الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وعي الأسرة·· القومي

21 يوليو 2007 03:12
عقد منذ فترة قريبة مؤتمر حول استعادة الوعي القومي العربي ونحن - كمتابعين - نقدر جهود القائمين عليه والآمال التي يتطلعون إليها، ورغبتهم في اصلاح ما يمكن اصلاحه، نعم فحال الأمة لا يسر صديقاً ولا عدواً·· ويأتي المؤتمر وما دار بين جنباته من حوارات وما قدم فيه من دراسات واجتهادات كخطوة مهمة ونتيجة منطقية لحال الأمة الراهن·· وأيضاً محاولة لاستدراك هذا الانحدار المخيف الذي يتسارع الخطى والجسد العربي لم يعد يحتمل·· ولعل هذا المؤتمر قد عكس أو شخص الحالة العربية الراهنة··!! لكن ألا ترون يا سادة يا كرام·· والخطاب هنا إلى القائمين على المؤتمر المذكور وكذلك المهتمين من أبناء المنطقة·· أقول: ألا ترون أن ما تطالبون به قد لا يكون بالامكان تحقيقه؟؟ أقول (قد)!!·· نعم فاستعادة الوعي القومي أو - الإقليمي - والإفاقة من الغيبوبة تلك (المقنعة) لا تكون ولن يكون لها امكانية ووجود إلا باستعادة الوعي الوطني الاجتماعي·· وهذا الوعي الوطني المجتمعي يتمثل بداية في الفرد في مجتمعه الصغير (البيت) في استعادة الأسرة لدورها الأساسي في المسؤولية تجاه الأبناء وتنشئة الأجيال·· ودورها التربوي بجميع جوانبه وأبعاده·· الإنسانية·· الأخلاقية·· الدينية·· والاجتماعية·· والتعليمية·· عندما يقوم كل فرد في المجتمع بدوره الصحيح وبروح المسؤولية، عندما يعرف الإنسان أنه مؤتمن ومحاسب على هذه المسؤولية والأمانة التي يحملها على عاتقه·· حينذاك ستقوم الأسرة وستنهض وعليها يقوم المجتمع·· ليكون مجتمعاً فيه الصغير مدركاً والكبير واعياً·· تتغير المفاهيم وترتفع معها الآمال والأهداف والطموحات بل الرغبات والهوايات·· هنا ستقوم الأمة وهكذا تتوالى نتائج الأسرة فالمجتمع الوطني فالإقليمي فالعربي·· لتكون قومية تستند على أسسها المتينة وتعمل عليها·· تعيش في خير وتبشر بالخير وتنشره للعالم، وتحمي نفسها ومجتمعاتها وتردع كل شر وأذى عن أبنائها وترابها وتستعيد حقوقها المسلوبة·· وتحافظ على مكتسابتها ومقدراتها بأيدي أبنائها·· بل ويكون لها بصمة واضحة ومهمة في تقدم البشرية والعالم، وهي جديرة بذلك وليس ذلك على الله بعزيز·· ومن وجهة نظري أن هناك فجوة بين الآمال والطموحات والواقع المعاش·· فدائماً حلول الأزمات أو المشكلات·· تكمن في معرفة أسبابها·· عندها يسهل الحل··
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©