الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بدء تنفيذ اتفاق وقف النار بين «الحوثيين» و «الإصلاح»

بدء تنفيذ اتفاق وقف النار بين «الحوثيين» و «الإصلاح»
10 فبراير 2014 00:04
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قتل ضابط في الاستخبارات اليمنية أمس في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته بالقرب من مبنى وزارة النفط وسط العاصمة صنعاء، فيما بدأ وسطاء حكوميون وعسكريون في الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاتلين الحوثيين الشيعة وجماعات قبلية موالية لحزب «الإصلاح» الإسلامي السني في منطقة «ارحب» شمال صنعاء، وسط دعوات إلى عقد مؤتمر قبلي واسع لبحث تداعيات «الزحف العسكري» للجماعة المذهبية باتجاه العاصمة. بينما ندد تكتل «اللقاء المشترك» الذي يرأس ويمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية في اليمن، بالفلتان الأمني غير المسبوق في البلاد، ودعا الجهات الأمنية إلى الحد من هذه «الاختلالات»، كما دعا إلى وقف الصراعات المسلحة في الشمال وما وصفها بـ«الأعمال الانتقالية».وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن العقيد محمد فاضل سعيد، وهو مسؤول إدارة مالية في جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات)، قتل ظهر أمس عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت في سيارته بالقرب من مبنى وزارة النفط الواقع على شارع الزبيري وسط صنعاء. وأوضحت أن الانفجار أسفر عن جرح ثلاثة أشخاص. وذكر شهود لـ«الاتحاد» إن سيارة أجرة انفجرت بالقرب من البوابة الخلفية لمبنى وزارة النفط مما أدى إلى مقتل سائقها وهو العقيد فاضل، وجرح مرافقه إضافة إلى اثنين من المارة أحدهما امرأة أصيبت بجروح طفيفة. وأفاد مصدر أمني أن المرافق المصاب «حالته حرجة» فيما تسبب الانفجار بـ«بتر ساق أحد المارة». وعادة ما يقود ضباط أمن في اليمن سيارات أجرة لتنفيذ مهمات سرية أو لتحسين دخلهم في بلد يعاني من مشاكل اقتصادية طاحنة. وبمقتل العقيد فاضل يرتفع إلى 34، بينهم عشرة ضباط على الأقل، عدد قتلى الجيش والأمن في اليمن في هجمات واغتيالات شهدتها البلاد منذ يناير ونسبت غالبيتها إلى تنظيم «القاعدة». وشدد نائب وزير الداخلية اليمني اللواء علي ناصر لخشع على ضرورة «رفع اليقظة الأمنية والجاهزية لكل رجال الأمن لتحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة» في صنعاء وبقية مدن البلاد. وتزامنت تصريحات المسؤول الأمني مع عودة انتشار الميليشيات المسلحة في صنعاء خصوصاً في منطقة «الحصبة» (شمال) حيث منزل زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، الذي خسر الأسبوع الماضي معاركه مع جماعة الحوثيين في معقله القبلي في عمران (شمال) بعد أن انقلبت قبيلته عليه وتحالفت مع الجماعة المذهبية . واتفق الأحمر مع زعماء قبليين آخرين قابلهم السبت في منزله بصنعاء على تشكيل لجنة لمقابلة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، لبحث ما أسموه «التوغل الحوثي» في مناطق عدة باليمن، وآخرها منطقة «أرحب»، شمال العاصمة. كما قرروا الدعوة إلى مؤتمر قبلي واسع يضم مشايخ ووجهاء اليمن لتدارس «الزحف العسكري» لجماعة الحوثيين التي يتهمونها بمحاولة إسقاط النظام الجمهوري، مطالبين قوات الجيش القيام بواجبها في ردع أي جماعة تسعى للسيطرة وبسط نفوذها بقوة السلاح. وذكرت صحيفة الأهالي الأهلية والمقربة من حزب الإصلاح أن الاجتماع القبلي اتهم أطرافاً عدة لم تسمها، بالتورط في دعم جماعة الحوثيين المتمردة على الحكومة منذ عام 2004 وتحكم ذاتياً محافظة صعدة (شمال) على الحدود مع السعودية منذ مارس 2011. وتمكن وسطاء عسكريون وحكوميون ليل الجمعة السبت، في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في أرحب بين الحوثيين والإصلاح، يرى مراقبون أن حظوظ نجاحه ضئيلة. وأشرف الوسطاء أمس على إزالة المظاهر المسلحة لطرفي الصراع في أرحب، حسبما ذكر لـ«الاتحاد» المتحدث باسم تحالف قبائل أرحب محمد العرشاني، بإشراف لجنة الوساطة التي تضم رئيس بلدية العاصمة عبدالقادر هلال، وقائد قوات احتياط الجيش اليمني اللواء علي الجائفي. وأضاف «هناك بوادر انفراج تلوح لكن لا نعلم ما سيحدث في قادم الأيام»، مشيراً إلى أن زعماء قبائل من سنحان وخولان (شرق صنعاء) وصلوا إلى أرحب ظهر أمس «لدعم جهود وقف إطلاق النار». وذكر عضو لجنة الوساطة عبدالقادر هلال إن الاتفاق بين طرفي الصراع في أرحب نهائي، موضحا أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد مفاوضات مضنية مع الطرفين أفضت إلى توافق على خروج المسلحين الوافدين إلى المنطقة، وهو البند الذي أعاق لأيام التوصل إلى اتفاق المصالحة بعد اعتراض «الحوثيين» عليه. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن محافظ صنعاء عبدالغني حفظ الله بحث أمس مع سفيرة بريطانيا لدى اليمن جين ماريوت، الوضع في« أرحب » والإجراءات التي يتم اتخاذها للتعامل مع تلك الأحداث للقضاء عليها»، مشيرة إلى أن ماريوت أكدت دعم بلادها لجهود الحكومة اليمنية في تحقيق الاستقرار من أجل تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وكان أعضاء الحوار اليمني، وعددهم 565 شخصاً، فوضوا لجنة خاصة برئاسة الرئيس هادي لتحديد الخيار الأنسب لعدد أقاليم الدولة الاتحادية الجديدة التي سيعلن عنها في غضون شهور. وعقدت لجنة تحديد الأقاليم أمس، اجتماعاً رأسه هادي، وبحث «العروض العلمية المقدمة حول النظام الاتحادي والمميزات الخاصة به من النواحي الإدارية والاقتصادية والأمنية». من جهة ثانية، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن الأجهزة الأمنية اعتقلت «أحد العناصر المشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة الإرهابي أثناء ما كان يعمل على دراجة نارية في مديرية شقرة»، شرق محافظة أبين. وأوضح أن المشتبه بانتمائه لـ«القاعدة»، محتجز حالياً داخل قاعدة عسكرية بشقره. من جهة أخرى ندد تكتل «اللقاء المشترك» بالفلتان الأمني غير المسبوق في البلاد، ودعا الجهات الأمنية إلى الحد من هذه «الاختلالات». كما دعا المجلس الأعلى لهذا التكتل إلى وقف الصراعات المسلحة في الشمال وما وصفها بـ«الأعمال الانتقالية»، محذراً من خطوة حادثة إطلاق صاروخين على صنعاء الأسبوع الماضي، كونها «تستهدف إجهاض تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©