الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صربيا··· صبر حان نفاده

صربيا··· صبر حان نفاده
16 مارس 2008 03:07
قبل أسابيع قليلة فقط، انتخبت صربيا بفارق ضئيل رئيسا مواليا لأوروبا هو ''بوريس تاديتش''، غير أن ذلك حدث قبل أن تعلن الأغلبية الألبانية في إقليم كوسوفو -المقدس لدى الصرب- الاستقلال، وهو ما تسبب في انتشار مشاعر الحزن والغضب في صربيا، الآن سقط الائتلاف الحاكم الذي لم يستطع الاتفاق على سياسةٍ بشأن كوسوفو، ونتيجة لذلك، سيتوجه الناخبون الصرب مرة أخرى إلى مراكز الاقتراع للاختيار بين رؤية راديكالية للمستقبل مواليةٍ لروسيا، ورؤية غربية موالية لأوروبا، غير أن الفرق هذه المرة، أنه بدلا من انتخــاب رئيــسٍ بإمكانــه فقــط أن يحاول الإشارة للبرلمان بسلك بعض الاتجاهات، فإن الانتخابات المرتقبة ستفضي إلى حكومة جديــــدة بالكامـــل، غير أن الدبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين يخشون أن يستعمل ''الحزب الراديكالي'' القومي المتشدد موضوع ''كوسوفو'' المشحون بالعواطف من أجل الفوز في هذه الانتخابات، وهو ما يمكن أن يتسبب في مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة البلقان· الواقع أن تصويت الثامن والعشرين من يناير لـ''تاديتش'' في صربيا لم يتثبت أبدا، فقد كانت الحكومة مصابة بالشلل منذ البداية، وهو ما أدى إلى توترات حادة بين الديمقراطيين والراديكاليين المتشددين، وهكذا، قام رئيس الوزراء ''كوستونيتشا'' بحل الائتلاف الحاكم يوم السبت، بعد أن رفض مساعدة ''تاديتش'' على التوافق مع الاتحاد الأوروبي إذا كان ذلك يعني التنازل عن المطالبة الصربية بكوسوفو والسماح لمؤسسات الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى المناطق الصربية هناك، وفي هذا السياق، يقول ''ديان أناستاسييفيتش'' -كاتب العمود في أسبوعية ''فريم'' الصربية-: ''الحقيقة أن الحكومة كانت منقسمة حول كل شيء، وليس كوسوفو فقط''· وتسود في أوساط الصرب الليبراليين في ''بلجراد'' الذين صوتوا لـ''تاديتش'' ويرغبون في الاندماج مع الاتحاد الأوروبي، مواقف مختلطة حول التطور الأخير، فإذا كان بعضهم ينظر إلى سقوط الحكومة باعتباره فرصة للقوى الديمقراطية كي تعبأ أخيرا وتتقوى، فإن آخرين متشائمون لأن -وكما يرى وزير سابق- ''الراديكاليين يستغلون موضوع كوسوفو لرفض أوروبا، لأنهم خائفون من حكومة عادية تجلب لهم حياة عادية، حكومة قابلة للمحاسبة''، ومن جانبه، يرى ''مارشال هاريس'' -الدبلوماسي الأميركي السابق والخبير في شؤون البلقان بواشنطن- أن ''كوستونيتشا'' يلعب ورقة القومية بقوله -بعد أن هيج مشاعر الشعب الصربي حول فقدان كوسوفو- يبحث كوستونيتشا اليوم عن امتيازات سياسية شخصية عبر دعوته إلى انتخابات جديدة بهدف تقوية موقفه وموقف الزعماء القوميين الآخرين، مضيفا قوله: ''الواقع أنه بإمكان الولايات المتحدة وأوروبا الاعتماد عليه في انتهاز كل مناسبة لدق إسفين بين صربيا والغرب''· أما في أوساط صرب كوسوفو الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألف نسمة، ومعظمهم يعيشون في منطقة ''ميتروفيتشا'' المحاذية للحدود مع صربيا، فيسود نوع من الارتياح لانهيار الحكومة الموالية لأوروبا، إذ يقول العديد من صرب كوسوفو، إنهم لم يتلقوا ما يكفي من الدعم من بلجراد منذ إعلان كوسوفو الاستقلال في السابع عشر من فبراير، ذلك أن ''مخطط العمل'' الخاص بكوسوفو، الذي تحدثت عنه بلجراد في وقت سابق من الشتاء الحالي، لم يُثر بعد مواجهة مع ألبان كوسوفو، الذين يشكلون أغلبية السكان، على النحو الذي يريده الكثير من الصرب، ومن ذلك مثلا قطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من كوسوفو؛ وفي هذا الإطار، يقول ''برانيسلاف كوستيتش'' -صربي في متوسط العمر من ميتروفيتشا-: ''إن الناس متشائمون لأنه لم يكن ثمة أي مؤشر على مخطط العمل الخاص بكوسوفو الذي وعد به كوستونيتشا''، مضيفا: ''كان يتعين على كوستونيتشا ألا يشكل التحالف أصلا، فهو لم يكن قادرا على الدفاع عن كوسوفو عندما شكله· أما اليوم، فإن الشعب يريد ائتلافا جديدا مع الراديكاليين''· هذا ويمكن أن تشكل الانتخابات الصربية الجديدة فرصة لاستفزاز الألبان على النحو الذي يعتقد بعض المحللين أنه جزء من استراتيجية بلجراد، وفي هذا الصدد، يقول ''أليكس أندرسون'' -من ''منظمة الأزمات الدولية''-: ''إن صبر الألبان ينفد''، مضيفا ''والواقع أنهم لم يقعوا بعد في فخ مهاجمة صرب كوسوفو، غير أن هذه الانتخابات ستساهم في الوقت نفسه في تقوية مؤسسات موازية ومتحدية في كوسوفو''· والحال أن كلا من ''بريشتينا'' و''بلجراد'' تبدوان عازمتين على تعزيز السلطة في كوسوفو التي تتوقع صربيا أن تشملها انتخابات مايو المقبل أيضا، ولكن رئيس الوزراء الكوسوفي ''هاشم تاتشي'' قال لحكومته الأسبوع الماضي: ''إننا لن نسمح بأي مؤسسات موازية على أراضي كوسوفو''· روبرت ماركاند- مدريد آندرو واندر- كوسوفو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©