الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

2009 عام الحسم في ريادة الموانئ الخليجية

2009 عام الحسم في ريادة الموانئ الخليجية
22 يوليو 2007 00:38
بدأت نذر المنافسة في عالم الموانئ بمنطقة الخليج تلوح في الأفق في ظل إعلان العديد من الدول عن خطط كبيرة لإنجاز موانئ عملاقة، وفي هذا الصدد تشير التقارير إلى أن ميناء جبل علي في دبي ذا الموقع الريادي كأضخم ميناء في منطقة الخليج والشرق الأوسط سيواجه منافسة ملحوظة من موانئ عملاقة أخرى يجري بناؤها الآن في المنطقة وخاصة في السعودية· وجاء في سياق التقرير الذي تنشره مجلة (ميد) اليوم، أن دبي أبهرت المتشككين بنجاح الاستثمار في منشآت المرافئ الكبرى التي يضمّها ميناء جبل علي· وبالطبع، ما زالت إمارة دبي حتى الآن، تستأثر بموقعها المتميز كعقدة مهمة لصناعة النقل البحري وكرائدة لا تجارى في قطاع خدمات الموانئ في منطقة الخليج العربي· ويواجه هذا الموقع التنافسي القوي لدبي الآن منافسة كبرى بسبب المشاريع المتكاملة العملاقة لإقامة البنى التحتية لقطاع النقل البحري في السعودية والتي دفعت المراقبين والمحللين إلى التنبؤ بأن تواجه ريادة دبي لقطاع الموانئ تحديات كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة· ومع الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة السعودية بالبرامج الجديدة للتطوير الاقتصادي والصناعي، فإن الرياض بدأت تختطف الأضواء كقوة مركزية في قطاع النقل بمنطقة الخليج· وإلى جانب إعادة تطوير الموانئ التجارية القائمة الآن، تسعى السعودية إلى بناء المنشآت المرفأية العملاقة في مدنها الصناعية والتجارية الجديدة· وخلافاً لما هي عليه حال معظم الدول الخليجية الأخرى، فلقد فرض الاتساع الهائل لمساحة المملكة ضرورة إقامة شبكة متكاملة من خطوط السكك الحديدية من أجل الربط بين المناجم ومصافي النفط ومصاهر المعادن بموانئ التصدير الرئيسية البعيدة الواقعة على البحر الأحمر· ومن المنتظر أن يغيّر الجسر البري الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار ويربط شواطئ البحر الأحمر بشواطئ الخليج العربي، توازنات القوى القائمة في سوق الموانئ لدول مجلس التعاون الخليجية· ومن المعلوم أن النقل بالسكك الحديدية لم يحظَ حتى الآن بما يستحقه من اهتمام في منطقة الخليج، إلا أن الاستثمارات الهائلة التي توظفها الرياض في هذا الميدان الحيوي سوف تخلق بديلاً لخطوط النقل البحري التي تتوقف الآن في الموانئ السعودية الشرقية الواقعة على شواطئ الخليج العربي· ونتيجة للخطط والمشاريع الكبرى لربط الموانئ الغربية والشرقية لشبه الجزيرة العربية ببعضها البعض، فسوف يتم تفريغ السفن الحاملة للبضائع في ميناء جدة على شاطئ البحر الأحمر ليتم نقلها بعد ذلك إلى منطقة الخليج، لتعود القطارات وهي محملة بالمنتجات الصناعية من مدن جبيل والدمام ورأس الزور ومدينة الرياض· وتطلّب الأمر أيضاً أن تربط شبكة السكك الحديدية بين المدن الصناعية التي تحيط بميناء جبيل على شاطئ الخليج بالمدن الصناعية التي يتم إنشاؤها في محيط ميناء ينبع على شاطئ البحر الأحمر، كما اقتضى ذلك ربط مدينة ينبع بمدينة جدة بخط حديدي آخر· ويقول التقرير إن هذه الشبكة من الخطوط الحديدية سوف تسمح للسفن التجارية بتجنّب المرور في مضائق هرمز التي تعد بوابة الخليج· وتنقل ''ميد'' عن مايك وينج، مدير قسم تطوير الأشغال في شركة هايدر الاستشارية التي يوجد مقرها في المملكة المتحدة، قوله: إن هذه الجسور الأرضية ستجعل المملكة منافساً قوياً لدبي في مجال النقل البحري والبري في المنطقة· وتبلغ طاقة المناولة الراهنة لميناء جدة من الحاويات والتي تقاس بـ (وحدة حاويات الـ20 قدم)، 3,5 مليون وحدة وسوف ترتفع إلى 6,5 مليون وحدة عند استكمال المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً في تطوير وتوسيع أرصفة تصفيف الحاويات وبناء المحطة الجديدة التي تبلغ تكاليفها الإجمالية 440 مليون دولار، ومن المنتظر أن يبدأ تشغيلها أواسط عام ·2009 ويذكر التقرير أن طاقة التشغيل الراهنة التي تحتكم إليها الآن مجموعة موانئ دبي العالمية التي تشرف على تشغيل ميناء جبل علي 9 ملايين حاوية في العام، ينتظر أن ترتفع إلى 11,5 مليون حاوية في العام اعتباراً من يوليو الجاري، فيما ستضاف إليها طاقة تقدر بنحو 2,5 مليون حاوية في عام ·2009 وما زال ميناء جبل علي يحتل مركز الصدارة في منطقة الخليج والشرق الأوسط من حيث مستوى المشاركة بحركة النقل البحري بين الشرق الأقصى والغرب، وأيضاً باعتباره همزة وصل للنقل التجاري في البلدان المطلة على المحيط الهندي· ويعمل ميناء جبل علي أيضاً على اقتناص بعض العمليات التي كانت تتكفل بها ثاني محطة مخصصة لمناولة الحاويات في دبي وهي ميناء راشد والذي تم بناؤه لهدف مواجهة التطور العمراني السريع لإمارة دبي إلا أنه صغير للحد الذي يجعله غير ملائم لاستقبال ناقلات الحاويات الضخمة· ومن المنتظر أن تشرف مجموعة موانئ دبي العالمية على إدارة وتشغيل ميناء خليفة الجديد في أبوظبي والذي ستبلغ طاقته في المناولة 8 ملايين حاوية سنوياً عندما سينتهي العمل فيه عام ·2015 وتمكنت دبي من تحقيق نجاح كبير في استثمار وتشغيل المناطق الصناعية التابعة لميناء جبل علي حتى أصبحت نموذجاً للتقليد في الكثير من موانئ الدول المجاورة ولكن بدرجات متفاوتة من النجاح· ففي دولة الإمارات ذاتها، كثيراً ما اقتفت بقية الموانئ الخطى الناجحة التي سار عليها ميناء جبل علي وراحت تضع استراتيجياتها التشغيلية اقتداء باستراتيجياته· ومن أمثلة ذلك ميناء رأس الخيمة الذي أسرع ببناء منطقته التجارية الحرّة بعد أن قدم فيها فرصاً نادرة للمستثمرين الأجانب· ويخلص التقرير إلى الاستنتاج بأن مشاريع بناء وتشييد الموانئ التي تجري على قدم وساق قريباً من ميناء جبل علي، ليس من المنتظر أن تسبب الكثير من المتاعب التنافسية لمجموعة موانئ دبي العالمية إلا أنها قد تتعرض للضغوط بتأثير مجموعة الموانئ التي يتم تشييدها الآن في المنطقة، وخاصة ميناء المنامة، بالرغم من أنها لن تؤثر على ميناء جبل علي بشكل مباشر· ويقول لين رولينسون، المدير العام لشركة موانئ (إيه بي إم)، إن ميناء جبل علي لا يزال حتى الآن أقوى لاعب على الإطلاق في المنطقة، وهو لا يواجه حتى الآن أي متاعب تنافسية، إلا أن الموانئ الجديدة التي يتم إنشاؤها في البحرين سوف ترفع معايير خدمات النقل البحري في القطاع الشمالي من الخليج إلى أعلى مستوى تشهده المنطقة· ويقول التقرير إنه من الجائز القول الآن إن دبي لا تبدو معنية بشكل مباشر بهذه المنافسة المنتظرة، وما زالت المدينة الطموحة تمثل العقدة الأكثر أهمية في المنطقة في مجال الشحن البحري، وهي التي أثبتت حضوراً عالمياً لافتاً في هذا الميدان الاقتصادي الحيوي· وبالرغم من مشاريع التوسيع الكبرى التي يشهدها ميناء جدة إلا أنه سيبقى من حيث الأهمية وراء مينائي جبل علي والطويلة بمقياس طاقة مناولة الحاويات· ويلخص ساهر تلاوي، المدير الإداري لميناء جدة، الوضع القائم الآن في سوق الموانئ الخليجية بقوله: ''إن دبي والسعودية تعملان من أجل أهداف مختلفة في حقول مختلفة ولصالح بلدان مختلفة· وهم لا يستلبون العمل منا ولا نحن نستلبه منهم وكل واحد منا يستفيد من الطفرة النفطية''· وليست البحرين والسعودية والإمارات هي البلدان الوحيدة التي اختارت لنفسها استراتيجية توسيع موانئها بل إن معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط بدأت تستفيد من التجربة الخليجية في هذا الميدان الاقتصادي الحيوي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©