الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان المتشائم يستقبل كوسران غداً

22 يوليو 2007 02:40
تراجعت اجواء التفاؤل الذي اشاعتها المساعي الفرنسية والعربية في الأيام الأخيرة لمعالجة الأزمة اللبنانية، إثر لقاء ''سان كلو'' وتقدمت عليها غيوم التوتر التي حملتها مواقف السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان الذي نعى المبادرة الفرنسية وحدد ''خريطة طريق'' للتسوية انطلاقاً من انتخابات رئاسة الجمهورية· واللافت أن فريق السلطة اخذ بوجهة نظر فيلتمان ودعا الى وجوب الذهاب مباشرة الى موضوع الرئاسة من دون تضييع الوقت في المسألة الحكومية، الأمر الذي أثار حفيظة المعارضة التي أعلنت على لسان نائب الأمين العام لـ''حزب الله'' الشيخ نعيم قاسم بقوله: ''إنه لو بقي يوم واحد يفصلنا عن الاستحقاق الرئاسي بلا توافق، يستحق ان تشكل حكومة وحدة وطنية''· في غضون ذلك، تلقى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، جرى خلاله التداول في التطورات المحيطة بالوضع اللبناني وشؤون المنطقة، إضافة الى نتائج الجولة التي قام بها الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران على عدد من الدول العربية· ووضع كوشنير والسنيورة في الافكار المتداولة وابلغه ان كوسران سيزور لبنان يوم غد الاثنين، على أن يتبعه هو في 28 من الشهر الجاري، وأكد دعم فرنسا للبنان وحكومته في هذه الظروف مع التشديد على أن باريس ترى مصلحة لبنان واستقلاله من الأولويات في المنطقة· وكوشنير هو الداعي والراعي لمؤتمر الحوار اللبناني الذي انعقد مؤخراً بين القوى اللبنانية المختلفة في ''سان كلو'' إحدى ضواحي باريس وسيسعى من خلال زيارته المقبلة ولقاءات موفده كوسران الى بعض العواصم العربية الى متابعة الأفكار التي طرحت وإمكانية بلورتها في مبادرة لمعالجة الأزمة اللبنانية· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر دبلوماسية فرنسية في بيروت بأن المسعى الفرنسي الذي اصطدم بعراقيل غير محسوبة، قد يقتصر على جولة جديدة مع الشخصيات الـ33 الذين شاركوا في لقاء ''سان كلو'' وهذه المهمة قد يباشر بها كوسران اعتباراً من يوم غد، على ان يقوم كوشنير بجولة على قيادات الصف الأول لاستطلاع آرائهم ازاء الحل الممكن للازمة· ورجحت المصادر نفسها أن يعقد اللقاء الثاني لطرفي الصراع في مقر السفارة الفرنسية في بيروت برعاية كوشنير على مستوى الصف الثاني (اي يقتصر على الاشخاص الذين شاركوا في لقاء ''سان كلو'') وسيركز على موضوع الرئاسة الأولى بمعزل عن الحكومة· وأكدت مصادر المعارضة لـ''الاتحاد'' انه في حال عدم قيام حكومة وفاق وطني تشارك فيها قوى 8 مارس بفاعلية، فإن انتخاب رئيس للجمهورية لن يتحقق، لأن المعارضة مصممة على إيجاد شكل سلطوي يمنع انهيار كل المؤسسات وهي ليست في موقع تسليم رقبة الوطن لهذه السلطة ولا لأية وصاية خارجية خصوصاً الأميركية''· ورأى الوزير السابق محمد بيضون أن المبادرة العربية في لبنان تتراجع وتتقهقر لمصلحة المبادرة الفرنسية - الايرانية، مما يعني أن القوى السياسية اللبنانية جاهزة حتى لتغيير الهوية الوطنية خدمة للمصالح السياسية والسلطوية ووفقاً لصراعات المحاور الإقليمية· ونسبت جريدة ''الديار'' اللبنانية الى مصادر فرنسية لم تسمها القول: ''إن باريس متخوفة من انفلات الوضع في لبنان، ولذلك ستسعى الى إحياء الحوار من جديد في بيروت لأن ذلك أفضل الممكن في الوقت الراهن، حتى ولو اقتصر الأمر على الذين شاركوا في مؤتمر ''سان كلو'' فقط· وفي هذا الاطار، تحركت السفارة الفرنسية في بيروت في عطلة نهاية الأسبوع ووجهت دعوات الى مأدبة عشاء في مقر السفارة الى اعضاء الملتقى الحواري الباريسي الـ33 مساء غد الاثنين بمشاركة كوسران الذي سيطلع على الأجواء، عشية قيامه بجولة سريعة يومي الثلاثاء والاربعاء على قيادات الصف الاول في المعارضة والموالاة ثم يعود الى باريس لوضع كوشنير في الأجواء· وكشف النقاب في بيروت أن كوسران وجه في دمشق بمطالب سوريا الواضحة لتسهيل الحل في لبنان، وأبرزها اعتراف باريس الواضح بتأثيرها ومصالحها في لبنان، فضلاً عن الطبيعة الخاصة والمميزة التي تربط لبنان بسوريا· وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية واكبت رحلة كوسران الى دمشق والقاهرة والرياض إن الموفد الفرنسي أبلغ السوريين ان ما يهدد لبنان واستقراره في هذه المرحلة هو تمدد تنظيم ''القاعدة'' على أراضيه، ولم تقدم دمشق اي التزامات للموفد الفرنسي وتعاطت بحذر مع الأسئلة الفرنسية حول موقفها من الاستحقاق الرئاسي في لبنان·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©