الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يؤكدون أهمية تفعيل مبدأ الثواب والعقاب

خبراء يؤكدون أهمية تفعيل مبدأ الثواب والعقاب
23 يوليو 2007 04:54
شهدت الدولة مؤخراً العديد من المبادرات لتحفيز الموظفين على زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته من خلال تشجيع التميز ومكافأة المبدعين بالدولة، وتم استحداث العديد من الجوائز المهمة للنهوض بالأداء ووضع أسس ومعايير للتميز والجودة ، كما أطلقت الكثير من المؤسسات المحلية والاتحادية جوائز لتحفيز وتشجيع المواطنين على الإبداع والتميز، ولا شك ان هذا المناخ الإبداعي ساهم في إيجاد مفاهيم جديدة للأداء وزاد من الإنتاجية ، مما جعل تطبيق مبدأ ''الثواب والعقاب'' أمرا مهما للحفاظ على مستوى الأداء والتميز في المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص· حول '' مبدأ الثواب والعقاب'' ودوره في التميز والإبداع كان لـ'' الاتحاد: هذه اللقاءات مع عدد من المسؤولين حول أهمية التحفيز والتشجيع في زيادة الانتاجية، وتكريس هذا المبدأ· في البداية قال سيف المدفع مدير عام مركز اكسبو الشارقة إن العديد من هياكل العمل تمارس طرقاً مختلفة لتسيير عجلة التنمية في معظم دول العالم المتحضر، تتبع المعايير التي تحفز موظفيها والعاملين لديها لرفع مستوى أدائهم، ومن تلك المعايير ''الثواب والعقاب'' التي تعتمد كمسارات لتحديد جودة العمل وكفاءة الموظف حيث أثبتت نسبياً هذه المعادلة صوابها وجدواها· ويوضح المدفع أن معيار الثواب، يعني تكريم الموظفين المتألقين المتمتعين بكفاءات نوعية وقدرة على التميز ويبذلون جهوداً كبيرة لإنجاز أعمالهم وتطوير قدراتهم ورفع إنتاجيتهم، وتكريم هؤلاء النخبة يعني أن التقييم جاء تثمينا لجهودهم· والتكريم في نظرة المسؤول الناجح، هو غرس روح التميز في نفوس كافة الكوادر العاملة لتشجيع روح الإبداع والعطاء لديهم وتتويج جهود تلك الصفوة ممن اختاروا وتبنوا منهج الإبداع كل في موقعه وفي إطار مسؤولياته، والتكريم يعتبر دافعاً لمواصلة درب العطاء في العمل، ونقلة نوعية في حياة الموظف المتميز تدفعه إلى المزيد من الإنتاج· وباعتباره منهجاً لا غنى عنه لدفع مسيرة التنمية إلى الأمام· أما العقاب، فعلى المسؤول الإداري الناجح أن يوجه العقوبة المناسبة للموظف المتقاعس والمقصر في واجباته والمشاكس مع زملائه، ليأخذ بيد هذا الموظف إلى ناصية التغيير وتقويمه للمضي بمسيرته الوظيفية للحاق بركب زملائه المتميزين، من أجل أن يكون ناجحاً ومؤثراً في مسيرة الدائرة التي ينتمي إليها· مبدأ ''العقاب والهدف من معيار ''الثواب والعقاب'' هو إعطاء كل ذي حق حقه، وذلك من أجل خدمة الصالح العام وتحقيق العدالة بين الموظفين وإيجاد صيغة التنافس الشريف بين العاملين وأداء المسؤولية بما تمليه المصلحة الوطنية بكل أمانة وإخلاص· على المسؤول الإداري وقبل اختيار مبدأ ''العقاب'' وكفرصة للموظف المتلكئ في واجباته، أن يستخدم آليات أكثر عمقاً وتأثيراً في سير العمل وجودته وإتقانه، وإعادة تأصيل القيم الأخلاقية القائمة على نهج القرآن الكريم واتباع سنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فيما يتعلق باتقان العمل والأمانة في تأدية الواجب الوظيفي· وتقع على عاتقنا مسؤولية وطنية كبيرة تتمثل بضرورة رفع مستوى موظفينا وأن نجعل منهم أداة ناجحة لتحقيق أعلى مستويات الأداء· وتقول د·آمنة خليفة مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي للتطوير والتنمية البشرية في عجمان إن ''الثواب والعقاب'' هو نظام تزرعه الأسرة في الأبناء منذ بداية تربيتهم ولكن من دون إسراف في طريقة الثواب والعقاب والهدف من تطبيق هذا النظام هو أن يعرف الفرد أن هناك حقوقاً وواجبات يجب أن يؤديها، أما بالنسبة للمؤسسات التربوية فإن تطبيق هذا المبدأ يتم بطريقة بسيطة فمثلاً كلمة ثناء تكفي بإشعار الطالب أنه شخص متميز عن زملائه وتحفزه على الجد والاجتهاد في دروسه، حتى لا نخرج عن الأسس التربوية الصحيحة إلى خلل أكبر· وتوضح الدكتورة خليفة أن المؤسسات يعمل بها موظفون مختلفون في الفكر والأداء ومقدار الإنتاجية لذلك ينبغي أن نتعامل مع الموظفين بطرق مناسبة لزياة إنتاجيتهم، مؤكدة أهمية التدرج في العقاب بطرق التنبيه والإنذار حتى نصل إلى مرحلة العقاب الشديد· وتؤكد خليفة اهمية استخدام الأسلوب المناسب وبطرق متوازنة وموضوعية· إهدار المال العام