التربية وعلم النفس، ولكن لم يكتب لي ذلك بسبب عدم وجود الخبرة الكافية بالإضافة الى صغر سني، ولم تقبل الجامعة بطلب التخصص هذا فنقلت الى جامعة اوكلاند". وحازت منى على شهادة "الايليس" في 4 شهور لتوافق معايير الجامعة التي ستكمل الدراسة فيها تقول في ذلك: "مع ان الاشتراط في جامعة زايد كان الحصول على "التوفل" ولكن كان طلب الجامعة الحصول على الأيليس مما جعلني أتقدم لامتحان اللغة الانجليزية مرة أخرى، وأنهيت الماجستير في مجال التربية من جامعة اوكلاند وأحضر الآن لنيل شهادة الدكتوراه في ادارة المتاحف". 4 خيارات لم يتبادر الى ذهن الخريجة الجديدة منى السفر إلى الخارج للدراسة، تقول في ذلك :"الصراحة أنا لم احب السفر إلى الخارج في بادئ الامر ولكن ادارة جامعة زايد أبلغتنا أنها تقترح إرسال 5 طالبات لإكمال الدراسة في خارج الدولة، وتقدمت آنذاك بطلبي، وعلمت فيما بعد بأنني الوحيدة التي تقدمت لطلب الدراسة والابتعاث". ولم تكن الخيارات مفتوحة فقد كانت البعثات محددة بين أربعة دول وهي أميركا وكندا واستراليا ونيوزيلندا، وقد فضلت عليهم نيوزيلندا لعدة أسباب تقول منى: "كان احد المحاضرين في جامعة زايد من نيوزيلاندا، وسألته عن الدراسة هناك وخاصة أنه خريج من نفس الجامعة المقترحة، ونصحني بالدراسة هناك، بالإضافة الى أنني سبق وزرت البلد بقصد السياحة فأعجبني، وكل ذلك شجعني وساهم في اتخاذ قراري". رضا الوالدين لم تواجه منى راشد معوقات تذكر ولكنها عانت في البداية من صعوبة اقناع والدها للسماح لها بالسفر، تقول منى: "باعتبار أننا في مجتمع شرقي لا يتقبل بسهولة سفر الأنثى لوحدها، فكانت معارضة الوالد من أصعب المواجهات"، وباعتبار رضا الوالدين من أكثر الأمور التي يبتغيها المرء في حياته تضيف منى: "ولكن بعد محاولات من قبل الوالدة والإخوان للحصول على رضا والدي تم القبول مبدئياً"، وتتابع: "حتى أنني طلبت من مسؤولة في التعليم العالي التحدث لوالدي لإيصال الصورة في انني سأكون بخير وأنني سأقيم مع عائلة هناك، الأمر الذي ساهم في الموافقة". غربة وتحدٍ وورطة عندما يغادر المرء وطنه وأهله ينتابه شعور غريب ولكن لم يكن ذلك حال منى فقد تملكها شعور بالتحدي في التعرف إلى آفاق جديدة وتقول في ذلك: "الابتعاد عن الأهل هو الشيء الوحيد الذي ضايقني، وخصوصاً أن البنات اعتدن على الدلال في مجتمعاتنا، ولا اخفيكم احسست بالورطة عند توقفي في مطار تايلاند عندما اضطررت لنبش الحقيبة من اجل شيء بسيط"، وتضيف :"ولكن الأمل والطموح في اكمال دراستي والانفتاح على الثقافات الأخرى في عوالم جديدة كان يعزيني". مع كل هذا الإقبال والطموح لم تكن البداية سهلة كما تراءى لخريجة البكالوريوس الجديدة، ولم تستطع ان تسيطر على نفسها كما قررت، تقول منى: "في اول يوم انتابتني صدمة بالشعور بأنني في مكان ليس بمكاني وبيت ليس بيتي، وهذا أثر علي، ولكن الحمدلله بعد فترة وبسبب وقوف الطالبات العربيات بجانبي ومعظمهم من سلطنة عمان خفف علي مشاعر الغربة والاحساس بالصدمة، كما كنت أزور الأهل مرتين في السنة واحدة في الربيع والاخرى في الصيف". لم تجد منى راشد أي صعوبة تذكر في اللغة أثناء دراستها وخاصة أنها من الأساس خريجة لغة انجليزية، وتشير إلى أن الجامعة كانت تساعد الطلاب الأجانب كثيراً، كما كانت تدرس يومين في الاسبوع ويتوزع باقي الوقت بين المكتبة ومركز الكمبيوتر بالإضافة الى