الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السبوسي: نعاني ندرة كُتاب السيناريو

السبوسي: نعاني ندرة كُتاب السيناريو
26 ديسمبر 2012
عيسى علي السبوسي، شاب إماراتي، دخل عالم الإخراج السينمائي، بعد أن درس في الجامعة الأميركية في الشارقة، وتخرج في اختصاص اتصال جماهيري وعلاقات عامة، وقد شارك في مسابقة الأفلام في الدورة الأخيرة من مهرجان أبوظبي السينمائي بفيلم اسمه «حمد»، وهو يحدثنا عن الفيلم الذي أخرجه قائلا: «في هذه السنة شاركت بفيلم «حمد»، وهذا الفيلم كان نتيجة اشتراكي في مسابقة استديو الفيلم العربي». ويوضح البسوسي أنه يسعى إلى إخراج أفلام روائية طويلة تضع السينما الإماراتية في المقدمة. فاطمة عطفة (دبي) - فيلم «حمد» يتناول حياة شخص تعرض إلى حادث أثر على موقفه وشغل تفكيره». وعن النتيجة التي توصل إليها من خلال هذا الموقف، يقول عيسى السبوسي موضحا: «هذا الشخص تعلم كيف يفرق بين الصواب والخطأ، لكنه يعيش صراعاً داخلياً مع نفسه، ويحاول طوال مدة الفيلم أن يتغلب على هذا الصراع الداخلي الذي يعيشه. وكل المشاركين في الفيلم من الممثلين الإماراتيين، والأحداث التي يتناولها الفيلم هي أحداث لا أحد يتطرق إليها في الإمارات، وهي أشياء تحدث في الحياة. وهو فيلم قصير، مدته 7 دقائق». ندرة كتاب السيناريو وحول سؤال عن علاقة دراسته الجامعية وأثرها في هذا العمل السينمائي، يؤكد: «نعم، كان الموضوع الثانوي دراسة الأفلام، وأنا أحببت هذا الموضوع فقررت أن أعمل أول فيلم فقمت بإخراجه مع الجامعة، وشاركت السنة قبل الماضية في المهرجان، وحصلت على جائزة المخرج الواعد». وعن اندفاع الشباب الإماراتي نحو السينما سواء بالتصوير أو الإخراج، مع ملاحظة ابتعادهم عن كتابة السيناريو، يقول عيسى: «أتوقع من الشباب الدخول والمشاركة في مختلف فروع وأعمال صناعة الأفلام السينمائية، وإن كانت هذه الصناعة لا تزال في بدايتها في الإمارات، لكني أرى كثيرا من الشباب لا يعرفون تماما أي مجال يختارون طريقهم واختصاصهم في صناعة الأفلام، من التصوير إلى الإخراج، ومن التخصص في الصوت إلى المونتاج، ومنهم من يحب الكتابة وإعداد السيناريو. هذه الصناعة الفنية المهمة نصل إليها ونتقنها بالدراسة ومتابعة العمل واكتساب الخبرة». أربعة أفلام ويشير إلى تجربته في هذا المجال موضحا: «أنا مثلا عملت أربعة أفلام قصيرة حتى الآن، الأول اسمه «في المرآة»، والثاني «تالي الليل» وموضوعه تراثي، والثالث فيلم «الزقاق»، والرابع «حمد»، الذي شاركت به في عروض مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابقة. وهذه الأفلام الأربعة من كتابتي». وقبل أن أساله أين يجد نفسه بين الكتابة والإخراج، استدرك قائلا بصراحة: «كانت هذه الأفلام من أفكاري وكتابتي، ولكني لست بكاتب جيد، وأتوقع أن هناك أشخاصا لديهم موهبة في كتابة السيناريو أفضل مني». ومن هذا الوعي الواضح والاعتراف الجميل، يتحدث عما يجول في خاطره قائلاً: «حاليا، عندما أقرر أن أقوم بعمل فيلم قصير في المستقبل سأبحث عن كاتب سيناريو يكون مبدعا ومتمكناً من كتابة السيناريو، لأني لا أرى إبداعي هنا في هذا المجال. وأتمنى أن يكون لدينا مبدعون في مجال كتابة السيناريو، ومع تطور صناعة السينما في المستقبل سيكون لدينا أشخاص متخصصون في هذا المجال». دعم السينما الشباب قد يشقون طريقهم العملي بخوف أو تردد ويجدون بعض الصعوبات في بداية المسيرة، لكن المخرج السبوسي يبعد عنه هذه المخاوف قائلا: «في الإمارات لدينا دعم كبير لا يتوافر في دول أخرى، فالدولة تقيم المسابقات مثل التي اشتركت بها في استديو الفيلم العربي، وبهذه الطريقة تنمي المواهب وتشجع على تحقيق الطموح. وكذلك هناك الهيئات الحكومية وفيها من يحاولون مساعدتنا، أما الذي أراه ناقصا لدينا ونحن بحاجة له.. فهو يتعلق بالشخص نفسه، فالذي يحب أن يكون مخرجا لابد أن يحصل على خبرة في هذا المجال، لأنه لا أحد يمنح أموالاً لمخرج لينجز فيلماً، من دون أن يمتلك الخبرة الكافية في هذا المجال. لذا لابد من امتلاك الموهبة وصقلها بالدراسة، لينجح في مجال عمله، وهذا الذي أطالب به ولابد أن يكون موجودا بين فئة الشباب». السينما العالمية وحول مدى متابعته للسينما العالمية يطرح المشكلة من زاوية أخرى قائلا: «المشكلة أنني أعمل حاليا ولا أستطيع أن أعيش على صناعة الأفلام، كما أني لا أستطيع متابعة كل مهرجانات السينما، والسبب أن وقتي ضيق ولا أستطيع أن أسافر وأحضر المهرجانات في الخارج وأكتفي بحضور المهرجانات التي تقام هنا، لكن هذا لا يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يتعلم، فهناك الإنترنت وهناك الأفلام التي تعرض وتصنع في كل بقعة من العالم. هذه الأشياء كلها يستطيع الإنسان أن يتعلم منها، وأنا أرى أن هذه الأشياء هي كنز واسع وكل شخص لديه هذه الفرصة، لكن عليه أن يغتنمها». وبالعودة إلى مهرجان أبوظبي وانطباعه عنه، يقول: «أجد أن هناك توازنا جيدا، فنحن نعرض الأفلام التي تعمل في الإمارات عن طريق مسابقة الإمارات للأفلام، وفي الوقت نفسه تأتي السينما العالمية إلى هنا من أجل المخرجين الواعدين لكي يستفيدوا ويتعلموا منها أشياء، غير تيسير موضوع مشاهدة الأفلام في ورش العمل التي تقام هنا». ويضيف السبوسي: «أتمنى أن يكون لدينا دور أكبر في صناعة الأفلام الإماراتية، خاصة الأفلام الطويلة، لكن ممكن أن يزيدوا الاهتمام أكثر من ناحية دعم وإنتاج أفلام إماراتية وعرضها وتشجيعها». إنتاج أفلام روائية يقول المخرج الشاب عيسى السبوسي: «للأسف لا ننجز أفلاماً روائية طويلة كثيراً في الإمارات، لكن على كل حال على المخرج أن يتابع ويعمل على هذا، وعلى شركات الإنتاج أن تقوم بتمويل هذا العمل الفني المهم، وعلى المهرجانات أن تعرض والإعلام يناقش مستوى العمل، فهي عملية متكاملة بين الجميع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©