الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياسيون اللبنانيون: سان كلو كَسرَ الجليد·· ولم يذبه!

السياسيون اللبنانيون: سان كلو كَسرَ الجليد·· ولم يذبه!
19 يوليو 2007 02:47
انتهى مؤتمر ''سان كلو'' الباريسي، وعاد المتحاورون إلى بيروت يحملون ذكريات عابرة وصوراً لبرج ايفيل، ومناظر سياحية أخرى، ولكن كل من شارك في هذا اللقاء الذي دام 48 ساعة فقط، واقتصر على ثلاث جلسات عاد بانطباع خاص مفاده أن المبادرة الفرنسية جاءت في الوقت الضائع، ويحاول كل فريق (المعارضة والأكثرية) توظيفها في خانة تمرير الوقت بانتظار الاستحقاقات الكبرى وأبرزها: الحكومة والرئاسة الأولى· ''الاتحاد'' حاولت من خلال عدد من السياسيين اللبنانيين معرفة حقيقة ما أنتجه هذا اللقاء من نجاحات، وهل حقاً ''كسر الجليد''؟ وأسس لحوار جدي على مستوى قيادات الصف الأول برعاية فرنسية مباشرة كما قرر رئيس الديبلوماسية الفرنسية وزير الخارجية ''برنار كوشنير'' في 28 يوليو الجاري، ولكن في بيروت وليس في باريس· ''التكتل الطرابلسي'' لم تكن القنبلة السياسية التي ألقاها النائب محمد كبارة باسم ''التكتل الطرابلسي'' الذي يضم أربعة نواب أعضاء في البرلمان اللبناني إلا واحدة من سلسلة الخطوات التي يرجح لها أن تتواصل في سياق رسم خريطة جديدة في الرقعة السياسية اللبنانية المستمرة منذ ما بعد الانتخابات النيابية عام ،2005 والتي تكوّن عبرها فريق الأكثرية الذي امسك بالسلطة· واتهم هذا الفريق ''التكتل الطرابلسي'' بالانقلاب على حلفائه من خلال حسم ''كبارة'' موقف ''التكتل'' حول امكان لجوء فريق الأكثرية إلى انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب النصف زائد واحد (63+1)، على اعتبار أن هذا النصاب فقدته الأكثرية استناداً إلى تناقض المؤيدين لهذه الخطوة علناً إلى ما دون هذا النصف، وضمناً إلى اقل من ستين نائباً من اصل 128 نائباً يتكون منهم البرلمان اللبناني· والمهم في خطوة ''التكتل'' الذي شارك في مؤتمر ''سان كلو'' بشخص احد أعضائه النائب محمد كبارة هو إفقاد فريق الأكثرية مجموعة أوراقه دفعة واحدة بشكل لا يمكن تعويضه، ومن أبرزها، أن فريق الأكثرية لم يعد ''اكثرياً'' في معركة الرئاسة الأولى، ولم يعد يستطيع فرض مرشحه· بالإضافة إلى خسارة ورقة التلويح بالانتخابات من جانب واحد، إذا رفضت المعارضة القبول بشروط الأكثرية· ''كتلة المستقبل'' أعلن وزير الدولة اللبناني لشؤون البرلمان ''ميشال فرعون'' عضو (كتلة المستقبل) انه لم يحصل أي تجاوب جدي مع طرح فريق الأكثرية حول التوافق على سلة كاملة من رئاسة الجمهورية وحكومة الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن المعارضة بقيت على طرحها الداعي إلى إعطاء الأولوية لتشكيل حكومة وحدة وطنية من دون أن تعطي ضمانات في شأن رئاسة الجمهورية· ووصف أجواء اللقاء الحواري في ''سان كلو'' بالايجابي، مشيراً إلى استعداد الجميع لمواصلة الحوار نظراً لخطورة الأزمة· ''اللقاء الديمقراطي'' ''لم يفشل ولم ينجح'' هذا ما أكده وزير الاتصالات اللبناني ''مروان حمادة''، عضو ''اللقاء الديمقراطي'' حول نتيجة مؤتمر ''سان كلو''، وكان فرصة لتبادل الآراء بشكل صريح جداً، وبعد انقطاع طويل بين الافرقاء· مشيراً إلى انه تم التفاهم على دستور الطائف