الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حميد علاّوي: المسرحيات الخليجية دراما عالية

حميد علاّوي: المسرحيات الخليجية دراما عالية
21 يوليو 2007 02:32
حميد علاوي ناقدٌ مسرحي جزائري، وهو أستاذ الأدب الأجنبي بجامعة البليدة، وأستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة الجزائر، شارك في العديد من المؤتمرات العربية والمحلية للمسرح والأدب ونشر العديد من الدراسات المتخصصة حول المسرح العربي والجزائري، له كتاب بعنوان''توظيف التراث في مسرح توفيق الحكيم''، وله تحت الطبع ''نظرية المسرح عند توفيق الحكيم''· وفي هذا الحوار، يتحدث د· علاوي عن واقع المسرح الجزائري والعربي، والخلاف حول المسرح التجريبي والاقتباس من النصوص العالمية وتأصيل المسرح ومكانة المؤلف المسرحي العربي وقضايا أخرى· إليكم نص الحوار· المسرح التجريبي ؟ قدَّمتْ الفرقُ المسرحية الجزائرية قرابة 20 عملاً مسرحياً منذ يناير الماضي إلى حد الساعة في إطار''عاصمة الثقافة العربية''، مارأيكم في مستواها؟ وهل تعتقدون أن المسرح الجزائري استيقظ من سباته أم أن الأمر يتعلق بمناسبة ظرفية؟ ؟؟ العروض المسرحية المُقدَّمة إلى حدِّ الآن تباينت مستوياتها بين الغثِّ والجيِّد، هناك أعمال تنمّ عن امتلاك جيِّد لأدوات المسرح الحديث، ولا سيما من حيث التقنية والإخراج،لكن كل ذلك لا يكفي للحديث عن نهضة مسرحية جزائرية تضارع القوة التي بلغها المسرح الجزائري في السبعينيات، ومن الطبيعي أن يكون ثمة حشدٌ للأعمال بمناسبة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، ونودَّ ألا تكون موجة ظرفية ،لكن ما يبشر بالخير فعلا هو إقبال الجمهور على مشاهدة المسرح؛هناك مصالحة بين الخشبة وجمهورها· ؟ ثمة نزوعٌ متزايد إلى تقديم المزيد من عروض المسرح التجريبي وسط تزايد حجم الإعتراض إلى حدّ وصفه بـ''المسرح التخريبي''،ما رأيكم في ذلك؟ ؟؟ أرى أن خوض تجربة المسرح التجريبي في البلدان العربية ومن بينها الجزائر ظاهرةٌ سليمة وصحية، فالمسرح التجريبي هو بمثابة الجولات الاستطلاعية في الحروب، حيث لا بد من جس نبض الجماهير، ومحاولة صدم أفق انتظارها أحياناً،ثم تأتي مرحلة النقد والتقييم التي تساعد على استثمار كل التجارب، لكن ما يثير القلق فعلا في العالم العربي أن الأمر يكاد يكون تقليعات لا تجارب، بمعنى أن المسرحيين العرب يتجهون مرة إلى مسرح الطفل، ومرة تجرّهم موجة المسرح التجريبي، وهكذا، بدل أن تتساوق هذه التجارب ويستفيد بعضها من بعض كما هو الحال في العالم الغربي حيث يتعايش المسرح الأرسطي مع المسرح البريختي، ويتسع المكان للمسرح التجريبي· مشكلةُ الاقتباس ؟ تُثار،على مستوى الجزائر والوطن العربي، مشكلةُ الاقتباس من النصوص المسرحية العالمية مع إعطائها صبغة محلية في السينوغرافيا والإخراج، هل يتعلق الأمر بقلة النصوص المحلية الجيدة ؟ ؟؟ إننا نعيش ما أسميه بأزمة اغتيال المؤلف المسرحي؛ فسلطة المخرج تجاوزت كل الحدود في المسرح الحديث، المخرج العربي يهيمن على العرض ولا يريد أن يشاركه المؤلفُ فيه، فتراه يعود إلى اقتباس نصوص قديمة غربية وأحياناً غريبة عن ثقافتنا وفكرنا، وأحيانا نسمع بالكتابة الجماعية، في حين أن دور المؤلف لا يمكن أن يعوِّضه أحدٌ، وأن كل الأدوات التقنية والفنية تشتغل حول النص المسرحي الذي يعدّ الأصل· ؟ اختلف النقادُ المسرحيُون العرب مؤخرا في الجزائر حول قضية ''تأصيل المسرح''، كيف يمكن أن يتأصَّل المسرح العربي ويحقق هويته بنظركم؟ ؟؟ لقد احتلت قضية التأصيل الصدارة في ندوة ''مهرجان المسرح المحترف'' التي كنتُ أحدَ المشاركين فيها، وأرى أن هذه المسألة لم تخلُ من نظرة سياسية وقومية خاصة لمَّا نتحدث عن هوية المسرح العربي، وباختصار هناك آراء تذهب إلى أن التأصيل يكون بالعودة إلى الموروث العربي وتوظيفه للتعبير عن الراهن العربي، وهناك من يرى أن المسألة تكمن في القالب والشكل الذي يؤطّر العرض المسرحي العربي· ما طرحتُه في المهرجان بصراحة هو أن المسرح العربي بمختلف تجاربه مشرقا ومغربا حقق الكثير من الأعمال الأصيلة والمؤصلة، وما ينقصنا هو صياغة نظرية المسرح العربي، وهي مهمة المفكرين لا المسرحيين؛ فأرسطو هو الذي نظّر للمسرح الغربي ولم يكن رجلَ مسرح، وقلت إن المسرحية العربية بمثابة التفاحة التي تسقط من علِ، والمنظِّر المسرحي العربي هو نيوتن الذي يصوغ نظرية الجاذبية في المسرح· التعامل النمطي ؟ طُرحت أيضاً مسألة التعامل المسرحي النمطي مع المرأة العربية، ما مدى وجاهة هذا الطرح؟ ؟؟ هذه الفكرة فيها بعض الافتعال،الإبداع في المسرح كغيره من الفنون لا يقر بالجنس ولا باللون وإنما يقف احتراما للمبدع الحقيقي، وقد أثبتت المرأة الامتياز ولا سيما في مجال التمثيل، وإن غُيِّبت في مجالات الكتابة المسرحية والإخراج والسينوغرافيا،لظروف سياسية واجتماعية الزمن كفيل بتصحيحها· ؟ كيف تقيِّمون واقع النقد المسرحي في الجزائر والوطن العربي؟ ؟؟ النقد المسرحي حلقة من الحلقات المهمة في حركية المسرح العربي، فهو المِحْرار الذي يطلعنا على سلامة جسد المسرح، لكن هذه الأداة حينما تُسند إلى غير أهلها كثيرا ما تعطي مؤشرات خاطئة بل خطيرة؛ فالنقد الذي يمارس في بعض الصحف العربية ينبغي أن يصنف ضمن الجرائم ضد الذوق والفن، يكفي أن من الإعلاميين من يغطي مباراة في كرة القدم ثم يتحدث في الغد عن عرض مسرحي! ومن جهة أخرى يفتقر الناقد الأكاديمي العربي إلى الوعي المعرفي بالأدوات التقنية للمسرح، فتنصبّ كل جهوده على النص، والمعروف أن النص على أهميته ليس سوى عنصر من عناصر العرض، فما أحوجنا إلى الناقد المتكامل الذي ينظر إلى العرض كبنية متعددة الدوال ومتجانسة الخطابات الرامية إلى تبليغ رسالة حضارية وفنية موحدة· ؟لاشك أنكم تابعتم العديد من العروض المسرحية العربية في مناسبات كثيرة، ما هو تقييمكم لمستواها الفني؟ ؟؟ أسعى دوماً إلى متابعة العروض المسرحية العربية ولاسيما في مناسبات كبيرة كالمهرجانات العربية، وأتفاءل خيرا بالمستوى الذي بلغته بعض المسارح العربية، أنا مبهور بمستوى اللغة المسرحية والحس الدرامي في كثير من المسرحيات الخليجية، لكن أؤكد هنا أن الحركة المسرحية العربية تؤتي ثمارها بتضافر جهود كل الفاعلين في المسرح، ولاسيما دور النقد والتنظير المسرحي للانتقال بالمسرح العربي من مرحلة التجربة إلى مرحلة التيار والمذهب المسرحي·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©