الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس: إذا لم يتفاهم اللبنانيون الحرب ستندلع!

باريس: إذا لم يتفاهم اللبنانيون الحرب ستندلع!
19 يوليو 2007 02:55
أعلنت سوريا امس دعمها للمبادرة الفرنسية الهادفة الى انهاء الوضع السياسي المتأزم في لبنان واستعدادها لبذل كل الجهود الممكنة للمساعدة على التوصل إلى اتفاق بين الأطراف· فيما اكدت فرنسا من جانبها ان ارسال موفدها جان كلود كوسران الى دمشق يشكل بادرة على طريق التهدئة استجابة لإشارات إيجابية سورية بشأن لبنان· إلا أن الولايات المتحدة شككت في جدوى ارسال الموفد الفرنسي الى دمشق وتمكنه من إقناعها بتغيير تصرفها· فقد أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع امس خلال لقائه كوسران مبعوث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير دعم بلاده لكل جهد يؤدي للتوصل إلى إنهاء الوضع المتأزم في لبنان عبر صيغة تتوافق عليها جميع الأطراف، وهو الامر الذي اكده ايضا وزير الخارجية وليد المعلم وفق ما جاء على لسان المبعوث الفرنسي الذي قال ''تم اطلاع السلطات السورية على نتائج اللقاء التحاوري اللبناني في سان كلو وكل المحادثات التي جرت هناك وقد وافق المعلم على عناصر المبادرة الفرنسية ومساهمتها في تشجيع الحوار بين اللبنانيين''· وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن كوسران عرض على المعلم الجهود التي تقوم بها فرنسا من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية وأن الوزير السوري أكد حرص دمشق الكامل على دعم ما يتوافق عليه اللبنانيون واستعدادها لبذل كل الجهود الممكنة للمساعدة على التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف لحل خلافاتهم على أساس احترام الدستور وصيغة العيش المشترك بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار· وكان وزير الخارجية الفرنسي وصف إرسال موفده الى دمشق بأنه يشكل بادرة على طريق التهدئة، وقال في ختام لقاء مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند ''إن إرسال الموفد بدا لنا مبادرة جيدة على طريق التهدئة استجابة لإشارات إيجابية أرسلتها سوريا بشأن لبنان''، وذكّر باللقاء التحاوري في سان كلو، وقال ''إن بعض العقبات أزيلت لأن سوريا وافقت على ذلك والواقع أنه طالما أن ثمة إشارات إيجابية فاننا سنواصل اتصالاتنا مع سوريا''· لكنه أبدى حذره حيال المراحل اللاحقة قائلا ''في هذه المنطقة من العالم تحصل غالبا انقلابات ومفاجآت غير سارة''، وشدد ايضا على خطورة الوضع في لبنان مؤكدا أنه في حال لم يتوصل اللبنانيون الى التفاهم فالحرب ستندلع مجددا في هذا البلد· وكان بدا مفاجئا في وقت سابق ما اعلنته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني عن أن زيارة كوسران لا تشكل لقاء على مستوى عال على الرغم من طابعها غير المعتاد محاولة التقليل من اهميتها· فيما شككت الولايات المتحدة في جدوى إرسال موفد فرنسي الى دمشق، مشيرة في الوقت نفسه الى تعاونها الممتاز مع باريس حول الملف اللبناني· وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك ''لقد حصلت مبادرات عدة حتى الان من جانب عدد من الدول وعدد من الموفدين لإقناع سوريا بتغيير تصرفها ولا نزال ننتظر''، واضاف ''أن الولايات المتحدة مقتنعة مع ذلك بأن فرنسا تبقى شريكا ممتازا حول الملف اللبناني يمكنني أن أؤكد لكم أننا نتقاسم الاهداف نفسها·· تشجيع استقلال لبنان وتشجيع الاصلاحات الاقتصادية والسياسية في لبنان إضافة الى إحالة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على العدالة''· وتشكل المبادرة الفرنسية التي انطلقت من لقاء سان كلو بقعة ضوء وحيدة امام اللبنانيين لإمساك مفاتيح الحلول الموزعة في عواصم القرار العربي والاجنبي انطلاقاً من بوابة دمشق التي ولجها الموفد الفرنسي عشية زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ايضا الى دمشق اليوم الخميس حيث سيكون الملف اللبناني حاضراً بقوة· وكشفت مصادر دبلوماسية فرنسية في بيروت لـ''الاتحاد'' أن الموفد الفرنسي يأمل في الحصول على إيجابيات سورية تشجعه على متابعة خطواته لحل الازمة اللبنانية، ولذلك فانه سيزور بعد دمشق، القاهرة والرياض قبل عودته الى بيروت ليمهد الطريق امام زيارة كوشنير الى لبنان لمحاولة جمع الاقطاب اللبنانيين من المعارضة والموالاة برعايته في 28 الجاري· غير أن مصادر رئيس البرلمان نبيه بري أحد أبرز اقطاب المعارضة الذي غادر بيروت فجأة الى الخارج استبعدت إمكان انعقاد مؤتمر الحوار مجدداً برئاسة فرنسا وإن كانت لم تستبعد الحل وسير الامور تسير باتجاه الحلحلة، خصوصاً بعدما فقدت الاكثرية قوتها المؤثرة في الاستحقاق الرئاسي وذكرت مصادر قيادية في المعارضة واخرى في قوى 14 مارس لـ''الاتحاد'' أنه لا مفر من التوافق على الرئيس القادم وأن هناك مساعي لـ''ترميم'' الحكومة الحالية بسبب تعذر قيام حكومة وحدة وطنية او تشكيل حكومة ثانية، متوقعة عودة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت نهاية الاسبوع لمواكبة تحركات الموفد الفرنسي· من جهة اخرى، أبدت الحكومة السورية اعتراضها على الموقف التي يتخذه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن مسألة مزارع شبعا، معتبرة هذا الموقف أنه ليس حياديا· واتهمت في رسالة رسمية وجهتها عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بان كي مون يتجاهل أسباب الموقف السوري الذي نقلته إليه القيادة حول هذه المسألة والرافض لاستمرار احتلال إسرائيل للجولان السوري، معتبرة موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا شأنا ثنائيا يتعلق بسيادة الدولتين وبأنه سيتم حله بين الحكومتين السورية واللبنانية· كما نفت الرسالة ما استعرضه تقرير المبعوث الدولي تيري رود لارسن الذي اشار إلى وجود انتهاك سوري لحظر السلاح على لبنان وأعربت عن استغرابها لتبني الأمم المتحدة لهذه الادعاءات·
المصدر: دمشق، باريس، واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©