الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغسيل الحلو !

24 يوليو 2007 05:02
إذا سمعت مخرجاً يقول إنه أفضل مخرج على الإطلاق، أو شاهدت ممثلاً يدّعي أنه النجم الأول بالنسبة لجمهور الشبّاك، أو إذا انتبهت لمطرب يصرّح أنه فنان المراتب الأولى، أو إذا شاهدت كاتباً يقول إنه الأفضل بلا منازع، لا تعجب لذلك، طالما كان ذلك الشخص (أياً كانت مهنته ومجاله) عربياً يطل من خلال تلفزيون عربي!!، فالولع بالشمولية والكلية والمطلقات والتعميمات هي ظاهرة عربية، أو تكاد تكون حالياً عربية عصرية بامتياز أول (عصرة أولى)· وبالعودة إلى الوراء قليلاً، ما إن تفتح كتاباً تاريخياً عربياً حتى تجد فيه تصنيفاً لعدد من الشعراء العرب يَعْرِض إليهم تباعاً، لكنه كلما توقف ليسرد سيرة وترجمة حياة أحدهم، حتى يبدأ بالقول: ''كان أشعر أهل زمانه قاطبة'' هذا إذا لم يقل إنه: ''سبق الأوائل والأواخر''!، ويحدث أن تفتح الجريدة العربية في أي وقت لتقرأ خبراً عن الانتخابات العربية التي تفوز فيها الأحزاب الحاكمة (بالأغلبية المُطلّقَة) بنسبة تسعة وتسعين وتسعة من عشرة بالمئة!· ويحدث أن تفتح مجلة عربية أيضاً فتجدها تفرد لنفسها صفحة إعلانية خاصة تزعم فيها أنها المطبوعة العربية الأفضل على الإطلاق· ويحدث أن تفتح عشر قنوات فضائية عربية، لتجدها كلها تقول دفعة واحدة: ''إنها الأفضل في عالم المنوعات والأرقى في مجال الدعاية والإعلان، والأكفأ في عالم الرياضة والأبدع في مجال الثقافة والفنون، وإنها ذات الشبكة الأوسع انتشاراً من حيث عدد المراسلين المنتشرين في جميع أنحاء العالم· ويحدث أن تبث إحدى هذه القنوات الفضائية إعلاناً حول مسحوق غسيل معين تقول آخر عبارة فيه:''إنه الأفضل بالتأكيد'' ليعقبه إعلان آخر بعد لحظات على المحطة نفسها لمسحوق غسيل آخر تقول العبارة الأولى فيه: ''جرّبوا مسحوق الغسيل الأفضل والأنصع على الإطلاق''، أما مصداقية صيغة (أفعل التفضيل) العربية هذه، فهي لا تظهر على حد التعبير العربي الشائع إلا في (الغسيل)!· alhalwaji@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©