السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيلولة العمل آخر صرعة لزيادة الإنتاج

قيلولة العمل آخر صرعة لزيادة الإنتاج
16 مارس 2008 03:48
ألا تحلم وأنت في ذروة ساعات العمل بأن تذهب إلى مكان هادئ قليل الضوء فتستلقي على ظهرك وتغمض عينيك؟ ألا تتمنى أن توفر لك مؤسستك أو شركتك مكاناً خاصاً به سرير ووسادة وتمنحك استراحة ''قيلولة رسمية'' ولو لربع ساعة؟· تأكد أن ما تحلم به لم يعد حلماً بل هو حقيقة واقعة ربما تعيشها بدورك غداً، فهناك موظفون في دول كثيرة ينعمون بالنوم في عز ساعات الدوام بعد أن تبين لشركاتهم أنها طريقة عبقرية لزيادة نشاط الموظفين وإطلاق طاقاتهم الإبداعية· والغريب أنه على الرغم مما يزخر به تراثنا من أقوال مأثورة وأمثال شعبية تمجد نوم الظهيرة وتمدح فترة القيلولة، إلا أن استيعاب الفائدة لم يأت من خبرات أجدادنا العملية بل من أبحاث علمية غربية ودراسات نفسية يابانية· فقد أثبت علماء يابانيون متخصصون في النوم أن القيلولة ترفع من نسبة تركيز الدماغ، وتزيد من قدرة الإنسان على العمل والتفاعل· كما أكدت الاختبارات المستمرة أن أفضل قيلولة تعود بالفائدة على جسم الإنسان هي التي لا تكون متقطعة ولا تتجاوز مدتها عشرين دقيقة· المسألة لم تتوقف عند اليابانيين، بل أيدهم في ذلك علماء ''معهد مكافحة الأرق'' في جامعة ''ريجنسبورج'' الألمانية الذين تأكدوا أن أخذ غفوة قصيرة بعد تناول وجبة الغداء يريح العقل ويصفي الذهن ويجدد نشاط الجسد· وكان علماء جامعة ''هارفارد'' البريطانية من أوائل من تنبهوا للفوائد الذهنية والعصبية والصحية لنوم الظهيرة· واكتشفوا أن نوم الليل ليس كافيا لزيادة قدرة الدماغ على العمل بل الاستراحة النهارية أيضاً· وبناء على ذلك قدموا توصية لكل المؤسسات الدولية والشركات الكبيرة بمنح الموظفين فترة قيلولة تتراوح ما بين عشر وعشرين دقيقة للتخلص من التوتر والإرهاق وشحذ الذهن من جديد· كثير من المؤسسات الأوروبية ''لم تكذب خبراً''، واستجابت لهذه النصيحة بعد الدراسات التي نشرتها المنظمات العلمية المتخصصة في أمراض النوم، ووضعت استراحة القيلولة ضمن برنامج العمل اليومي لموظفيها· ووفرت لهم زوايا خاصة في مبانيها مزودة بأسرة صغيرة ليتمكن موظفوها من التناوب عليها لأخذ قسط من الراحة· وعودة إلى اليابان، حيث أجبرت الشركات اليابانية الموظفين على أخذ القيلولة واستخدام مراكز الاسترخاء· ومع التأكيد العلمي لحقت الولايات المتحدة الأميركية وكندا بالقافلة، وباتت العديد من المؤسسات الصحية تقدم دورات تثقيفية للموظفين عن أهمية القيلولة وكيفية الاستفادة منها لزيادة الإنتاج في العمل· وأصبح مستشارو شؤون العمل يلجأون إلى مصممي المكاتب لتحويل بعض الغرف إلى مراكز راحة بألوان هادئة وكراسي طويلة لشحذ طاقات العاملين· وحتى الدول الاسكندينافية التي كانت تسخر من عادة القيلولة لدى الإيطاليين والإسبان وسكان البحر الأبيض المتوسط أخذت هي الأخرى بحق القيلولة وأصبحت هناك حقاً متعارفاً عليه· وإلى أن تصلنا ثقافة نوم الظهيرة، وتختفي فلسفة العامل المثالي الذي يعمل دون كلل أو ملل، لا بأس في أن تأخذ غفوة تجدد نشاطك· فكم هم عظماء آباؤنا وأجدادنا الذين حرصوا على قيلولة الظهيرة ونصحونا بها قبل أن يأتي العلم ليؤكد قيمة ما تركوه لنا من ميراث الحكمة والمعرفة· أما إذا كنت من أصحاب المؤسسات والمشروعات التجارية فلا بأس في أن تخوض هذه التجربة مع موظفيك، من يدري، ربما يتراجع الكسل وتختفي ظاهرة التثاؤب ويزداد الإنتاج·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©