الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سكن العمال في الأحياء قنبلة موقوتة

سكن العمال في الأحياء قنبلة موقوتة
16 مارس 2008 03:21
وصف العقيد علي علوان مدير الإدارة العامة لشرطة عجمان إقامة العزاب في الأحياء والمناطق السكنية من الإمارة بقنبلة موقوتة لا يعرف أحد متى تنفجر· وأكد أن هذه الظاهرة تؤثر على أمن المجتمع· وتلقت شرطة عجمان خلال الفترة الماضية أكثر من عشرين بلاغاً عن تحرشات العمال العزاب بالأطفال، على الرغم من أن لجنة خاصة تشكلت في الإمارة قبل شهور للقضاء على أي تجمعات سكنية للعزاب في المناطق السكنية عبر عدة إجراءات· وتتوقع اللجنة انتهاء المشكلة جزئياً في سبتمبر المقبل ثم يكتمل الحل بإنجاز مساكن العمال في المناطق السكنية· وقال محمد عبدالوهاب رئيس لجنة تنظيم سكن العزاب في دائرة البلدية والتخطيط في عجمان إن'' اللجنة شكلت بتعليمات الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الدائرة بعد أن تلقت شكاوى كثيرة مـــن المواطنين والمقيمين من انتشــار ظاهرة العزاب خاصة الآســـيويين في الأحياء والمباني السكنية''· ووضعت آلية عمل سريعة في نوفمبر الماضي تضمنت تشكيل فريق يتولى البحث عن مساكن العزاب بين الأحياء لتحرير مخالفات فورية لملاك المنازل التي تؤويهم وإمهالهم فترة حتى إيجاد مكان مناسب لهم· وتفرض غرامة قيمتها 5000 درهم مع قطع التيار الكهربائي وإن تكررت المخالفة تضاعف الغرامة ويخلى السكن خلال أسبوع من تاريخ الإنذار الأخير· وأشار عبدالوهاب إلى أن عدد المخالفات منذ انطلاق الحملة في نوفمبر الماضي إلى اليوم 111 مخالفة منها 80 في العام الحالي· وبدأت الظاهرة في منطقتي الراشدية والنخيل بعد أن انتقل ساكنوها المواطنون إلى أماكن أخرى وأجروا بيوتهم إلى شركات وعمال، الأمر الذي أفرز تحرشات ومضايقات للأسر وصلت إلى الشرطة· وأكد عبدالوهاب أن مشكلة المنطقتين ستنتهي في سبتمبر المقبل بعد الجهود التي بذلها المفتشون ومخالفة جميع أصحاب المساكن التي أجروها لعزاب، لكن المشكلة امتدت إلى مناطق أخرى مثل مشيرف والحميدية والجرف· وعلى ضوء ذلك شكلت البلدية بالتعاون مع شرطة عجمان فريق عمل يتولى المتابعة والتفتيش بين الأحياء والعمارات السكنية· السبب في كثرة العزاب بعجمان ارتفاع الإيجارات في الإمـــارات القريبــــة منهــــا وكان معظم هؤلاء من عمال المـــؤسـســات وشركات المقاولات وكذلك من العاملين في عجمان· وبلغت نسبة القادمين من الإمارات الأخرى 40%· وبسبب الإقبال الكبير على تأجير منازل المواطنين القديمة وصل إيجار السرير الواحد في عجمان إلى 600 درهم شهرياً بعد أن استولت الشركات على معظم المنازل، على الرغم من أن الكثير منها لا يصلح للسكن· وأقـــدمـت إحـــدى الشركــات على تسكين 85 فرداً بمنزل واحد· وأكد محمد عبدالوهاب أن هذه الظاهرة أفرزت سلبيات منها إزعاج الجيران، وانتشار الروائح الكريهة· وقال إن ''الحملات التفتيشية كشفت أن العمال يعيشون في مناطق ومساكن قديمة تتناثر فيها الملابس وأدوات المطبخ وأسطوانات الغاز التي قد تسبب حرائق، كما أن عدد قاطني الغرفة الواحدة قد يصل إلى عشرة أفراد، وكل تلك الأمور لابد أن تفرز أمراضاً خطيرة تنتقل إلى سكان المنطقة''· خريطة جوية شرعت بلدية عجمان، حلاً للمشكلة، في بناء مساكن عمالية في المناطق الصناعية من الإمارة، لكن مرافقها لم تنته بعد· وأشاد العقيد علي علوان بدور بلدية عجمان في محاولة حل أزمة وجود العزاب في المناطق السكنية التي تترك أيضا آثاراً أمنية· وأشار إلى أن أحد الجهود المبذولة على هذا الصعيد التعاون بين شرطة عجمان وجهاز التفتيش في البلدية لتكثيف عمليات المتابعة وتبادل المعلومات، وأن الشرطة طلبت من البلدية توفير خريطة جوية تحدد مواقع وجود العزاب لتوزيع الأدوار للإسراع بإنهاء وجودهم بين الأحياء السكنية· وقال علوان: العدد المتوقع استيعابه في مسكن العزاب في المناطق الصناعية يزيد عن 24 ألف فرد شخص، وهذه المساكن ستزود بكل المرافق والخدمات الضرورية· وطالب شركات المقاولات والمؤسسات الخاصة بتحمل تبعيات عمالها وتوفير السكن الملائم لهم وفق العقود المبرمة· وأضاف'' يكفي الإضرابات التي حدثت خلال الفترة الماضية في مختلف مناطق الدولة والتي نأمل ألا تتكرر لتقاعس الشركات عن الوفاء بالتزاماتها الرئيسية''· سلوكيات غير حضارية بجانب الآثــــار الصحيـــة لوجـــود العزاب في منازل قديمــــة تفتقر إلى أبســــط الخدمــــات وقواعد النظافة، هنــــاك سـلوكيـات لاتتفــق وعـــــادات المجتمع يقدم عليها العمال الآســيـــويون وتؤثـــر على شــبــاب وأطفـــال المناطـــق التي يقطــنون فيها· وقال الدكتور سالم بالي مدير الصحة المدرسية في عجمان: وجود التجمعات العمالية والعزاب في الأحــيــــاء السكنيـــة يؤثر سلباً على صحة المجتمع والأسرة والعادات والتقاليد، فالعمال الأجانـــب خاصـــة الآســيــويين لهــم عــــادات لاتـنــاســـب البيـئــــة الخليجية، كما أن كثرة العــــدد في مكان واحد لاتترك فرصة للاهتمام بنظافتــــه''· وأشار إلى أن الدولة اتجهت منذ سنوات إلى إنشاء مساكن عمالية توفر للعمال جميع سبل الرعاية والمرافق والخدمات الصحية وكذلك الأمور الأخرى التي تشعرهم بآدميتهم وتحترم حقوقهم في بيئة تتوافر بها جميع سبل الراحة· وطالب الشركـــات الخاصـــة التــــي تستقدم عمالاً بتحمل مسؤولياتها كاملة ومنها إيجاد المكان الملائم لإقامتهم وألا تبحث عن أماكن رخيصة وسط المدن ثم يدفع فاتورة ذلك المجتمع وأبناؤه في أمنهم وصحتهم ·
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©