ماذا يحدث لو أن المعلم أعطى طالبه مساحة من الحرية للتحدث والحركة أحيانا، دون أن يصرخ في وجهه ويهدده بالعقاب، فقد أوصت كتب التراث المعلم أن يحب تلميذه ويحادثه·· حتى السؤال عن أهله وأحواله، صحيح أن الزمن قد تغير ولم يعد الطالب بحاجة إلى المعلومات من المعلم بقدر ما كان في الزمن الماضي، حيث تعددت مصادر المعرفة والمعلومات، وصحيح أن المعلم هو موجه ومنظم للمعرفة وقدوة لطلابه، ولكن بعض طلاب هذا الزمن أصبحوا من الدهاء بحيث إنهم يستدرجون المعلم إلى بعض المزالق كدرس خصوصي أو حديث أو سؤال محرج ليس بهدف المعرفة بل بهدف البحث عن قول خاطئ يتلفظ به المعلم أو رد غير مناسب يصدر عنه·
وفوق كل ذلك فإن محبة الطلبة والتلاميذ لمعلمهم لا تعتبر مقياساً للرضا عن المعلم، فهناك من المعلمين المكروهين، نعم المكروهين، الذين يسمعون الطالب ألفاظاً غير مقبولة ويتجهمون في وجوههم ولم تتخذ بحقهم أية اجراءات، بذريعة أنه ''يضبط'' الصف، في الوقت الذي لو صدرت كلمة من معلم آخر لن يظل في المدرسة ساعة واحدة، ليس هذا فحسب بل تنصب له الشراك وتحاك حوله الأكاذيب من قبل أناس يتخذون من صلاتهم ستاراً وقناعاً يخفون تحته سطحيتهم ومعرفتهم المحدودة بالمواد التي يدرّسونها·
فإنه لمحرج جداً عندما تنتقل إلى مؤسسة أخرى وعمل آخر فتُسأل عن سبب تركك لعملك السابق!! فلو قلت إن سبب ذلك هو السطحية والبيروقراطية والرجعية·· هل يصدقونك؟! سوف تظل موضع شك، ولكن عليك بالصبر، فالأشجار المثمرة هي التي تلقى بالحجارة، أما الزبد فيذهب جفاءً ولو بعد حين·
عدد اليوم
