الهلال يظهر في الدقيقة 94

في مباراة متقلبة الأطوار استطاع هلال السودان أن يحافظ على أرقامه القياسية بعدم الخسارة على أرضه لأكثر من ثلاثة أعوام عندما نجح في اطاحة آمال العاجيين بهزيمته لأسيك الأفواري 2/1 في الجولة الثالثة لمجموعات الرابطة للأندية الأبطال الأفريقية باستاده بأم درمان أول من أمس بعد مباراة بطولية سعى من خلالها الأزرق إلى كسب النقاط ورفع حظوظه للترقي لنصف نهائي البطولة وعلى الرغم من تعرضه لتجربة قاسية في أعقاب إدراك الضيوف لهدف التعديل في الشوط الثاني إلا أن عزيمة نجومه لم تفتر وحاصروا أسيك من كل الجنبات حتى تمكن الفريق من تغيير مسار النتيجة لصالحه في الزمن القاتل ليقتنص أغلى ثلاث نقاط مبدداً بها أحلام منافسيه الذين خاضوا المباراة بدافع الفوز ورفع حظوظهم في المنافسة· جاءت المباراة جادة وسريعة من جانب أصحاب الأرض حيث انتشروا في كل المساحات وشنوا هجوماً ضارياً على الأفواري بغية إحراز هدف مبكر كعادتهم عندما يستضيفون منازليهم وبالفعل واصل قائد الهلال تخصصه في التوزيعات القاتلة عندما نجح في تمرير كرة بينية للمندفع النيجيري قودوين بين اثنين من مدافعي العاجي ويتوغل ويسدد في المرمى لحظة خروج الحارس ليعلن عن هدف السبق للأزرق وتشتعل المدرجات، وبعد الهدف انهار أفراد فريق أسيك ليواصل الهلال زحفه ومحاصرته لضيفه عن طريق الأطراف التي تألق فيها الثنائي علاء الدين جبريل والنيجيري يوسف محمد وينتعش الوسط بتحركات المايسترو عمر بخيت وضابط الإيقاع البرنس والماكوك علاء الدين يوسف والمبدع مهند الطاهر وكاد قودوين أن يقضي على آمال العاجيين بالسيناريو ذاته عندما وجد تمريرة طرفية خادعة من البرنس ويلعبها كرة هوائية إلا أن القائم حرمه من تعزيز هدفه لينتهي الشوط الأول بتقدم أصحاب الأرض· وفي الشوط الثاني انخفض أداء الهلال بدرجة مخيفة مما ساهم في تعزيز السيطرة العاجية التي شكلت هجماتهم خطورة بالغة على مرمى المعز محجوب حتى تمكن هداف أسيك إدريسو من ترجمة إحدى الهجمات المنظمة إلى هدف عادل به النتيجة وسط ذهول جمهور الهلال الذي لم يصدق أن الضيف سيصل إلى عرينه خلال ربع ساعة الأولى من هذا الشوط والذي دائماً ما تدين فيه السيطرة لهم ولكن بدأ واضحاً توتر لاعبي الهلال وخروجهم من جو المباراة وخصوصاً عندما قام المدرب باستبدال القائد البرنس لتعزيز خط المقدمة بإشراك معتز كبير ولكن أصبح الوضع صعباً والمباراة تسير نحو دقائقها الأخيرة ويعزز مدرب الهلال ريكاردو باللاعب إسحق كرنقو صاحب النزعة الهجومية بالجهة اليسرى والذي بدخوله نشطت هجمات الهلال وعادت إليها خطورتها وقبل نهاية المواجهة أطلق النيجيري يوسف محمد رصاصة الرحمة على العاجيين بوضع الهلال في المقدمة باحرازه لهدف الترجيح في الدقيقة 94 وبدأت الروح تدب في جسد القاعدة الهلالية التي آزرت نجومها حتى أطلق حكم المباراة المغربي العرجون صافرته الأخيرة لتحتفل الجماهير الهلالية بالنصر الغالي الذي رفع رصيد الأزرق لـ(6) نقاط محافظاً على ترتيبه الثاني خلف الأهلي المصري ويتجمد رصيد أسيك في نقطة واحدة· وفي المؤتمر الصحفي عقب نهاية المباراة أكد البرازيلي هيرون ريكاردو المدير الفني للهلال أن حظوظ فريقه في الترقي لنصف النهائي أصبحت كبيرة وكان بالإمكان حسم المواجهة منذ الشوط الأول ولكن الحظ عاندنا في ثلاث فرص وكما أن أسيك العاجي فريق منظم ومتطور بادرنا الندية في الشوط الثاني، وأننا سنعمل على تصحيح الأخطاء ومعالجتها حتى تجدد اللقاء بيننا بأبيدجان خصوصاً أن الفريق سيستفيد من خدمات ثنائي الفريق حمودة بشير وسيف مساوى اللذين غابا عن هذه المباراة بعامل الإصابة كما أن البرنس شارك وهو يعتصر الألم نتيجة لإصابته السابقة في مباراة الترجي· وأكد قائد الهلال البرنس إن فريقه قدم مباراة كبيرة أمام فريق عنيد يعد من أفضل أندية المجموعات بالرابطة الأفريقية وشكر زملاءه اللاعبين الذين استطاعوا أن يعبروا هذه المحطة بسلام ويساهموا في رفع حظوظ الهلال وأشاد بكل الفئات التي ساهمت في هذا النصر على رأسها جمهور النادي ومجلس الإدارة· فيما قال الفرنسي باتريك المدير الفني لفريق أسيك إن مصيره أصبح بيد غيره وأن نجومه لم ينفذوا كل ما طلب منهم ولكنهم استطاعوا أن يتغلبوا على الهلال في الشوط الثاني ونجحوا في إدراك التعادل وعن هدفي الهلال قال إنها جاءت نتيجة أخطاء فردية وجماعية وسنعمل على تصحيح هذه الأخطاء حتى نحافظ على وجودنا على الرغم من الأمل الضئيل الذي ننافس من أجله· فيما تحدث قائد الفريق العاجي كوني والذي اعترف بأنهم لم يقدموا مباراة جيدة وقال نرفع القبعة للهلال الذي استطاع أن يدير اللقاء باقتدار· وقد خرجت الجماهير الرياضية بشتى ألوانها في تظاهرات فرح عارمة حتى الساعات الأولى من صباح أمس وخصوصاً أن انتصار الهلال امتزج بالفرحة المريخية بعد أن نجح المريخ في إدراك التعادل مع الدراويش بالإسماعيلية أمس الأول في استهلالية مشواره بمجموعات الكونفدرالية·