الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لماذا يعيش المنتخب الأول في «جلباب» الهزائم؟

لماذا يعيش المنتخب الأول في «جلباب» الهزائم؟
4 ابريل 2009 01:21
أصبحت الخسائر لا تفارق منتخبنا الأول لكرة القدم سواء لعب الفريق تحت ضغوط المباريات الدولية أو حتى بدون ضغوط، فالجميع توقع أن يحقق فوزه الأول في تصفيات كأس العالم على حساب نظيره السعودي في الجولة السابعة من تصفيات آسيا لنهائيات مونديال 2010، خاصة بعدما حول تأخره بهدف إلى تقدم بهدفين، لكن الأخطاء توالت، فخسر اللقاء رغم الأداء الجيد في بعض فترات المباراة، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هي الأسباب وراء ذلك، وهل هي تراكمات الماضي أم ضعف مسابقة الدوري والتي تختلف أرضيتها عن المباريات الدولية سواء من حيث الحضور الجماهيري أو أسلوب اللعب، وهل الأندية هي المسؤولة عن ذلك أم يشاركها اتحاد الكرة واللاعبون وحتى الإعلام والجماهير؟ وفي إطار البحث عن تلك الأسباب التي تؤدي إلى خسارة المنتخب المستمرة استمعنا إلى رأي الخبراء في ذلك، وأيضاً الحلول التي تكفل للمنتخب المضي في الطريق الصحيح حتى يواكب كرة القدم الحديثة. في البداية تحدث الدكتور عبدالله مسفر مساعد مدرب المنتخب الوطني السابق فقال حقيقة أرى لمسابقة الدوري دورا كبيرا في هذا الأمر، لأن اللاعبين لا يتعرضون للضغوط التي تقابلهم في المباريات الدولية خاصة خارج الوطن، فنوعية المسابقة لا تخدم اللاعب، حيث يجب أن نعترف بأنها ليست بمستوى القوة التي نستطيع مقارنتها بالمستوى الدولي عندما يقابل منتخبنا فرقا تحت ضغوط المباريات الدولية، فالمنافسة في دورينا تنحصر بين 3 فرق والبقية «كومبارس»، وبالتالي فاللاعب لا يقابل الفرق القوية في المسابقات المحلية والتي على مستوى الفرق والمنتخبات التي يلاقيها على المستوى الدولي، قد يلعب مباراتين أو ثلاث بمستوى قريب من المستوى الرسمي، أما بقية المباريات، فهي مغلقة وتسير بإيقاع بطيء لا يتناسب مع التطور الذي تعيشه الفرق الأخرى، كما أن لاعبينا لم يتعودوا على اللعب في الدوري بأسلوب الفرق التي تضغط عليك بقوة، وبالتالي تختلف تجاربه المحلية وخبراته عما يواجه على المستوى الدولي، ولو كان الدوري عندنا قويا وفيه منافسة حقيقية وحضور جماهيري كبير لانعكس ذلك على مستوى اللاعبين خاصة الدوليين منهم، فاللاعب الإماراتي لا يتعرض للضغوط التي يتعرض لها اللاعب السعودي مثلاً، كما أن التعويض في المباريات الدولية ليس له مكان مثلما هو الحال في اللقاءات المحلية، كما أن اللاعب عندما لم يتعود أن يسيّر المباريات حسب الظروف التي تحيط بها لأن نوعية المسابقة لم تكسبه هذا الشيء، كما أنه لا يستطيع التركيز الكامل خلال فترات طويلة، وهذا ما حدث في لقاء السعودية، صحيح كان الأداء حماسياً من قبل لاعبينا لأنهم يريدون تغيير الصورة، لكنهم فقدوا التركيز في الأوقات المهمة من المباراة، فجاءت الخسارة لأن المسابقة عندنا لا تضعه تحت الضغوط التي تتطلب منه التركيز العالي لمدة 120 دقيقة مثلاً، كما أن