الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عاهل البحرين: «التعاون» يواصل مسيرته بالتعامل مع التحديات

عاهل البحرين: «التعاون» يواصل مسيرته بالتعامل مع التحديات
25 ديسمبر 2012
افتتح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين في قصر الصخير في المنامة مساء أمس بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله والوفد المرافق، أعمال القمة الثالثة والثلاثين لقادة وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها المملكة على مدى يومين. وأعرب عاهل البحرين في كلمة بافتتاح القمة عن الأمل في نجاح القمة والخروج بقرارات تكون مصدر قوة وعزة لدول المجلس والأمتين العربية والإسلامية. وقال إن قيام مجلس التعاون الخليجي كان بداية تاريخية أحيت طموحات مواطني دول المجلس نحو غد أفضل موضحا أن المجلس قدم مثالا جديرا للتعاون الناضج والمثمر في العالم العربي الذي يموج بمتغيرات وتقلبات عدة. وقال إن إنشاء المجلس عام 1981 كان إدراكا من القادة الحاليين والمؤسسين له بأهمية التعاون والاتحاد وتقديرا لمقومات القوة والمنعة الكاملة في وحدة الصف وضمان الدفاع عن الأوطان. وأعرب العاهل البحريني عن ثقته بان مجلس التعاون سيواصل مسيرته الناجحة في التعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه دول المجلس، مشيرا إلى أن قمة المنامة تضيف لبنة مباركة لبناء هذا الصرح الشامخ على مدى ثلاثة عقود وللعمل المتواصل لتحقيق تطلعات وآمال أبناء دول المجلس في إيجاد مظلة آمنة. وتقدم الملك حمد بالشكر إلى دول مجلس التعاون على وقوفها إلى جانب البحرين مؤكدا أن “ما نواجهه من مسؤوليات يتطلب العمل المشترك وسياسة موحدة وخططا عملية للتكامل الاقتصادي والدفاعي والأمني تحقيقا للمواطنة الخليجية الكاملة”. ودعا إلى التمسك بالثوابت وتقوية العمل العربي المشترك لبناء مستقبل أفضل للأمة العربية ودعم الحقوق العربية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكد ضرورة إقامة عالم خال من الصراعات ومكافحة الإرهاب والقرصنة والأخذ بمبدأ التعايش والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات معربا عن تطلع دول المجلس إلى قرارات ملموسة تصب في مصلحة المواطنين الخليجيين وتعزز ما تم إنجازه في مختلف المجالات. وقال إن إنجازات مجلس التعاون التي تحققت ستؤدي إلى التكامل والاتحاد متمنيا خروج القمة الخليجية بقرارات تخدم دول المجلس وشعوبها. من جانبه أكد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت أهمية القمة الخليجية، وقال سموه في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة أمس إننا نجتمع في لقاء الخير على أرض مملكة البحرين الشقيقة في ظل استمرار الظروف والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص الأمر الذي يتطلب استمرار تشاورنا ويؤكد على أهمية لقائنا لمراجعة ما تم اتخاذه من خطوات وتدابير لمواجهة تلك الظروف بما يكفل تحصين مجتمعاتنا ويحقق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والازدهار ورغد العيش، فلا تزال أمامنا صيغ عديدة لعملنا المشترك تستوجب منا تحقيق الفاعلية لها وصولا إلى أهدافنا المنشودة وبما يكفل تعزيز مسيرة تعاوننا الخليجي المشترك. وتناول سموه في كلمته المتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم احتفلنا قبل أسابيع بحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة وهو نجاح دبلوماسي مميز حققته عدالة القضية بما يستوجب استغلاله في حث المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للاضطلاع بمسؤولياتهما التاريخية بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة بموجب قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأضاف إن العدوان الهمجي الإسرائيلي الذي وقع على غزة مؤخرا وما خلفه من قتل ودمار يؤكد ما نقوله دائما إن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام ولن تشعر شعوبها بالعدالة دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وإذعان إسرائيل لهذه الحقيقة الجلية. وأضاف سموه إن مما يدعو إلى الأسى والألم أن الجرح السوري لا يزال ينزف وآلة القتل تتواصل لتقضي كل يوم على العشرات من الأشقاء في سوريا فلم ترحم تلك الآلة وهن من هو طاعن في السن أو براءة طفل أو قلة الحيلة لامرأة ثكلى حيث أحالت العمار إلى دمار وأدى تواصل القتل إلى تحطيم آمال وتطلعات أبناء الوطن الواحد في بنائه وتعميره. ومما يضاعف من الأسى والألم أن الدلالات على قرب نهاية هذه المأساة لا زالت بعيدة المنال رغم الجهود الإقليمية والدولية لتتضاعف بذلك معاناة الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج مما يستوجب معه أن يتحرك المجتمع الدولي وبشكل فاعل وسريع لوضع آليات يتحقق من خلالها دعما إنسانيا يخفف من معاناة الأشقاء ويضمد جراحهم. وأعلن الشيخ الكويت انه استجابة لعرض معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون بعقد مؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري أن دولة الكويت قد وافقت على استضافة هذا المؤتمر في نهاية شهر يناير المقبل يتولى تقديم المساعدات الإنسانية مؤكدا إن دعمكم لهذا المؤتمر وإسهامكم في فعالياته سيكون عاملا حاسما في تخفيف المعاناة التي نسعى إلى رفع وطئها عن الشعب السوري الشقيق. وقال إن وحدة المعارضة السورية والتي تحققت مؤخرا بالإعلان عن إنشاء الائتلاف الوطني السوري والذي حصل على مباركة واعتراف إقليمي ودولي واسع يعد خطوة هامة تسهم دون شك في تمكين أبناء الشعب السوري الشقيق من توحيد صفوفه وسعيه إلى تحقيق تطلعاته المشروعة. وأضاف سموه قائلا: نجدد الدعوة إلى الأصدقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للاستجابة إلى دعواتنا لهم بإنهاء القضايا العالقة بين دول المجلس والجمهورية الإسلامية الإيرانية لاسيما قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وموضوع الجرف القاري وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي كما ندعوهم إلى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لتجنيب الشعب الإيراني والمنطقة بكاملها أسباب التوتر وعدم الاستقرار لتنصب الجهود والإمكانات جميعها لتعزز الاستقرار والتنمية في دول المنطقة . وأشار إلى أن القلق الذي انتاب دول المنطقة جراء ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخرا عن الخلل التقني الذي أصاب محطة بوشهر النووية يؤكد أهمية ما ذكرناه سابقا من حتمية تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمعاييرها وشروطها ضمانا لسلامة دول المنطقة وشعوبها من أي أثار إشعاعية محتملة لا سمح الله. وكان سموه قد وجه في بداية كلمته الشكر لمملكة البحرين على كرم الضيافة والإعداد المتميز لهذا اللقاء الذي يأتي متزامنا مع الاحتفالات التي يشهدها أشقاؤنا في كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر بمناسبة أعيادهم الوطنية متمنيا لقياداتها موفور الصحة ولشعوبها الشقيقة كل التقدم والازدهار. وقال سموه في ختام كلمته: إننا لعلى يقين بأن حنكة ودراية جلالته ستشكل إضافة تثري دون شك تعزيز مسيرة التعاون مشيدا بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال ترأسها أعمال دورتنا السابقة والتي أسهمت في تعزيز عملنا الخليجي المشترك وأضافت جهودا مشهودة ومقدرة إلى صرحه الشامخ. بدوره، قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس وفد المملكة إلى القمة الخليجية إننا إذ نتطلع إلى قيام اتحاد قوي متماسك يلبي آمال مواطنينا من خلال استكمال الوحدة الاقتصادية وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة تجنب دولنا الصراعات الإقليمية والدولية وبناء منظومة دفاعية وأخرى أمنية مشتركة لتحقيق الأمن الجماعي لدولنا وبما يحمي مصالحها ومكتسباتها ويحافظ على سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية لنأمل بإذن الله أن تتبنى دولنا الإعلان عن قيام هذا الاتحاد في قمة الرياض. وأضاف في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي تلاها في الجلسة الافتتاحية للقمة إن الأمانة العظيمة التي وضعها المولى عز وجل في أعناقنا تستوجب منا العمل الدؤوب لتحقيق تطلعات شعوبنا .. ولقد كان لقراركم الذي أخذتموه في الدورة الثانية والثلاثين بترحيبكم ومباركتكم لاقتراحنا بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر إن شاء الله أكبر الأثر لدى شعوب دولنا. وقد أكد ذلك تقرير الهيئة المتخصصة الذي تضمن التوصية بالإعلان عن قيام الاتحاد وتحديد أهدافه ووضع تصور للأجهزة اللازمة لقيامه. وأضاف إنه بناء على ذلك قدمت المملكة العربية السعودية مشروعا مقترحا للنظام الأساسي للاتحاد بما يتوافق مع توصيات الهيئة المتخصصة التي نقدر لها ما بذلته من جهود وما توصلت إليه من نتائج بناءة وما قدمته من مقترحات متكاملة ومتوازنة. وكانت الكلمة استهلت بتوجيه الشكر لمملكة البحرين الشقيقة معبرا عن بالغ التقدير لصاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على ما يوليه لهذه القمة من اهتمام ورعاية لإنجاح أعمالها. كما وجه الشكر لأصحاب الجلالة والسمو على مشاعرهم الكريمة التي أبدوها تجاه أخيكم. وقال “لقد كان بودي مشاركتكم في هذا اللقاء الذي ينعقد في ظروف بالغة الدقة تتطلب منا التمعن كثيرا في مسيرتنا الخيرة التي بدأتها دولنا منذ أكثر من واحد وثلاثين عاما ومساءلة أنفسنا بكل صدق وتجرد هل وصلت مسيرتنا إلى ما نتطلع إليه وتتطلع إليه شعوبنا، وأصارحكم القول إن ما تحقق من إنجازات لا يرقى إلى مستوى الآمال والطموحات المعقودة”. وفي وقت لاحق اختتم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال جلستهم الافتتاحية الأولى والتي أتبعوها بجلسة مغلقة. واستعرض القادة خلال الجلسة المغلقة المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة.
المصدر: المنامة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©