استغلال بعض الأيام وخاصة عطلات نهاية الاسبوع للذهاب مع الصديقات في السفر بقصد التعرف على أماكن جديدة. نيوزيلندا بلد المهاجرين والفلاحين لم تواجه منى راشد معوقات في التأقلم مع الشعب النيوزيلندي، لأسباب عديدة منها أن الشعب بطبعه بسيط، ولكثرة المهاجرين فيه: "تعتبر نيوزيلندا مزيجا كبيراً من المهاجرين والشعب اجمالاً متآلف مع بعضه البعض، وهم بسطاء ونطلق عليهم اسم الفلاحين، حيث ان العائلة التي كنت اسكن معهم في البدء تتألف من 15 فردا بخلاف الشعب الاوروبي الذي يكتفي بولد أو اثنين". وعن اذا ماكانت تواجه عنصرية من قبل الشعب هناك تضيف: "لم نكن نواجه أية تصرفات عنصرية فيما خلا بعض التصرفات التي كنا نعتبرها فردية". وتؤكد منى بأنها والطلاب العرب هناك ساهموا في تغيير النظرة عن العرب والمسلمين، فقد كانوا يستغربون بادئ الأمر من الالوان التي نلبسها حيث كان لديهم انطباع بأننا نلبس العباءة السوداء فقط بينما كنا نرتدي اللباس المزركش، تقول: "كنا نتناقش في العديد من الامور الحياتية والعادات والتقاليد مما ساهم ذلك في تغيير الانطباع الذي كان لديهم بخصوص المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً". والأمر الذي لفت نظر منى بانتشار أماكن العبادة في الجامعات والمعاهد حتى الصغيرة منها، كما أن المسلمين يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية من خطب دينية وإقامة صلاة الجمعة وصلاة العيد في مركز المدينة، تقول: "تنتشر أماكن كثيرة للصلاة، ولم اكن أتوقعها بهذا الشكل في بلد غير اسلامي، كنا نحضر الخطب الدينية وصلاة الجمعة والعيد في مركز المدينة"، وتضيف: "كما كنا نجتمع في رمضان نحن والأصدقاء، ونطبخ سوياً مع بقية الطالبات العمانيات والحقيقة اني اشتاق لأيام رمضان في نيوزيلندا وأحمد الله أنها لم تصادف امتحاناتي في الايام الدينية أثناء الدراسة". الإمارات أكثر رفاهية توضح منى راشد أن لكل مكان ايجابياته وسلبياته ولكن دولة الإمارات تتميز بالرفاهية والتي يقل عن مثيلها في باقي الدول، تقول منى: "الرفاهية والخدمات التي نجدها في الإمارات لانستطيع ايجادها في الدول الأخرى، ونيوزيلندا مكان جيد للدراسة لكنها مملة، والنظام التعليمي فيها افضل من ناحية التكنولوجيا ويعجبني فيها تنظيم الشوارع". تحاول منى عندما تواجه اي مشكلة إيجاد الحلول بنفسها، وعندما تعجز عن ذلك تتوجه لإدارة الجامعة، لتخاطب الملحقية الثقافية التي تمثلها الملحقية الاسترالية في حال عدم حل المشكلة، حيث لايوجد في نيوزيلندا ملحقية اماراتية، "لا أشارك الاهل بأية معوقات أو مشاكل قد تعترض طريقي لأنهم بطبيعة الحال غير قريبين مني وذلك قد يشغل تفكيرهم ويسبب لهم الازعاج، وأتوجه إلى الملحقية الأسترالية في حال لم أجد حلاً". وتشكر منى راشد بن حسين مسؤولي الملحقية الثقافية والتي لم يبخلوا بأي مساعدة في حال التوجه إليهم، مع أنها ترى ان الوقت حان لوجود مكتب متابعة، وتتمنى من موظفي الملحقية أن يبادروا في بعض المناسبات بزيارات الطلبة وخاصة في المناسبات الدينية وحفلات التخرج للطلاب مما يشجعهم ويساهم في تعزيز الثقة في نفوسهم ونفوس الطلبة الباقين حيث إنهم كثر وفي تزايد مستمر". أول إماراتية بدأت منى للتو دراستها لنيل شهادة الدكتوراه في ادارة المتاحف من احدى الجامعات البريطانية، حيث إنها وبعد حصولها على الماجستير غادرت الدولة لإتمام