الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بناتنـا.. عز وفخــر

24 يوليو 2007 05:39
تلقيت رسالة على هاتفي النقال·· ما أن قرأت الرسالة حتى صدمت وشككت بمصداقيتها، وكان حدسي في محله، فقد اتصلت بالرقم لأستطلع حقيقة الأمر، والمخزي أني وجدته يعود لإحدى حدائق الحيوان!! تخيلوا معي مضمون الرسالة·· (استر على بنات يدورون الستر، مواطنات بنات أصل وموظفات، يبحثون عن زواج مسيار، البكر بعشرة آلاف والثيب بخمسة آلاف، عن طريق الخاطبة أم سعيد· للاتصال رقم (········) ولا تنسانا من دعائك لنا· انشر لكسب الثواب)··!! عمل كهذا لا يتصف إلا بالدناءة والخبث، هدفه تشويه المجتمع·· ولكنني أستغرب كثيراً من هذا الشخص الذي سولت له نفسه فعل هذا الأمر، وإضافة كلمات الرجاء ونيل الثواب والدعاء بالخير له!! ألم يفكر قبل أن يكتبه ويرسله في أن كثيراً ممن سيتلقون الرسالة سيدعون عليه لا له؟! هذا الموضوع آلمني كثيراً، فأحببت أن أقول لمثل هذا الشخص وقرنائه إن ابنة الإمارات مشرفة، ونحن نتشرف بها، ونفتخر كل الفخر بأن من بناتنا من حققن كثيراً من الانجازات، ووصلن للعالمية بكل شرف وتفانٍ، وكن وما زلن البنت الحبيبة والأخت الحنونة والأم العطوفة والزوجة الصالحة، وهذا الفعل المشين لا ينتج إلا عن حقد تجاه إنجازاتهن· ويحضرني أيضاً موقف لن أنساه، وهو من خلال بحثي في شبكة الانترنت، وجدت خبراً في أحد المنتديات مفاده: أن دراسة من مركز ''ستارش'' البريطاني للأبحاث العالمية قد توصلت إلى أن الإماراتيات هنّ أكثر البنات دلالاً على مستوى العالم· حيث تمت الدراسة بناءً على عدة أمور، منها: أن الفتاة الإماراتية تلبى طلباتها من دون عناء، وهناك دائماً من يقوم بخدمتها، إضافة إلى أنها ليست بحاجة إلى عمل، فمصروفها متوفر لها من أولياء أمورها دون الحاجة للعمل· ووصف الباحث الفتيات الإماراتيات بأنهن (ملكات العالم)، فيقول: ''إن الملكة لا تقود السيارة بل الخدم من يقوم بذلك، فالفتاة الإماراتية مثل الملكات تماماً·· إضافة للعديد من المعايير المتعلقة بالاعتناء بالرشاقة والمظهر''· قررت حينها البحث والتحري عن صدق ما جاء به؛ لأن وكما يعلم الكثيرون، بعض من المنتديات تجمل وتنمق الكذب وتصوره على أنه حقيقة، وكل هذا لجذب المزيد من المشتركين، وكل يتفنن بطريقته في تضليل الحقائق وفبركتها حتى يقال ويشار للعضو الفلاني بأنه مشارك فعال· فوجدت أن مركز ''ستارش'' لم يكن يقصد فتيات الإمارات، وحتى وإن كن هن، فهل ذلك يعني أن بناتنا دلوعات ومدللات؟!! وأنهن لا يقمن بشيء، ولا يناط بهن حتى أتفه الأمور، وليس لهن دور إلا التفنن والتزين والعيش بترف؟!! إنني أقول لمن ضاف وغير المقالة وخال أن هذه الدراسة تقصد تكريم فتياتنا فإنه مخطئ كل الخطأ، فبناتنا لا يحتجن لدراسة أو تقييم حتى يبرهن بأنهن بنات عز وفخر· بناتنا في الماضي والحاضر والمستقبل هن مشرفات لنا، ونحن نفتخر بهن· وقد برهن بأنهن على قدر المسؤولية، ونلن وحققن الكثير من الأوسمة المشرفة على المستوى العالمي، وهن اليوم يشاركن أشقاءهن من الرجال في بنيان الحضارة تحت قيادتنا الحكيمة·· فنقول لكل من أراد ببناتنا سوءاً: كيدكم مردود عليكم، والله هو الحافظ لهن من كل عابث وقاصد شر· خالد المؤذن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©