واي تريستي نظام جديد لإمداد الطاقة لاسلكياً

يبدو أن أسلاك وكوابل وقوابس الطاقة الموصلة بالجدران ستصبح درباً من التاريخ والذكريات بعد أن نجح العلماء في تطوير وسيلة لشحن الأجهزة الكهربائية لاسلكياً من مسافة بعيدة، وأصبح بإمكان التكنولوجيا التي أطلق عليها اسم ''واي تريسيتي''طى شْىكىُّ؟ أصلاً تشغيل لمبة للإضاءة من على مسافة مترين (7 أقدام)· ويعتقد مخترعو هذا النظام أنه سيتمكن خلال خمسة أعوام من شحن هواتف الموبايل، وأجهزة اللاب توب، ومشغلات إم بي 3 للموسيقى، وسائر أنواع الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ولا تحتاج هذه الأجهزة سوى التواجد ضمن المدى الذي يعمل فيه جهاز الإرسال في نظام واي تريسيتي· وأشار مارين سوليجاسيتش الأستاذ في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في صحيفة التايمز اللندنية مؤخراً الى أن الكهرباء اللاسلكية أصبح بإمكانها في نهاية المطاف أن تستبدل معظم كوابل الطاقة الكهربائية بنفس الطريقة التي عوضت بها هواتف الموبايل والهواتف اللاسلكية خطوط الهاتف الأرضية، ويقول سوليجاسيتش: ''ذات مرة كنت في زيارة مع ابني الصغير البالغ من العمر ثلاث سنوات لمنزل جدته، وكان لديها هاتف ثابت يعود تاريخه الى 20 عاماً مضت عندما فوجئت بابني يلتقط سماعة الهاتف ويسألني: والدي·· لماذا هذا الهاتف موصل بسلك الى الجدار؟'' والآن فإن البروفيسور سوليجاسيتش الذي نشرت بحوثه في مجلة ساينس جورنال بات يأمل أن تتمكن البشرية من التخلص من المزيد من الأسلاك، وكذلك بطاريات الشحن في أقرب وقت ممكن· وكان الإلهام بفكرة واي تريسيتي قد حضر البروفيسور سوليجاسيتش أثناء فترات الإحباط التي ظلت تلازمه كلما حاول البحث عن قابس كهربائي أثناء تنقله لكي يشحن منه هاتف الموبايل، وهو يقول: ''لربما كانت هذه المرة السادسة في ذلك الشهر والتي أستيقظ فيها من النوم بسبب أصوات الإنذارات في هاتفي جراء نسياني شحن البطارية، ثم خطر لي أن الأمر سوف يكون عظيماً إذا ما تمكن هذا الجهاز من شحن نفسه''· وفي الوقت الذي توجد فيه أصلاً العديد من الأجهزة اللاسلكية التي بإمكانها شحن البطاريات بطريقة الحث الكهرومغناطيسية- كما هو مستخدم في معظم أنواع فرش الأسنان والمنصات التي توضح عليها هواتف الموبايل- فإن هذه الأعمال لا توفر عملية الشحن إلا من على مسافات قصيرة جداً، وكذلك فإن المجالات الكهرومغناطيسية المعيارية التي تستخدم في شبكات الواي فاي لإرسال البيانات أصبح بإمكانها أيضاً بث الطاقة بطريقة مجدية، إلا أنها تعمل على نشر الإشعاعات في جميع الاتجاهات بحيث يتم إهدار قدر كبير من الطاقة نفسها· أما أشعة الليزر فيمكن استخدامها لتركيز الطاقة في اتجاه واحد، ولكنها تحتاج الى خط للنظر متواصل لا يعاني من الانقطاع أوالتداخل، لذا وفيما يختص بنظام واي تريسيتي فقد تحول البروفيسور سولجاسيتش الى مفهوم يعتمد المنطقة، حيث يتيح البث الفعال للطاقة بين الأشياء التي تتفاعل في نفس نطاق الاهتزازات والترددات· وقد اعتمد على نفس المبدأ الذي تهتز فيه أكواب المشروبات الزجاجية وتتكسر في بعض الأحيان عندما تصدح مغنية ''سوبرانو'' بلحن مرتفع النغمة في إحدى الصالات ما لم يتم ملء هذه الأكواب الى مستوى يجعلها جميعاً تتناغم مع صدى هذه الترددات والاهتزازات وتصبح ساكنة في نهاية المطاف· والى ذلك فإن نظام واي تريسيتي يتألف من ملفين من النحاس أحدهما يعمل على إرسال الطاقة، بينما يعمل الآخر على استقبالها، وقد جرى تصميم جهاز الاستقبال بحيث يردد صدى نفس الذبذبات في المجال المغنطيسي الذي يحدثه جهاز الإرسال· ويشير البروفيسور بيتر فيشر زميل الأستاذ سولجاسيتش الى أن هذا النظام برهن على كفاءته وأوتوماتيكيته، وبات لا يحتاج الى خط للنظر ما بين جهاز الإرسال والجهاز الإلكتروني المراد شحنه، ومضى يقول: ''طالما أن جهاز اللاب موجود في غرفة مزودة بمصدر لاسلكي للطاقة الكهربائية فإنه سيشحن نفسه أوتوماتيكياً بدون الحاجة الى وصله الى قابس في الحائط، ودون الحاجة أيضاً الى بطارية داخل الغرفة!·