لاعبينا غير متعودين على الإيقاع السريع الذي يمثل عصب الكرة الحديثة، وكذلك التعامل مع الكرات العرضية لأن أغلب فرق الدوري تلعب الكرة القصيرة ناهيك عن المشاكل الفنية الموجودة والتي هي نتاج طرق اللعب. وأضاف: حقيقة أرى أن لاعب الإمارات مظلوم بمسابقاته، وطرق اللعب التي تتبع عندنا في الأندية والتي لا تساعد على تقديم اللاعب للكرة الحديثة التي تخدم المنتخبات الوطنية، فكرة الإمارات البطيئة أضرت كثيراً باللاعب على المستوى الدولي بشكل كبير، فالتكتيكات التي تستخدمها الأندية لا تخدم المنتخب وهناك عوامل أخرى كثيرة. وعن المتهم الرئيسي في هذه القضية يقول الدكتور عبدالله مسفر في اعتقادي أن المسابقة الأساسية من حيث قوتها ونوعيتها وكل شيء مرتبط بها، هي التي تتسبب في المشاكل التي يواجهها لاعب المنتخب عند مواجهته لمنتخبات أخرى يملك لاعبوها السرعة والقوة والتكتيك والجمهور وغير ذلك. وعن الحلول التي يجب تطبيقها لكي تعود للمنتخب هيبته وانتصاراته ويلعب كرة حديثة تواكب الواقع الذي نعيشه قال إن الحل لا يأتي إلا مع تطوير نوع المسابقات ومستوى الأداء عند اللاعبين في الأندية، بمعنى أننا نحتاج إلى أن تقوم الأندية بتغيير سياستها. وتطرق الدكتور مسفر إلى نقطة أخرى مهمة عندما قال إن المدرب الأجنبي في أنديتنا يضطر في غالب الأمر إلى اللعب بالأسلوب التقليدي المتبع لأنه عندما يأخذ طريقة اللعب بأسلوب الكرة الحديثة يتعرض الفريق إلى بعض الخسائر نظراً لعملية التحول هذه تحتاج إلى وقت، وهنا لا تصبر عليه الأندية، وبالتالي يشعر بأنه مطالب بتحقيق نتائج أولاً وعلى حساب أي شيء ولو كان حتى يتعلق بعملية التطوير فيضطر إلى العودة للأسلوب التقليدي، وبالتالي يختفي عنصر المجازفة أو لعب الكرة الحديثة المتطورة، وقد يكون لبعض المدربين العذر في ذلك، لكن يجب أن نعطي المدربين فرصة لكي يعملوا بشكل صحيح ووفق الأسلوب العلمي الذي يساهم في التطوير، فكرة القدم الحديثة ترفع شعار السرعة ثم السرعة ثم السرعة، وهنا يقصد السرعة في كل شيء سواء الحركة أو التمرير أو عند الهجمات المرتدة أو الارتداد للدفاع واستخدام المهارة والتصويب وكل شيء، فالبطء الذي تعيشه كرة الإمارات لم ينقلنا إلى مستوى الفرق المتطورة. لقد دخلنا الآن من بوابة الاحتراف، وبالتالي يجب أن نطور أنفسنا ومستوانا ولابد أن ننتقل إلى مستويات الفرق المحترفة بشكل حقيقي، لذلك مطلوب برامج معدة مسبقاً يلتزم بها المدرب واللاعب ويكون هناك «صرامة» في تنفيذها حتى والتحول لطرق اللعب الحديثة، كما يجب أن نطور مستوى اللاعبين حتى ينتقلوا بالعقلية إلى الفكر الاحترافي الحديث، فنحن نلومهم ونحملهم المسؤولية في الوقت الذي لا نعمل معهم بالأسلوب الصحيح، فالعمل الذي يحدث حالياً يتناسب فقط مع المستوى المحلي!! والدليل على كلامي هذا أنه حتى الفرق التي تشارك في البطولات الآسيوية ورغم وجود لاعبين أجانب إلا أنها لاتزال تعاني من مشاكل في مستوى الأداء، وأنا أدرك تماماً أننا نحتاج إلى وقت لكي نخرج من هذا المستوى إلى العالمي، وهذه مسؤولية يفترض