الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان القاسمي: الدستور يكفل حرية التعبير عن الرأي بالقول والكتابة

سلطان القاسمي: الدستور يكفل حرية التعبير عن الرأي بالقول والكتابة
27 ديسمبر 2012
الشارقة (وام) - دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لجعل الدورة الأولى من المؤتمر العام لكتاب وأدباء الإمارات، الذي افتتحه سموه أمس، نقطة انطلاق لظاهرة الكاتب الملتزم، وصولاً إلى الالتزام الجماعي الذي يصبح قوة مراجعة للقضايا الكبرى مثل العدالة والحقيقة، والتدخل لحسم كل القضايا التي تفرق بين المواطنين، لافتاً سموه إلى أن الكاتب المثقف إنسان له جذور في المجتمع، وشاهد على عصره ومرشد له. واستعرض سموه في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي يعقد لمدة يومين في قاعة الرازي بجامعة الشارقة، وتحمل دورته الأولى اسم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” تقديرا لدوره التأسيسي الرائد في بناء دولة التنمية الشاملة، نماذج متعددة من الكتاب وتوجيهاتهم المختلفة، مشيراً سموه إلى احتياجات مجتمعاتنا الناهضة الواقعة تحت ضغوط المتغيرات الاقتصادية والأيدلوجية العديدة لنموذج الكاتب الملتزم. وقال سموه”سيتساءل بعض الناس بعد مؤتمركم هذا .. من هو الكاتب الذي يتحدثون عنه؟ هل هو ذاك الإنسان الذي يحاول دخول ميدان الآداب حيث يدور الحديث حول مواضيع أكثر خطورة : الدين والعادات والتقاليد والسياسة والعلم والتاريخ .. وليس لدى ذلك الكاتب الإمكانيات العلمية التي تؤهله الولوج في ذلك الميدان”. الآداب العامة وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة:”وهنا نترك مع ذلك الكاتب وصية الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه حيث يقول : وكن للعلم ذا طلب وبحث وناقش في الحلال وفي الحرام .. وبالعوراء لا تنطق ولكن بما يرضى الإله من الكلم .. أم أن كاتبنا هو ذاك الإنسان الذي تزود بالعلم والمعرفة لكن له ناصية كاذبة خاطئة ويحاول الدخول إلى ذلك الميدان الخطير؟ وهنا يتدخل المشرع لصون الآداب العامة من معتقدات وتقاليد”. وقال سموه:”المادة الثلاثون من الدستور تقول: “حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر التعبير مكفولة في حدود القانون” وعبارة حدود القانون والتي يفسرها المشرع يجب أن لا تكون سيفا مسلطا لتقييد الرأي وحجبه، وإنما ينبغي على المشرع أن يضع القوانين التي تستهدف صون الآداب العامة من شرائع وعادات وتقاليد، أم أن كاتبنا مثقف !!!.. وقد سئلت يوما من هو الكاتب المثقف ؟ هل هو الإنسان الذي كان مكبا على دراسة الماضي القديم وعلى الآداب القديمة باحثا عن درس من الحكمة لتطبيقه على زمنه ؟ أم أنه إنسان مستقيم لا يبحث في الكتب عن الحكمة وإنما عن المتعة الذهنية ويبحث في الآداب من وراء عوارض التاريخ عن صورة خالدة وأبدية للإنسان”. الكاتب المثقف وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: كان جوابي: الكاتب المثقف هو إنسان له جذور في المجتمع يعلم أنه لا توجد حقيقة نهائية، ولكنها تتشكل بالاحتكاك بالرجال وبالأشياء، فهو في نفس الوقت شاهد على عصره ومرشد له القاضي يحكم بين الناس بالعدل والكاتب المثقف يبين للقاضي ما هو عدل وما هو ظلم .. الجندي يدافع عن الوطن والكاتب المثقف يعلمه ما هو الوطن .. المسؤول يحكم الجميع والكاتب المثقف يعلم المسؤول منبع سلطته وحدودها .. كل إنسان عليه واجبات ينبغي أن يقوم بها في أسرته وفي المجتمع والكاتب المثقف يعلم كل فرد ما هي واجباته وعليه كذلك أن ينشر فكره وأن يتخذ موقفا في كل ما من شأنه أن يمس مصير الإنسان .. فهو كاتب ملتزم قبل أن يوجد هذا التعبير”. وقال سموه: “ويتساءل البعض: من هو الكاتب الملتزم؟ فأقول : هو ذلك الكاتب الذي يجسد حرية أبدية هي حرية الحكم على الأشياء ويملك العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب خداعا وهو الذي يخفف من الآمال قبل أوانها ويدعم اليقينيات المستندة إلى العقل .. وفي مجتمع خاضع لصدمات مختلفة مثل مجتمعنا اقتصادية وأيديولوجية وخاصة تطورات اجتماعية وثقافية يبدو الكاتب الملتزم وكأنه دخل في أزمة هوية وأزمة مشروعية، ويضاف على هذه العوامل معطى جديد حاسم هو طغيان وسائل الإعلام الحديثة وظهور ما سمي “بالمجتمع ذي الوسائط الإعلامية” والمعربة بالميديا، وبروز الصحفيين والخبراء كشخصيات منافسة للفكر، إن طغيان وسائل الإعلام الحديثة في نشر الحياة الكريمة والثقافية عامل قوي في حذف شخص المثقف التقليدي .. وخضوع الإنتاج الفكري لوسائل النشر المذكورة بعبارة أخرى خضوع الكاتب للصحفي يجر قطعا فقدان الوسط الثقافي لاستقلاله فعندما يسيطر نجاح الميديا ورقم المبيعات يفقد الوسط الثقافي السيطرة على العمل الثقافي والحكم عليه وعلى مشروعيته”. سيادة المكتوب وأضاف سموه،” إن فقدان مركز المثقف نتيجة حضور وسائل الاتصال المكثف في الحياة الاجتماعية هو بتعبير آخر نهاية سيادة المكتوب وانتصار الثقافة السمع بصرية .. لا جدال أن وسائل الاتصال وسيادة الشاشة وثقافة الصورة قد نالت من المشروعية الثقافية للمفكر التي زعزعتها من ناحية أخرى سلطة “الخبير” الذي يمكن أن نعتبره “المضاد للمثقف”، يقيم الخبير سلطته على كفاءته في تخصص معين لا تتجاوز تطبيقاتها حدود ذلك التخصص .. أما المثقف فبالعكس يعرف نفسه بتعدد فروع المعرفة يخرج من حقل مادته ليبدي رأيه في الحياة العامة.. أصبحت الأمور السياسية نفسها موضوع تقييم واختبار من طرف “ الخبير” أي نقلت المشروعية من المثقف إلى الخبير .. هكذا تنمحي المقاييس التي كانت تطبع الحياة الثقافية وظهرت بإلحاح من ناحية أخرى أزمة هوية المثقف” . واختتم سموه كلمته قائلاً” إنني أدعوكم لجعل مؤتمركم الأول نقطة انطلاق لظاهرة الكاتب الملتزم والالتزام بخاصياته وهي: الالتزام الجماعي ليصبح قوة جماعية ومراجعة الأحكام لقضايا كبرى مثل العدالة والحقيقة .. والتدخل لحسم كل القضايا التي تفرق بين المواطنين”. وفقني الله وإياكم للعمل معا لتحقيق الأهداف النبيلـة لاتحـاد كتاب وأدباء الإمارات . المؤسسات الثقافية وألقى معالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع كلمة رحب فيها بهذه الخطوة التي خطاها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في اتجاه التواصل مع المؤسسات الثقافية داخل الدولة . وأكد معاليه في كلمته خلال المؤتمر أن الحاجة ماسة لملامسة الكثير من القضايا التي تخص الثقافة، مشيراً إلى أن الثقافة في إطار الالتزام بالهوية والقيم الوطنية والقومية والإنسانية في الإمارات عموما وفي الشارقة خصوصا تلقى دعما غير محدود. نهضة ثقافية من جانبه، أعرب حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في كلمة له عن تشرفه وأعضاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وأعضاء الجسم الإبداعي في الدولة برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة وحضوره المؤتمر والذي يأتي كدأب سموه في رعاية الثقافة وحضور العلم والفكر. وأكد الصايغ حرص اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على إحياء فكرة المؤتمر العام لكتاب وأدباء الإمارات الذي جاء ليواكب احتفالات الدولة هذه الأيام باليوم الوطني الحادي والأربعين وذلك لتأكيد الربط الواثق الموثوق بين نهضتنا الثقافية واتحادنا العظيم، معلنا اختيار الإمارات لاستضافة المؤتمر العام الـ 26 للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في عام 2015. حضر افتتاح المؤتمر معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي الشيخ سالم بن عبد الرحمن بن سالم القاسمي مدير مكتب سمو الحاكم، ومحمد جمعة بن هندي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعبدالرحمن بن علي الجروان المستشار في الديوان الأميري، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي وبلال البدور الوكيل المساعد لوزارة الثقافة والشباب، وسالم عبيد الحصان الشامسي رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وعبدالله علي مبارك المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية، والدكتور عبدالله صالح السويجي رئيس مجلس الشارقة للتعليم ومحمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي، والدكتور خالد عمر المدفع مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©