الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحب على الإنترنت مشاعر خادعة لا تسمن من جوع

الحب على الإنترنت مشاعر خادعة لا تسمن من جوع
16 مارس 2008 03:54
''لم يكن يعلم أن حبيبته على الإنترنت هي نفسها زوجته التي هجرها منذ أشهر لاستحالة الحياة بينهما· فقد كانت هواية بكر عقد صداقات مع الجنسين عبر ''التشات'' بعدما أصبح وحيدا بدون زوجته وطفله، وقادته هوايته إلى التعرف على ''جميلة'' الفتاة المثقفة المتدينة· ظنها فتاة أحلامه فأحبها، وبادلته هي الحب· طلب مقابلتها ليتزوجها، فطارت جميلة من الفرح واستعدت للقائه في مكان عام، وفي اليوم الموعود حصلت المفاجأة لكليهما، وحين شاهدها لم يتمالك نفسه وصرخ: ''أنت طالق·· طالق''، أما هي فقالت: ''وأنت كاذب·· أنت أيضا طالق ثم سقطت مغشيا عليها''· هذه واحدة من النهايات المتوقعة في قصص الحب التي تنشأ عبر الإنترنت و''التشات'' بسبب قيام معظمها على الوهم أو الكذب والخداع، أما النهايات السعيدة فهي أمر قليل الحدوث· وإذا كانت علاقات الحب عبر الإنترنت قد أصبحت اليوم أمراً واقعاً، بل ودارجاً، لا يمكن إنكار وجوده، إلا أن السؤال الذي يقودنا إليه هذا الواقع هو: هل هو حب حقيقي؟ وهل تشبع الكلمات العاطفية المارّة عبر جهاز بارد عواطف الإنسان؟ أم أن هذه العلاقات أصبحت مجرد موضة وتقليد؟! تقول أم عبد الرحمن، من الممكن أن تنشأ علاقات حب حقيقية على الإنترنت بل وتكلل بالزواج أيضا، فأختي تزوجت بعد علاقة حب كهذه، حيث تعرفت من خلال المنتديات على شاب كندي، واستمرت العلاقة عامين ثم اتفقا على اللقاء فجاء إلى المغرب وخطبها ثم تزوجا، وهذا ما حدث مع ابن عمي أيضا الذي تعرف على فتاة اسبانية عن طريق الإنترنت وتزوج بها· كذلك يرى محمد عبد الله، أن الحب على الإنترنت بات أمرا عاديا، فهو حب حقيقي وممكن أن تنجح فيه العلاقة أو تفشل كغيرها من العلاقات الأخرى، والدليل على ذلك أن ابن عمي أحب فتاة على الإنترنت لمدة 3 سنوات، وكان ينوي الارتباط بها لولا أنها تعيش في فلسطين والأوضاع السياسية هناك لم تسمح لهما بتتويج هذه العلاقة بالزواج، علما أنه كان يحادثها عبر الهاتف· لكن ''علي· ف''، متزوج، لا يهدف إلى إقامة علاقات عاطفية جادة من خلال الإنترنت فهو لديه العديد من الصديقات و''يدردش'' معهن في أمور خاصة جداً، يقول علي: ''الجميل في هذه العلاقات أنك مجهول وتتخفى تحت قناعٍ مكين فلا أحد يعرف اسمك أو شكلك، وبإمكانك أن تقول أو تفعل ما تشاء دون حسيب أو رقيب، بينما في الواقع لا تستطيع أن تفعل ذلك بسبب الأهل والمجتمع من حولك''· ولهذا ترى روزالي أن العلاقة عبر الإنترنت أمر محفوف بالمخاطر، فالطرف الآخر، كما تعتقد، قد يكون كاذبا، ومن هنا لا نستطيع أن نسمي تلك العلاقات حبّا ففي معظم الأحيان تقام بهدف التسلية والمتعة من قبل الجنسين، في حين أن مشاعر الحب الحقيقية نادرة الوجود· خداع وأوهام وتعتقد نجوى علي أن علاقات الإنترنت تتيح للشخص إعطاء مواصفات خادعة، ولذلك فحتى لو تكللت العلاقة بالزواج نجد أنها لا تدوم طويلا لأن كلاً منهما يكتشف الآخر على حقيقته· والمشكلة في علاقات الإنترنت ، كما تقول، أن هنالك أشخاصاً يستخدمونها كوسيلة للهجرة والانتقال إلى بلاد أخرى وخاصة الدول الغربية لتحسين أوضاعهم المعيشية· ولا يؤمن محمد رفاعي، بالحب عبر الإنترنت فهو، من وجهة نظره، علاقة وهمية