أن يتحمل تبعاتها الجميع لأجل تطوير كرة الإمارات. منذر عبدالله: أغلب الأندية تبحث عن مصالحها على حساب «الأبيض» دبي (الاتحاد) - قال منذر عبدالله المحلل بقناة «أبوظبي الرياضية» ياريت نعرف الأسباب وراء ذلك، لكني أرى أن المسألة لا تتعلق بعملية الضغوط أو غيرها بقدر تعلقها بالامكانات والتنظيم والمسؤوليات بين اتحاد الكرة والأندية، والشيء المهم الآخر الذي يتعلق بقاعدة اختيار لاعبي المنتخب، فعدد اللاعبين لدينا محدود، وبالتالي تعد القاعدة صغيرة ومجال التعويض ليس موجوداً، كما أنه في بعض الأحيان تجد اللاعب الاحتياطي في ناديه أساسياً في المنتخب الوطني، لأن ليس هناك مجال للمنافسة بين اللاعبين على المراكز بشكل كبير، كما أن تركيز مدربي المنتخب ينصب على الأندية التي يسلط عليها الضوء ويتم تجاهل أندية الدرجة الأولى التي تضم لاعبين جيدين سوف يثبتون أنفسهم عندما تتاح لهم الفرصة، بدليل أنه عندما ينتقل مثل هؤلاء اللاعبين إلى أندية المحترفين تجد أغلبهم يبرزون ويتم ضمهم إلى صفوف المنتخب وبالتي يعتبر مثل هؤلاء اللاعبين مظلومين وتلك مهمة الأجهزة الفنية للمنتخبات.. كما أن عملية عدم استقرار الأجهزة الفنية في الأندية يلعب دوراً سلبياً في هذا المجال، وبالتالي يبحث المدربون عن النتائج الوقتية والتي تأتي على حساب اللاعب وبالتالي المنتخب. وأضاف: أن المشكلة تكمن أيضاً في غياب التنسيق بين الأندية واتحاد الكرة بما يخدم المنتخبات الوطنية لدرجة أن بعض الأندية تقف أحياناً عائقاً في هذا الأمر لأنها تبحث عن مصالحها الشخصية على حساب المنتخب الوطني، ولا تريد أن يذهب لاعبوها إلى المنتخب الوطني، وكلنا يعرف أن الدوريات في كل أنحاء العالم ما هي إلا وسيلة يجب أن تصب في صالح المنتخبات الوطنية، وبالتالي تجد سياسات موحدة حتى في طرق اللعب، لكن عندنا كل نادٍ يلعب بطريقته الخاصة وكأنه دولة داخل الدولة!! لابد أن نعمل بطريقة موحدة في التدريب ويجب أن تكون هناك سياسات واضحة تخرج من اتحاد الكرة وتنفذها الأندية لكي تصب في صالح المنتخبات الوطنية. ويقول منذر عبدالله أيضاًعندما نخرج صفر اليدين من كل مسابقة دائماً نكرر هذا الكلام وننساه عندما تأتي مشاركة أخرى، وبالتالي يصبح الأمر مجرد كلام بعيداً عن وجود عمل مبني على استراتيجيات واضحة وأهداف محققة يتم تنفيذها على أرض الواقع. وتطرق منذر عبدالله إلى نقطة أخرى مهمة عندما قال لابد أيضاً أن نعرف حجمنا الحقيقي لأنه في بعض الأحيان يتم تضليل الشارع الرياضي من خلال الأسباب غير الواقعية «فيتوه»، وبالتالي لابد أن نتعامل مع الواقع بحيث نعرف أين موقع قدمنا، لأن كرة القدم ليست مجرد منشآت فقط بل أين العمل على أرض الواقع؟ فالشارع الرياضي أيضاً أصبح يتعامل مع المنتخب الوطني بدون واقعية، فعندما يفوز نرفعهم إلى عنان السماء وعندما يخسر «نخسف» باللاعبين إلى سابع أرض، وحتى الإعلام الرياضي يجب أن يشرح أمور واقعنا الرياضي بكل موضوعية لكي يساهم في وضع الحلول بين أيدي المسؤولين.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©