الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتح أبواب الإبداع أمام كتاب الإمارات

فتح أبواب الإبداع أمام كتاب الإمارات
16 مارس 2008 04:04
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بمركز الصحفيين التابع لمعرض الكتاب، بحضور جمعة القبيسي مدير دار الكتب الوطنية بالهيئة ومدير معرض الكتاب، وعلي أبوالريش -مدير المشروع- وجمع من الصحفيين العرب والأجانب· وألقى القبيسي كلمة في بداية المؤتمر أشار من خلالها إلى القفزة النوعية التي حققها معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشرة، وذلك على صعيد عدد دور النشر المشاركة والفعاليات المبتكرة التي أغنت ربيع الثقافة في عاصمة الدولة والمنطقة ككل· وقال القبيسي في كلمته المخصصة لإطلاق مشروع ''قلم'': ''نلتقي اليوم لنواصل مسيرة الإبداع في المشهد الثقافي الإماراتي الذي جددت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حيويته منذ ما يزيد على العامين، مرتكزة في ذلك على البناء المتين الذي أرساه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كي نصل اليوم إلى مرحلة هامة في تاريخ الثقافة العربية توازن بين تطور وعي المجتمع واهتمام الدولة، وبين الرغبة الجادة من الطرفين في منح الثقافة دورا أساسيا متناميا في حياة الأفراد والمجتمع''· وأضاف القبيسي: ''وعندما نطلق اليوم مشروع ''قلم'' فإننا ندرك أهمية ما يدور في الساحة الثقافية الإماراتية من حراك بات مشهودا لمختلف دول المنطقة والعالم، وهذا المشروع يأتي ضمن توجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث واستراتيجيتها المتمثلة في دعم الإبداع المحلي، وتشجيع الطاقات والمواهب، وذلك عبر دعم نشر وتوزيع الكتاب المحلي من قصة ورواية ونص مسرحي وشعر''· وأشار القبيسي إلى أن هذا المشروع هو جزء من سلسلة من المبادرات الثقافية التي تسعى الهيئة من خلالها إلى تحفيز وإطلاق وتشجيع العمل الثقافي بالدولة، في إطار استراتيجية مدروسة، تتكامل من خلالها المبادرات والمشاريع الثقافية المحلية والإقليمية والعالمية، لتجسيد حضور أبوظبي كمركز ثقافي رائد في منطقة الخليج والعالم العربي· وعن الأسماء التي استقطبها المشروع في مرحلته الأولى أشار القبيسي إلى أنها تضم كوكبة من المبدعين والمبدعات في الدولة وهم: سعد جمعة وعبدالله عبدالوهاب في مجال الشعر، وروضة البلوشي، وإبتسام المعلا، وفاطمة المزروعي في مجال القصة القصيرة، ومحمد حسن أحمد في مجال الرواية· ونوه القبيسي إلى طموح الهيئة ورغبتها في تطوير هذا المشروع ليشمل نشر النتاج الأدبي للمقيمين العرب وسواهم في الدولة، بالإضافة إلى منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، بحيث يشكل المشروع نواة حقيقية لإصدار كل ما يتعلق بالأدب العربي من ببلوغرافيات ومختارات وانطولوجيات، وترجمة أعمال مختارة من الأدب العربي إلى اللغات العالمية الحية في المستقبل القريب· ألقى بعدها مدير المشروع علي أبوالريش كلمة بمناسبة إطلاق الحدث قال فيها: ''دأبت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في أبوظبي منذ إنشائها على النشر والانتشار الثقافي، وسعت جاهدة إلى فتح نافذة على المكان، واستلهام ما فيه من مخزون ثقافي وإبداعي، والأخذ منه وبه إلى أفق العالم الأوسع، إيماناً من القائمين على هذه الهيئة بأن