يلجأ إليها البعض لتحقيق النزوات الشخصية والرغبات الجنسية، فـ ''الدردشة'' ربما تؤدي إلى تعارف أو صداقة ولكنها لا ترقى إلى حب حقيقي، وذلك لعدم وجود تسلسل منطقي في حصول العلاقة من جهة، ولعدم قيامها على أسس صحيحة من جهة ثانية· ورغم أنه لكل قاعدة شواذ ويمكن أن تحدث بالصدفة علاقة بين شاب وفتاة صادقين، إلا أن القاعدة هي أن نجاح الحب على الإنترنت أمر نادر الحدوث· وبالإضافة إلى عدم إيمانه بالحب عبر هذه الوسيلة، فإن عبد الله المحرمي يرفض فكرة الزواج عبر الإنترنت لأن الرجل ستتولد لديه الشكوك في زوجته في ما بعد· مجهول النسب ويستغرب مهدي مغيثني، فكرة إقامة العلاقات العاطفية بين الجنسين عبر غرف ''الدردشة'' الإليكترونية بقوله: ''نحن عرب ولدينا تقاليد، ولا يوجد أفضل من الأصول، فمنذ زمن كانت الناس تسأل عن الرجل وأصله وعن المرأة وأخلاقها، ولكن الإنترنت مجهول النسب، إنك لا تعرف مع من تتحدث وما هي حقيقته، فضلا عن أن مشاعر الحب هذه ليست مشاعر حقيقية، وهي علاقات تقام بهدف التسلية وحسب''· ويعتقد جواد الرحيلي أن العلاقات التي تنشأ بين الشباب والفتيات على الإنترنت ليست علاقات حب حقيقية، فالشباب ينتظرون الفرصة لافتراس الفتيات، والفتيات يبحثن عن صيد سمين· ويرى سعيد العامري، إن الإنترنت له فوائد أهم من إقامة العلاقات العاطفية، ويقول: ''أنا لا أؤمن بوجود حب حقيقي من خلال ''الدردشة'' فنحن أحببنا نساءنا بعد أن أنجبن، وأستغرب كيف يحب الإنسان عن طريق ''الدردشة'' شخصا لم يعرفه أو يعاشره، ''هذا كله أوهام''· من جانبه يقول أحمد ماجدي إن المعرفة التدريجية بين الفتاة والشاب أفضل، وهي ذات مشاعر أعمق وأسس صحيحة أكثر، فحب الإنترنت مشاعر باردة لا تشبع العواطف الإنسانية، أما الحب الحقيقي فهو الحب الذي يتبادل فيه الحبيبان المشاعر وجها لوجه فيخرج الكلام من القلب ليصل إلى القلب· غير مطابقة للواقع وتقول دكتورة دوللي حبّال، أخصائية الطب النفسي، إن الحب على الإنترنت أصبح اليوم نوعا من ''الموضة الدارجة'' والتسلية وهذا له أسباب كثيرة، من بينها سهولة الحصول على الإنترنت في كل مكان، وعدم وجود الوقت الكافي لإقامة علاقات مباشرة، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالخجل الاجتماعي وعدم الثقة بالنفس، أوالفراغ العاطفي، وإدمان الإنترنت، والملل الزوجي، أو بسبب المصالح كالهجرة مثلا، وبصرف النظر عن الأسباب، نجد أن علاقات الإنترنت قد تنجح، ولكن شريطة أن يتخللها الصدق بين الطرفين، ولكن المشكلة ومكمن الخطر في هذه العلاقة أن المعلومات المتداولة كثيرا ما تكون كذباً ومضللة بحيث تعطي صورة غير حقيقية للشخص، فكل طرف يريد أن يقدم الصورة التي يحبها ويتمناها لنفسه للطرف الآخر وعادة ما تكون هذه الصورة أجمل وأفضل من الصورة الحقيقية، ولهذا يحدث الإحباط عند المقابلة الشخصية، حيث يرى الطرف الآخر صورة مغايرة غير مطابقة للواقع· فضلا عن كونها علاقات وهمية تقوم على استخدام المخيلة في تكوين صورة الطرف الآخر وهي صورة ليست حقيقية بالضرورة· وترى حبال أن علاقات الإنترنت باردة المشاعر وغير مشبعة عاطفيا، فالحبيب لا يستطيع أن يأخذ ولا أن يعرف كل شيء عن الطرف الآخر، ولذلك تجد أن كثيرا من الشباب والفتيات يكونون على علاقة بأكثر من شخص على الإنترنت في نفس الوقت·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©