مؤسسة زايد العليا تستعرض جهود رعاية الصم

شاركت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصر ممثلة في نادي العين للمعاقين في فعاليات المؤتمر الدولي الخامس عشر للصم، الذي يعد أكبر تجمع دولي للصم وعقد في العاصمة الإسبانية مدريد خلال الفترة من 16 إلى 22 يوليو الحالي تحت شعار ''حقوق الإنسان من خلال لغة الإشارة'' برعاية ''خوان كارلوس'' ملك إسبانيا، ومثلت المؤسسة بعثة نادي العين برئاسة حمد هزاع الدرمكي رئيس لجنة الصم بالعين ورئيس لجنة الإمارات لرياضة الصم، ورافقه كل من خالد سعيد النيادي نائب رئيس لجنة الصم بالعين، وشقيقه مصبح سعيد النيادي، بالإضافة إلى المترجم طارق محمد الصويعي· وقال حمد هزاع الدرمكي: إن المؤتمر يمثل حدثاً عالمياً هاماً حيث يسلط الضوء على الاهتمام الدولي المتزايد خلال الفترة الأخيرة بلغة الإشارة والدعوة إلى الاعتراف بها مثل جميع اللغات الرسمية المنطوقة في العالم، ولاسيما أن أكثر من 100 دولة قد قامت خلال شهر مارس الماضي بالتوقيع على ميثاق حقوق المعاقين الصادر عن الأمم المتحدة، ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية· وأضاف أن المؤتمر الذي يقام كل أربع سنوات شهد حضور أكثر من 2000 مشارك من مختلف الدول المنخرطة في الجامعة الدولية للصم، كما شاركت الأمم المتحدة في فعالياته من خلال السفير ''دون ماكي'' الذي قام بصياغة نص ميثاق الأمم المتحدة لحقوق المعاقين· أجندة المؤتمر وأشار الدرمكي إلى أن أجندة المؤتمر لهذه السنة تضمنت محاور عديدة تخص فئة الصم منها طرق التعليم والصحة والعمل والشباب والرياضة والتكنولوجيا وحوار الحضارات والمكفوفون الصم، وكانت أهم المحاور التي تم التركيز عليها ومناقشتها بشكل موسع: حقوق الإنسان، وأقلية الصم، ولغة الإشارة، والمرأة الصماء، والأطفال السامعين لآباء صم، بالإضافة إلى الصم بالدول النامية والفقيرة· فعاليات متنوعة كما أوضح أنه وعلى هامش أعمال المؤتمر تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية وورش العمل ومعارض الصور، بالإضافة إلى معرض للمنتجات والتقنيات الحديثة الخاصة بتحسين حياة الصم وتسهيل تواصلهم مع بعضهم ومع بقية أفراد المجتمع، كما أقيم لأول مرة مهرجان سينمائي لمخرجين وممثلين مبدعين من الصم من مختلف أنحاء العالم، وقد شهد هذا المهرجان إقبالاً جماهيرياً كبيراً نظراً لتنوع محتويات هذه الأفلام وقيمتها الفنية العالية، حيث يعرف عن الصم إبداعهم في التعامل مع الصورة بشكل عام، والفن السابع بشكل خاص الذي يعتمد على الاختيار الدقيق للصورة المعبرة والمشاهد المؤثرة، وذلك لتمتعهم بحاسة بصرية حادة ودقة ملاحظة لا يفوقهم فيها أحد· وحول نشاط وفد المؤسسة خلال أيام المؤتمر يقول حمد هزاع الدرمكي: إنه تم على هامش المؤتمر عقد عدة اجتماعات جانبية مع كل من رئيس الجامعة الدولية للصم طئ، ورئيسة اللجنة الدولية لرياضة الصم ةسس، ورئيس الكونفدرالية الآسيوية لرياضة الصم ءذس، وكان التركيز خلال هذه الاجتماعات على التعريف بوضع فئة الصم بدولة الإمارات العربية المتحدة والسبل الكفيلة بتحسين أوضاعهم، بالإضافة إلى إيجاد قنوات اتصال بالمؤسسات التي تعنى بالصم في مختلف أنحاء العالم وتبادل الخبرات معها، كما تم الاجتماع بأعضاء الوفود العربية المشاركة في المؤتمر وبحث المزيد من التنسيق فيما بينهم وتوحيد صفوفهم حتى يكون لهم حضور وتمثيل أكبر في الاتحادات والمنظمات الدولية للصم، مما سيكون له انعكاس إيجابي كبير على واقع الصم بالمنطقة العربية، مشيراً إلى أن استجابة الأشقاء العرب لهذا النداء جيدة، ووعدوا بأن يستمر التواصل فيما بينهم خلال الفترة القادمة لإرساء قواعد متينة للتعاون والتنسيق لتحقيق طموحات الصم في الوطن العربي الكبير واللحاق بركب الدول المتقدمة في التعامل مع هذه الفئة والاستفادة من خبراتها·