الحُلمُ الجميل، لا يتحقق إلا بفعل نبيل وأصيل، يتفاعل مع الواقع الثقافي بما يكتنزه من ثراء، لإثراء الطموحات، وتطلعات الإنسان الإماراتي''· وأشار أبوالريش إلى أن مشروع ''قلم'' هو رافد من روافد عدة أطلقتها الهيئة وزخرت بفعلها الثقافي الذي حقق نجاهات مذهلة، وكان أول الغيث في المشروع إصدار ستة كتب تشمل الرواية والقصة والشعر لمبدعين لم يجدوا فرص اللحاق بالقارئ ليقدموا له ما في الكنف الذهني من خلجات·· ودفق الروح· وأضاف أبوالريش: ''مشروع قلم، عهد إلى نفسه المضي قدماً بهؤلاء المبدعين إلى مدى أوسع، وتضاريس أكثر فسحة·· لذلك لم يقتصر جهد المشروع على طباعة الكتب، بل إن الطموح أكبر من ذلك، حيث سيحظى المبدعون بالتقدير المعنوي والمادي، وسيقوم المشروع بترجمة الأعمال الابداعية الجيدة الى اللغات الحية، وسيمنح كل مبدع حوافز مادية تقديراً لجهده الإبداعي· وحول آلية التعامل مع النصوص المقدمة، أشار أبوالريش إلى أن الأعمال الستة المطبوعة خضعت إلى قراءة متفحصة ومتخصصة من قبل لجنة ضمت أكاديميين ومهتمين بالعمل الثقافي والإبداعي، وقد تم اختيار الأعمال الستة بين أعمال أخرى كثيرة، وهي الحائزة على قناعة اللجنة بأهمية هذه الأعمال وفوزها بالشروط الإبداعية المطلوبة· وعن الخطوات اللاحقة لإصدار السلسلة الأولى للمشروع، أكد أبوالريش أن القائمين على المشروع سوف يقومون بجهود تليق بهذه الأعمال وعقد دراسات وندوات حولها لتقييمها والاستفادة من وجهات النقد الموضوعية والتي ستثري ساحتنا الثقافية وتسلط الاضاءات المفيدة على كل مبدع ليضعها نصب عينيه حين يقدم على إنجاز أعمال إبداعية جديدة· واختتم أبوالريش كلمته قائلا: ''نحن أمام مشروع وليد، والمشاريع لا تكبر إلا بصدقية الهدف وأمانة الطرح وتحمل من له علاقة بهذا المشروع من مبدعين ومثقفين مسؤولية التعاطي بايجابية والتفاعل بجدية، والأخذ بعين الاعتبار، أن المشروع مشروع وطني، أي أنه مشروعهم وقضيتهم''· المزروعي: مشروع قلم في إطار عام الهوية الوطنية أكد مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن إطلاق الهيئة لـ ''مشروع قلم'' يأتي تنفيذاً لدعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، لجعل العام الاتحادي الجديد عاماً للهوية الوطنية بتعزيز عناصرها، وتعميق مكوناتها وتكريس ممارساتها، مشيراً إلى أن شروط نشر الأعمال الإبداعية الإماراتية من قصة ورواية ونص مسرحي وشعر، تتضمن بشكل رئيس أن تكون مكتوبة باللغة العربية الفصحى، باعتبار أن اللغة الأم هي الركيزة الأساسية للهوية الوطنية· وقال المزروعي: نحن في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث نعتبر أننا في طليعة المعنيين بتنفيذ هذه التوجيهات السامية، كوننا مؤتمنين على الثقافة والتراث بكل ما يتضمنه هذان المفهومان من معانٍ تشكل العناصر الأساسية للهوية الوطنية من معتقدات وعادات وتقاليد، ولغة وإرث غني من الإنتاج المادي وغير المادي· وأكد أن استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تجسد رؤية صاحب السمو رئيس الدولة من خلال الأهداف التي وضعتها، وتعمل على تحقيقها وفقاً لبرامج متعددة ومتنوعة تشمل الفنون بمختلف أشكالها وتبني المشروعات الفكرية والإبداعية، وتعمل على إبراز التراث كجزء حي من الشخصية المحلية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©