دراستها والتي تعتبرها جاءت من قبيل الصدفة البحتة، فهي لم تجد عملاً من ضمن اختصاصها بعد الماجستير، مع انها حاولت جاهدة مع وزارة التربية والتعليم، ولكن كان عائق الخبرة حائلاً بينها وبين الوظيفة، وتمكنت من الحصول على عرض عمل في إدارة متاحف الشارقة، وعملت هناك لمدة سنة وفي نفس العام 2010 دخلت دورة تدريبية مع "مؤسسة الامارات للنفع الاجتماعي" بالتعاون مع جامعة جي اف كينيدي لدراسة ادارة المتاحف، تقول منى: "عند انتهاء الكورس التدريبي اقترحت علي زميلتي اكمال تعليمي في الدراسات المتحفية وخاصة أنه جديد وانا اشتغل في قسم برامج التعليم في إدارة المتاحف "إدارة التعليم المستمر"، كما أني سأعتبر الوحيدة التي تتقدم لنيل شهادة الدكتوراه في إدارة المتاحف في الدولة". وابتعثتني مؤسسة الامارات للنفع الاجتماعي وعلى حد علمي فإنني اول إماراتية تدرس هذا الاختصاص لنيل شهادة الدكتوراه في بريطانية جامعة "ليستر". تستشهد منى بالآية الكريمة "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"، حيث جاءت دراستي بسبب عدم التجاوب معي من وزارة التربية في إيجاد وظيفة كوني خريجة جديدة، ولهذا السبب توجهت لدراسة الماجستير، وبعد العمل في إدارة المتاحف تمكنت من الحصول على بعثة لإكمال تحصيلي العلمي في إدارة المتاحف". وتتمنى منى من الجهات الحكومية دعم الخريجين الجدد في التكافل معهم خاصة ان الحكومة تصرف الملايين على تدرسيهم لذلك وجب عليهم التدريب على الأقل إن لم يكن التوظيف، وتقترح على وزارة التعليم العالي التواصل مع الجهات الأخرى لتدريب الخريجين مما يسهم ذلك في اكسابهم الخبرة التي قد يحتاجونها في عملهم. اتحاد للطلبة الإماراتيين انطلاقاً من المعاناة التي واجهتها منى عند وصولها للدراسة في نيوزيلندا اقترحت انشاء اتحاد للطلبة الإماراتيين الدارسين في نيوزيلندا، تقول: “بدأنا فعلاً بإنشاء مجموعة على الفيس بوك تحت اسم “الطلبة الاماراتيين في نيوزيلندا”، كما بدأنا في الاجتماعات وتم اختيار رئيس للاتحاد وكنا نلتقي في رمضان وفي المناسبات الدينية، حيث كنا نعمل كمرشدين للطلاب الجدد لتجنيبهم أية عقبات”، وعن التفاعل مع هذه المجموعة تضيف منى: “كان هناك تفاعل كبير في البداية وتم مخاطبة الملحقية الاسترالية القائمة بأعمال الملحقية الاماراتية للحصول على دعم معنوي والتواصل ورفدنا بأحدث المستجدات الخاصة بالطلبة ولدعم الجدد منهم وكان هدفنا بذلك أن يكون الأمر بشكل رسمي ولم نحصل على جواب منهم مما تسبب في اهمال الموضوع، وقد خاطبت وزارة التعليم العالي ولكن لم اتابعه لانشغالاتي وأتمنى أن يلقى هذا الموضوع اهتماما لما يحمله من أهداف خدمية وتخلق حلقة وصل بين الطلاب. وتنصح منى بن حسين أنه في حال سنحت الفرصة للمرء للدراسة في الخارج أن يأخذها من المنظور الإيجابي لما ستفتح له من آفاق في التعرف على ثقافات وأناس جدد، كما وأنها تعتبر الابتعاث تحد يجب تجاوزه والفوز به خاصة أن هذه الفرصة لن تكون في متناول الجميع، وأن هناك العديد من الطلبة الذين رجعوا ولم يتحملوا الغربة، كما تطلب من الاهل مساعدة الأبناء وخاصة البنات منهم في تقبل السفر. تقول منى: “عندما تبدأ بشيء يجب ان تكمله وليس هناك نجاحات بسهولة ونصيحة للأهل أن لايقفوا في وجه بناتهم بل عليهم أن يشجعوهن ويتابعوهن من خلال زيارات دورية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©