واستقلال لبنان ورفض التدخل الخارجي وبقي الخلاف حول موضوعي الرئاسة والحكومة''· وأوضح حمادة أن فريق الأكثرية أصر على عودة طاولة الحوار إلى لبنان وان يتم رفع مستواه إلى القيادة ولكن هذا يحتاج إلى زيارة يقوم بها الوزير ''برنار كوشنير'' إلى بيروت لإجراء محادثات مع الأطراف اللبنانية المعنية· في حين ذهب النائب ابراهيم كنعان عضو تكتل ''التغيير والإصلاح'' -وهو احد أركان المعارضة- إلى أبعد من ذلك بقوله: إن لقاء ''سان كلو'' لم يؤد إلى ''كسر الجليد'' بين الأطراف اللبنانية فحسب، بل جرت خروقات أساسية وجدية للحوار، وأصبحنا نتحدث بمشروع ورؤية سياسية تواكب ولاية الرئيس لإعطائه امكانات لإخراج لبنان من أزمته· فرصة للحلحلة أما النائب ''روبير غانم'' (احد صقور فريق 14 مارس) فنوه بالاهتمام الفرنسي بالوضع اللبناني وبمضمون اللقاء الذي عقد في ''سان كلو''، وقال: ''لا يجوز الاتكال على المبادرة الفرنسية رغم أهميتها لأنها بداية أو رافعة لكل اللبنانيين ليحولوا هذه الفرصة إلى إنجاز يصلح لبداية حلحلة شاملة على الصعيد الوطني، وبالتالي إعادة إحياء الحياة المؤسساتية واحترام الدستور والتشاور والتحاور''· وعن موقف تكتل نواب طرابلس (أربعة نواب) حول ضرورة توفير نصاب الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، قال: ''إن لهذا الأمر محاذير وان ما أراد التكتل قوله هو أن الرئيس يجب أن يكون متمتعاً بتأييد اكبر شريحة ممكنة من اللبنانيين كي يستطيع إعادة اللحمة في ما بينهم· على ماذا حصل حزب الله؟ ثمة تساؤلات كثيرة طرحت في بيروت حول الثمن الذي حصل عليه ''حزب الله'' في لقاء ''سان كلو'' وقال عضو كتلة ''الوفاء للمقاومة'' النائب حسين الحاج حسن (ابرز صقور ''حزب الله'' في البرلمان): ''إن مؤتمر سان كلو يبعث على التفاؤل لكنه لا يحل الأزمة إلا بتجاوب اللبنانيين''· وأضاف لـ''الاتحاد'': ''إن المعارضة ذهبت إلى كل المبادرات من باب التجاوب مع المساعي الهادفة إلى الحل، غير أن فريق (14 مارس) ضيع كل الفرص لأنه يعمل في حسابات ضيقة ومن اجل مصلحة الاميركي''· وقال النائب حسن: ''إن المعارضة لن تستعجل بإطلاق موقف حاسم، ولن تكشف عما تريد أن تفعل إلا في الوقت المناسب، مع العلم بأن الوقت بدأ يضيق، وهم (أي الأكثرية) يختلقون الحجج ولا يريدون شراكة وطنية خدمة للاميركيين، وها هم يخسرون معركة الرئاسة بخروج ''التكتل الطرابلسي'' من صفوفهم، والسؤال إلى أين سيصلون بالبلد؟''· ''أمل'' والدفاع عن الدستور أبدى رئيس حركة ''أمل'' رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (يقود المعارضة في المفاوضات) تفاؤلاً حذراً بالمسعى الفرنسي لحل الأزمة اللبنانية، وقال مستشاره السياسي النائب علي حسن خليل: ان لقاء ''سان كلو'' شكل باباً للوصول إلى حل للازمة اللبنانية عبر حوار يؤمن قاعدة ونافذة لاستعادة المسار السياسي والدستوري الصحيح· وأضاف: ''بنفس قدر الانفتاح ومد اليد، سنكون حاسمين في الدفاع عن الميثاق والدستور والقانون، ولن نسمح بالانقلاب عليه خصوصاً في الاستحقاق الرئاسي''· محذراً من تجاوز القواعد الدستورية ولجوء ''الأكثرية'' إلى نصاب النصف زائد واحد، لأن ذلك بمثابة انقلاب يفتح لبنان على المجهول·
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©