زوجاتنـا اليوم

ليس من باب التقليل أو التضخيم ولكن من باب الوقوف على الفروق والمقارنة، فقد كانت أمهاتنا تقوم بكل أعباء البيت منذ صلاة الفجر إلى صلاة العشاء وكانت تجهزنا للذهاب إلى المدارس وإعداد الإفطار وطبعا الغسيل والطبخ والمسح وكي الملابس، وعندما نرجع من المدارس كانت تحمل الحقائب عنا وتحضر الغداء، ولا ننسى أنها تقوم باسترجاع الدروس لنا، وفوق هذا كانت أمهاتنا لا يعرفن القراءة والكتابة، وفي الوقت نفسه كانت تهتم بالوالد من الألف إلى الياء، وكنا عائلة متماسكة وسعيدة، وكلنا أكملنا دراستنا وكنا متفوقين (هذا في زمان أول ولكن تعال نشوف أم اليوم ـ البعض طبعا)· تقوم من النوم الساعة (11) تسأل عن ميري الشغالة·· هل ذهب الأولاد للمدارس·· هل ذهب بومحمد، أخبري (الدريول) أنني سأذهب إلى (المول) واتصلي (بالدوبي) لينهي ثياب الأولاد وثيابي ولا تنسي أن تنظفي المجلس عندنا عزيمة اليوم·· ميري ماماه! كلمي ولدي راشد ليتصل بمعلمي الدروس الخصوصية ''علشان اخواته'' ·· وراشد طبعا نائم و''قافل'' الباب، لديه اجازة بدون راتب من المدرسة·· بسبب الامتحانات منذ ثلاثة شهور، وشادد حيله في السهر على الشيشة وتلميع عجلات سيارته، وهذه أم محمد لا تعرف عن أبي محمد شيئا إلا آخر الشهر، وولعيال كلهم دور ثانٍ والبيت كل يوم موكيت جديد والثلاجة معفنة من المعلبات والجراثيم، وعلى فكرة بومحمد متزوج من أخرى أسكنها في شقة على سنة الله ورسوله وطوال اليوم الوالدة تعبانة وتشتكي·· اوووف الجو حار والعيال (هالكيني) والشغالة تعبانة·· ارحمني بومحمد هات لنا شغالة ثانية تساعدنا لأن بيتنا لا يكفيه شغالة واحدة·· أنا طالعة مع ام منصور شوي·· ولا أقول إلا·· آه يا زمان أول· سلطان الكعبي ـ العين