الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لســان دار نشر تنطق بلغة نوعية وطموحة وإصدارها القادم يحتفي بالأدب الإماراتي

لســان دار نشر تنطق بلغة نوعية وطموحة وإصدارها القادم يحتفي بالأدب الإماراتي
16 مارس 2008 04:08
وسط الكم الكبير من دور النشر الموزعة على قاعات معرض أبوظبي للكتاب، يمكن لدار نشر صغيرة ومنزوية أن تلفت نظر العابر وأن تغريه بالسؤال عن طبيعة هذه الدار والغرض من إنشائها، ليس لأنها دار تتمتع بالبهرجة في وسيلة عرضها للكتب، ولكن بسبب الكتابة الألمانية الطاغية على مطبوعاتها مع وجود كلمة عربية وحيدة تتوسط هذه المطبوعات، وهي كلمة (لسان)، وعندما تستفسر من المشرف على الدار عن مغزى هذه الكلمة، فإن إجاباته سوف تدفعك للتوقف أمامها طويلا، فهي إجابات تفتح مغاليق كثيرة حول تحديات الترجمة وسبل تفعيلها والهواجس الإبداعية النوعية والطموحة التي تسعى هذه الدار من خلالها إلى إحياء الأدب العربي ونقله إلى شريحة واسعة من المتعاطين مع اللغة الألمانية في أوروبا، والموزعين على دول مثل سويسرا والنمسا وغيرها من المقاطعات التي تلتقي بالهوى الثقافي الألماني· وحسن حماّد المسؤول عن هذه الدار ومدير تحرير مجلة (لسان) الصادرة عن الدار، هو شخص مهجوس ومحب ومتحمس لنقل الأدب العربي الحديث والمتميز وبجميع أنماطه وصنوفه إلى القارئ الألماني في أوروبا، وحمّاد حاصل على الدكتوراه عن رسالته حول أدب نجيب محفوظ، وسبق لحماد أن درس السينما ومارس الفن التشكيلي وله تجارب ودراسات في الموسيقا، وله ثلاثة كتب في النقد حول الرواية العربية، درس اللغة الألمانية في مدينة فرايبورج بألمانيا، ويقيم في مدينة بازل السويسرية منذ العام ·1997 الصوت الآخر سألنا حماد أولا عن سر هذه النقلة من التشكيل والموسيقا والنقد إلى مجال مختلف وهو النشر فأجاب أن الفكرة راودته أثناء معرض الكتاب بفرانكفورت في العام 2004 والذي خصص للثقافة العربية، ولكن الغائب الأكبر من المعرض كان هو الأدب العربي ذاته، فشعر حينها بضرورة نقل منجزات الثقافة العربية إلى شريحة القراء الألمان الذين يجهلون منابع ومصادر وعطاءات هذا المنجز، ولا يملكون الوسيط الذي ينقلهم لهذا العالم الثري من القصص والقصائد والروايات والكتابات النقدية التي يزخر بها الأدب العربي القديم والحديث على السواء· ويضيف حماد: وفكرة إنشاء دار نشر تترجم الأدب العربي إلى اللغة الألمانية ترافق مع إحساسي بضرورة وجود الصوت الآخر في المشهد الثقافي الألماني، خصوصا وأنني أملك شبكة واسعة من علاقات الصداقة مع الكتاب العرب المميزين بإنتاجاتهم الثرية والمتمتعة بالخيال واللغة المتطورة على صعيد الشكل والمعنى، وشعرت برغبة داخلية قوية في الترويج لهذه الإبداعات المهمة والمغيبة عن القراء الألمان في عموم أوروبا· ترجمة الأدب الإماراتي وعن إصداره لمجلة (لسان) وتركيزه عليها كبداية لمشروعه الطموح يقول حماد ''بعد إصدار ستة كتب متخصصة في الأدب العربي وجدت أن إصدار مجلة متنوعة في مواضيعها وبمشاركة كتاب عرب معروفين سوف يمنحنا المساحة الخصبة للتعاطي مع قراء ذوي اهتمامات أدبية مختلفة تتوزع بين مواضيع الشعر، وأدب الرحلات والقصة والتشكيل والموسيقا والنقد والكتابات الانطباعية الحرة إلخ··· ومن هنا قررنا في دار النشر أن نصدر عددين من المجلة سنويا بواقع عدد كل ستة أشهر· وعن تبويب المجلة يقول حماد: بالإضافة للنصوص الشعرية والنثرية فإن المجلة تركز على الأدب المقارن بين المشهدين الألماني والعربي، فنشرنا مقارنة أدبية بين بهاء طاهر وهاندكه، وبين كريستا وولف ورضوى عاشور على سبيل المثال، كما أننا نخصص محورا في كل عدد للمشهد الثقافي في كل دولة عربية على حدة· ويضيف حماد: سيكون العدد القادم مخصصا لترجمة المشهد الثقافي في الإمارات إلى الألمانية، وذلك بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ـ وكما يقول حماد ـ فهذا هو أول احتفاء وأول حضور للأدب الإماراتي في اللغة الألمانية، وسيشهد الملف الإماراتي تقديم مجموعة من الأدباء الإماراتيين بالإضافة إلى السينمائيين الشباب والمصورين الفوتوغرافيين وكتابات حول المكان الإماراتي قديمه وحديثه، وبالتالي سوف نقدم مسحا بانوراميا وأنطولوجيا للثقافة الإماراتية نلغي من خلاله فكرة المركز والهامش في مناطق الثقافة العربية المختلفة· وعن أسلوب العمل في المجلة يقول حماد إنه يعتمد على فكرة الورشة حيث يمر النص الأصلي على مترجمين عرب وألمان كي يأخذ النص حقه من التدقيق والمداولة والإجماع على الترجمة النهائية والمكتملة، فهيئة التحرير مكونة من مترجمين ألمان وعرب مقيمين في أوروبا وآخرين في دول المغرب والمشرق العربي· إرواء العطش الثقافي ويرى حماد أن ما يميز مجلة (لسان) عن غيرها من المجلات والمنشورات التي تترجم الأدب العربي، هو أن مجلة (لسان) تمنح الحرية للكاتب العربي الذي يختار نصوصه التي يريد ترجمتها وبالتالي فهو لا يقع تحت رحمة المترجم الخارجي الذي يختار ما يشاء من الكتابات، ودون أن يراجع الكاتب الأصلي للنص· وعن صدى وردات فعل القراء الألمان تجاه المجلة يقول حماد: ردات الفعل مفرحة ومشجعة، فالمجلة ورغم قصر عمرها وكونها أتت في سياق المغامرة، إلا أنها سرعان ما نالت شعبية لدى أوساط القراء وفي المكتبات المتخصصة والشعبية، لأنها ساهمت نوعا ما في إرواء العطش الثقافي لدى القارئ الألماني تجاه الكتابات العربية المعاصرة، وهناك من دُهش من المستوى المتميز والعالي من الوعي والإنتاج والتفكير والإبداع النوعي في النصوص العربية المترجمة بين دفتي المجلة، وتوضح حجم الإقبال على المجلة من زيادة الطلب والاشتراكات في المجلة، وتم تناول المجلة في عدة صحف سويسرية وألمانية، وهناك من النقاد من قال إن هذه المجلة تعتبر المدخل الأساسي للأدب العربي لدى الألمان والناطقين باللغة الألمانية في أوروبا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©