الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

روبينيو.. سعادة وإبداع !

روبينيو.. سعادة وإبداع !
23 يوليو 2007 02:38
في غياب النجوم الكبار رونالدينيو وكاكا وأدريانو ورونالدو، نجح منتخب السامبا البرازيلي مؤخراً في الاحتفاظ بكأس كوبا أميركا بعد تغلبه على منافسه الشرس منتخب الأرجنتين بثلاثة أهداف نظيفة، وكان اللاعب روبينيونجم ريال مدريد الإسباني أحد نجوم منتخب السامبا في هذه البطولة، بل وأحد نجوم البطولة بوجه عام·· والحديث عن هذا النجم البرازيلي الجديد الذي تجاوز بالكاد الثالثة والعشرين من عمره يحتاج الى صفحات وصفحات لأن الكثيرين يتوقعون له أن يكون خليفة الجوهرة السوداء ''بيليه'' نجم نجوم البرازيل على مر العصور وإن كان اللاعب نفسه يرى أنه من السابق لأوانه جداً الحديث عن كونه خليفة لبيليه، لأنه ما زال أمامه الكثير الذي يتعلمه· المنقذ مجلة ''فرانس فوتبول'' أفردت صفحتين كاملتين تحت عنوان ''روبينيوداخل دائرة النجوم'' تحدثت فيهما عن نجم السامبا الجديد الذي بدأ حياته الكروية في نفس النادي الذي بدأ فيه الجوهرة السوداء بيليه وهو نادي سانتوس البرازيلي، وقالت عنه إنه المنقذ لمنتخب البرازيل في كوبا أميركا، حتى وإن كان هذا الكلام لم يعجب مدربه كارلوس دونجا الذي كان يردد دائماً خلال مباريات البطولة أنه لولا تعاون زملاء روبينيومعه لما سجل الأهداف التي سجلها، وإن كان دونجا قد اعترف بعد ذلك بأن روبينيواستطاع أن يثبت جدارته كلاعب دولي من الطراز الأول· وعندما يأتي هذا الكلام من مدرب يدين دائماً اللعب الفردي ويفضل اللعب الجماعي، فمعنى ذلك أنه اعتراف خطير يؤكد اقتناعه بما يملكه هذا النجم البرازيلي الشاب من إمكانيات فنية رائعة، بل أنه قال فوق ذلك إنه لولا روبينيوربما ما نجح فريقه في التأهل للمباراة النهائية، ويا لها من شهادة من مدير فني لا يعرف المجاملة على الإطلاق· بدون أوامر تكتيكية والأهداف الستة التي سجلها روبينيوفي كوبا أميركا لا يدين بها لأحد - هكذا قالت المجلة - وإنما سجلها بمفرده وبتحركات متنوعة منه، ولهذا بدا خلال البطولة كنجم كبير لا يشق له غبار فكان صانعاً للعب وهدافاً في الوقت نفسه، وكان يمر بسهولة متناهية من لاعب واثنين وثلاثة وأربعة أيضاً حتى يصل الى مرمى المنافس ويسجل· وتقول المجلة إن روبينيوكان يفعل ذلك بدرجة عالية من الفن وبقدر كبير من السعادة· وتضيف قائلة: إنه يلعب كرة قدم بدون أوامر تكتيكية ودون ضغوط، فالدوافع الوحيدة عنده للعب والإجادة والتألق هي الجرأة والسعادة والإبداع· ونقلت المجلة على لسان روبينيوقوله: إنني أتسلى بتمرير الكرة أو استلامها وأنا أفعل ذلك بدون ضغوط لأنني أعلم أن زملائي لن يقولوا شيئاً لو فقدت الكرة ولكنني قادر على التخلص من أي لاعب يقف في طريقي قبل أن أسدد الكرة أو أمررها لزميل في وضع أفضل للتسجيل·· وهكذا الحال دائماً·· فأنا أتسلى· ويستطرد روبينيوقائلاً: صحيح أن ذلك لا ينتهي دائماً بالتسجيل، ولكن ذلك لا يمنعني من تكرار نفس الشيء مرات ومرات· والحقيقة أن البعض في البرازيل أو في ناديه ريال مدريد كانوا يأخذون على روبينيوعدم ثبات مستواه وتقلب حالته المزاجية وكانوا يبدون أسفهم لأنه لم يكن يتقدم ويتطور سريعاً في لعبه منذ انتقاله من ناديه الأول سانتوس الى نادي ريال مدريد الإسباني عام ·2005 حس الهداف