وتؤكد نوال عبدالرزاق عسكر نائب مدير إدارة العلاقات الاقتصادية والعامة في دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة أن تطبيق هذا النظام يجب أن يكون في حدود معينة، فالمجتهد يجب أن نقدم له أفضل طرق الثواب من خلال الحوافز المادية والمعنوية· واعتقد أن اتباع النظم العقابية على الموظفين أمر لابد منه لأن تركه في مجاله هو إهدار للمال العام وقتل لكوادر وطنية قد تحتاج لقليل من الملاحظة لتنطلق نحو الابداع، كما أن ترك أي موظف مقصر في عمله يجر معه الباقين نحو التأخر· وتبين عسكر أن مبدأ الثواب والعقاب كان يتبع بشكل واضح في القطاع الخاص فقط، أما اليوم فقد بدأت الحكومة تطبيقه بما تقدمه لموظفيها من محفزات · غياب الشفافية يرى د· أحمد فلاح العموش استاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة أن مبدأ الثواب والعقاب تغير من ثقافة اللوم والحرمان أو العقاب إلى مبدأ عقلاني رشيد يستند على الشفافية في التعامل ويضيف العموش أن غياب الشفافية في الثواب والعقاب بمؤسسات الدولة يؤثر سلباً على مخرجات وإنتاجه ولاشك في أن نظام الثواب في المجتمعات النامية يعتمد على الكمية التي ينتجها الموظف وليس نوعية العمل، فالحكم على الموظف من خلال العلاقات الشخصية وليس الإنجاز، وهذا يؤثر سلباً على بيئة العمل الاجتماعية والإنتاجية، فضلاً عن أن كثيراً من المؤسسات تترصد أخطاء الموظف والبعض يعاقب قبل أن يحاسب وهذه إشكالية نعاني منها، فالعقاب يضعف الهمة ويؤدي إلى انسحاب الموظف من عمله· ويطالب بتطوير وتحديث الجوانب التنظيمية والهيكلية اللازمة لمبدأ الثواب والعقاب لتعزيز روح الانتماء للموظف وهذا يقوي الدافعية والإنجاز لديه، ويبين العموش إن نظام الثواب، نظام تعزيزي يستند على بناء الثقة في نفس الموظف، أما العقاب فقد يتمثل في النصح والإرشاد وإعادة تأهيل الموظف للوقوف على الأسباب التي أدت به للوقوع في الخطأ· وتؤكد لينا حوراني (موظفة) أن مبدأ الثواب والعقاب له أثر على إنتاجية الفرد ومدى ارتباطه بالمكان، والثواب له طرق متعددة تتنوع بين الأمور المادية والمعنوية· وأفضل الطرق التي تساهم في تحسين مجالات العمل تبدأ بمواجهة الموظف مع إدارته ومسؤوليه في حال التقصير وأمام الجميع فذلك يجعل موقفه واضحاً ومن ثم يعطى فرصة لتحسين أدائه من حيث الكم والكيف· التحفيز المعنوي توضح عائشة بالرقاد الفلاسي الاختصاصية الاجتماعية النفسية بمستشفى راشد أن الموظف إنسان ونحن نتعامل مع آدميته فهو يتكون من جسد وروح، فالجسد يحتاج إلى راحة من ضغوط العمل والحياة بشكل عام والروح تتأثر بما يدور حولها فإذا تم تقدير عمل الموظف وانجازه فسوف يعطي أفضل ما لديه، والله سبحانه وتعالى ثبت مبدأ الثواب والعقاب لدى البشر· ومن هنا يجب أن نحفز الموظف ليبدع ولا نحقر عمله، والتحفيز يبدأ بأقل الأمور وهي الابتسامة والشهادة والشكر أمام زملاء العمل والتذكير بنشاطه، أما التحفيز المادي فقد يكون العمولة أو الترقية، والثواب يخلق إنتاجية لا يمكن تخيلها، أما العقاب فانتهى زمنه وأقساه ان يحس الموظف بعدم اهميته ولا يرى من وظيفته نافذة ضوء فالكل يرتقي للنجاح وهو مازال في موقعه، فالثواب يعطينا إنتاجية أفضل وأشخاصا أسوياء وعلى نقيضه العقاب· عنصر فعال يرى أحمد حسن الحوسني رئيس مجلس إدارة التجاريين والاقتصاديين أن طريقة الثواب بالماديات لها أثر وتساهم في زيادة الانتاجية خلال فترات قياسية، ونظريات الإدارة تظهر أن مع بداية الثورة الصناعية ظهر مبدأ الثواب والعقاب لأن تقدم الدول يحتاج إلى طاقة إنتاجية هائلة لتواكب الدول المتقدمة· وأرى أن العديد من الجهات الرائدة في الدولة تقدم مبالغ ربحية هائلة ومجدية مع نهاية كل عام وهو ما يعرف بـ ''البونس'' تقدمه للموظف على طبق من ذهب لأنه عنصر فعال في زيادة إنتاجية عمله، وتلك أحد أهم طرق التشجيع التي تتبعها أكبر المؤسسات التي تعمل بالنظم العالمية في إدارتها· مبادرة الإدارة يؤكد أحمد فلاح العموش أهمية مبادرة الإدارة لتطبيق نظام الثواب فتتم ملاحظة سلوك الموظف بحيث يتم التدخل قبل وقوعه في الخطأ، ويعطى فرصه بعد دراسة أسباب الخطأ، فالهدف ليس العقاب وإنما إعادة تأهيل الموظف ورفع معنوياته وتعزيز سلوكه وهنا لابد من إنشاء مراكز تدريب وورش عمل تساعد على تعزيز فهم نظام الثواب والعقاب في المجال المهني والنفسي والاجتماعي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©