بوش يحذر من انسحاب متهور من العراق

جدد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إصراره على أن ''عراقاً حراً ومستقلا'' مازال ممكناً، وهاجم بشدة الأغلبية الديمقراطية بالكونجرس، واتهمها بإدارة ظهرها للقوات الأميركية المرابطة في جبهات القتال وبتقديم ''عروض تمثيلية على المسرح السياسي'' بدلاً من التركيز على بحث احتياجات الجنود فى العراق· وقال بوش أمس إن زعماء الديمقراطيين فضلوا إجراء مناقشة حول ''انسحاب متهور لقواتنا من العراق'' مضيفاً أن ''الإخفاق سيزيد من احتمال اضطرار قواتنا للعودة إلى العراق في تاريخ لاحق لمواجهة عدو أكثر خطورة وأقوى تحصيناً''· كما كشف نائب قائد القوات متعددة الجنسيات الليلة قبل الماضية، أن تقرير سبتمبر الشامل بشأن استراتيجية الرئيس جورج بوش في العراق سيوضح ما اذا كانت الخطة تحقق تقدما لكن ''التقييم الكامل سيستغرق حتى نوفمبر 2007 في وقت حذر السفير الأميركي ببغداد من أن حكومة نوري المالكي لن تتمكن من بلوغ الأهداف التي حددها لها الكونجرس· وقال اللفتنانت جنرال رايموند اوديرنو للصحفيين في ''البنتاجون'' إن التوجهات في البلاد التي تمزقها الحرب بدأت في التحرك ''نحو الاتجاه الصحيح'' منذ اكتملت زيادة أعداد القوات التي أمر بها بوش منتصف يونيو الماضي· وقال في اتصال عبر الاقمار الصناعية من بغداد ''بعد 45 يوما من الآن في الأول من سبتمبر سنكون قادرين على إجراء تقييم أكثر دقة قليلا عما اذا كان هذا شيء نعتقد أنه سيستمر او شيء نعتقد انه مؤقت''مضيفا ''من أجل إجراء تقييم جيد نحتاج على الأقل حتى نوفمبر المقبل''· والتقرير بشأن التقدم في العراق المقرر أن يقدمه السفير الأميركي ببغداد ريان كروكر وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس أساسي للمناقشات في الكونجرس حول ما اذا كان ينبغي إرغام حكومة بوش على بدء سحب القوات من العراق· وقال اوديرنو إن القوات الأميركية والعراقية نجحت في خفض العنف الطائفي والمسلح في حوالي نصف بغداد· لكنه أضاف أن معظم الاحياء المختلطة السكان من الشيعة والسنة لا تزال خارج إطار النطاق الأمني· وقال ''إنه ليس كاملا لكننا اكتسبنا السيطرة· كل توجهاتنا تسير في الاتجاه الصحيح''· وسعى اوديرنو أيضا الى نقل صورة عن النجاح في المعركة ضد ''القاعدة'' في العراق مؤكدا أن السنة يتحولون ضد المتشددين بأعداد كبيرة· واعتبر اوديرنو أنه من الصعب على تنظيم ''القاعدة'' في العراق حاليا تصدير العنف الى خارج العراق، رغم المخاوف التي تبديها أجهزة الاستخبارات الأميركية· وقال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ''أعتقد أن القاعدة في العراق منهمكة بمهمتها هنا، وسيكون من الصعب عليها حاليا أن تصدر العنف الى خارج العراق''· ورأى انه من الممكن مع ذلك أن يكون هناك أجانب اتوا الى العراق للقتال الى جانب ''القاعدة'' لفترات قصيرة حيث تعلموا امورا خلال اقامتهم ويحاولون لاحقا تنفيذ اعتداءات· الى ذلك، حذر السفير كروكر من أن العراق سيفوت على الأرجح تحقيق الأهداف التي حددت له بموجب الخطة الأميركية لتعزيز القوات بحلول سبتمبر المقبل مشيرا الى انه لا علم لديه بخطة بديلة للاستراتيجية الأميركية الحالية· وقال كروكر إن العنف يحول دون تمكن العراقيين من إخراج بلادهم من الأزمة· وقال مسؤول دفاعي أميركي إن كروكر أوضح ''بأنه سيكون من الصعب الالتزام بالاهداف المحددة بحلول سبتمبر''· ولاحقا قال السفير الأميركي لأعضاء مجلس الشيوخ إن هذه الاهداف التي حددها الكونجرس حول التقدم العسكري والاقتصادي والسياسي قد لا تكون الطريقة الأفضل للاطلاع على عمل الحكومة العراقية· وسأل السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار، كروكر حول ما جاء في تقارير اعلامية أفادت بأن سياسيين بارزين في واشنطن احبطوا مخططات لاحتمال اعتماد خطة بديلة لاعادة الانتشار، قال كروكر ''لست على علم بهذه الجهود وتركيزي ينصب على تطبيق الخطة الاساسية التي أعلنها الرئيس في يناير الماضي''·