والمنتقدون لروبينهو كانوا يأخذون عليه قلة تسجيله للأهداف مع منتخب بلاده حيث لم يسجل سوى سبعة أهداف في 34 مباراة بواقع هدف واحد لكل خمس مباريات تقريباً وحكموا عليه من خلال ذلك بأنه لا يملك حس الهداف، بل ان مدربه السابق الإيطالي فابيو كابيللو في ريال مدريد كان يشكك في قدراته البدنية أيضاً وعدم استطاعته لعب مباراة كاملة· وكان مراسلو الإذاعات والتليفزيونات البرازيلية يتندرون بأن روبينيولم يلعب في الموسم المنتهي سوى 22 مباراة كأساسي مع فريقه ريال مدريد بينما شارك 12 مرة أثناء سير المباريات· واليوم·· بات نفس هؤلاء الأشخاص يمدحونه ويشيدون بإمكاناته بعد أن نجح في تسجيل ستة أهداف كاملة لمنتخب بلاده في كوبا أميركا علاوة على أنه لعب 6 مباريات في أقل من عشرين يوماً وهو دليل آخر يؤكد أن لياقته البدنية ليست مثلما قال كابيللو، ليخرس بذلك ألسنة منتقديه· قائد جديد ويبدو أن زمن روبينيوقد بدأ فعلاً - هكذا تقول المجلة - فبعد أن لعب متحرراً من أية ضغوط في كوبا أميركا في غياب النجوم الكبار رونالدينهو وكاكا وأدريانو ورونالدو، أصبح قائد هجوم السامبا الجديد، بل أصبح أيضاً القائد الحقيقي لمنتخب برازيلي في طور التكوين·· باختصار·· لقد نجح روبينيوفي الاضطلاع بمسؤولياته وتجاوز مرحلة الوعود والأحلام - على حد قول أحد أفراد الوفد البرازيلي الذي شارك في كوبا أميركا - بعد أهدافه الثلاثة الهاتريك في مرمى شيلي· ولم يكن روبينيويعنيه فوزه بلقب هداف كوبا أميركا بقدر ما كان يهمه فوز منتخب بلاده بالكأس ولهذا كان حريصاً دائماً طوال فترة البطولة على أن يؤكد أنه يفضل فوز منتخب السامبا بالكأس والاحتفاظ بها للمرة الثانية على التوالي، ولا يهمه أن يفوز بلقب الهداف· تقليد والطريف أن روبينيوقد بدأ يقلد مواطنه رونالدينهو نجم برشلونة في سلوكه داخل الملعب وخارجه، فهو يحاول أن يبدو قائداً في الملعب وخارجه، يضع مسافة بينه وبين الصحفيين، وأصبح بخيلاً في تصريحاته لهم، ومثله مثل رونالدينيو أيضاً فإنه أصبح يخرج آخر واحد من غرفة الملابس والى جواره فرد من الجهاز المعاون في المنتخب يفسح له الطريق ويبعد عنه ''ميكروفونات'' الصحفيين وشبكات التليفزيون التي تحاصره مثلما حدث في كوبا أميركا· وهذه الشعبية المتزايدة التي أصبح يتمتع بها روبينيهو ستلقي عليه مسؤوليات جسام سواء مع منتخب بلاده مستقبلاً أو مع ناديه ريال مدريد الذي كان عشاقه يتابعون باهتمام كوبا أميركا لتشجيع نجم فريقهم والاستمتاع بتفوقه مع منتخب السامبا على النجم الأرجنتيني ميسي لاعب برشلونة العدو اللدود للريال في إطار التنافس التقليدي بين الناديين الإسبانيين العريقين· ويبقى أن نعرف أن روبينيومن مواليد 25 يناير 1984 وطوله 172 سم ووزنه 60 كجم ولعب 41 مباراة دولية سجل فيها 11 هدفاً منها ستة أهداف في كوبا أميركا وحدها· وكان قد بدأ حياته الكروية في نادي سانتوس البرازيلي عام 2002 واستمر به حتى عام ،2005 وانتقل في يوليو 2005 الى ريال مدريد الإسباني وما زال يلعب به حتى الآن· ومن أهم إنجازات روبينيوحصوله مع منتخب بلاده على كأس القارات عام 2005 وفوزه بدوري البرازيل عام 2002 و 2004 والدوري الإسباني هذا العام، وأخيراً حصوله مع منتخب السامبا على كأس كوبا أميركا (كأس أمم أميركا الجنوبية)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©