الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجرد رأي

9 فبراير 2014 23:50
بين العلم.. والوعي كثيراً ما نرى من يتجاوز الإشارة الحمراء، مع أنه يعلم تمام العلم واليقين أنّه فعل مخالف للقانون، وقد يودي بحياته! وكثيراً ما نرى أيضاً من ينطلق مسرعاً بسيارته لا يلوي على شيء، وكأن الأرض ستتوقف دورتها لو أنّه تأخر عن وجهته، وهو يعلم أنه بفعلته هذه ربما ييتّم أطفاله ويرمّل زوجته!. هذان نموذجان من الحياة اليومية يؤكدان أن علمك بالشيء لا يعني وعيك له بالضرورة، إن واحدة من أبرز مشكلاتنا هي غياب الوعي عند الكثير منا، والحقيقة أنّه أمر يستحق الوقوف عنده طويلاً؛ لأنه لا يُحل بتلك البساطة التي يظنها البعض، فليس دائماً يقودك التعليم إلى صناعة الوعي، فأن تكون متعلماً أمر، وأن تكون صاحب وعي أمرٌ آخر تماماً، فكم من أساتذة وأصحاب شهادات عليا جروا خلف مخططات أعدائهم ليسقطوا بلدانهم بلا وعيهم!.. ولئن كنت تستغرب كيف يستوي ذلك العلم الذي يحملونه وتلك القناعات التي يؤمنون بها. إنّ الشهادات لا تصنع دوماً شخصاً واعياً وبصيراً بمجريات الأمور، وربما تجد من بالكاد أكمل تعليمه الثانوي، لكنه قد يرى الأمور بطريقة أوضح من شخص حاصل على الدكتوراه!!. واحدة من مشكلاتنا المرتبطة بالوعي، هي أننا نضخّم بعض الحاصلين على الشهادات العليا، وكأن الفرد منهم بحرٌ من العلوم والفهم منقطع النظير، وأنه يفقه ما لا يفقهه الآخرون، وأنه خير من يعي مجريات الأمور، ليديرنا بعد ذلك كما شاء ويحركنا حسب أجنداته الخفية!. والمتابع لعالمنا العربي في الآونة الأخيرة على سبيل المثال، وفي ظل عواصف الفتن التي تمر بالمنطقة، سيلاحظ أن الكثير من البسطاء في عالمنا العربي يثقون بكلام بعض المنظّرين وأدعياء الفهم، ظناً منهم أن هؤلاء أدرى بمصالحهم، ولعل في مُنظّري ما يسمى بالربيع العربي خير مثال على ذلك، إنّ كل ما فعلوه هو أنهم أوردوا البسطاء وبلدانهم المهالك! كل ما أردت الإشارة إليه هو أن الوعي هو الفيصل في تقييم قراءة الأشخاص لما حولهم وليس شهادته التعليمية، فكم من متعلم ذي سلوك لا يتماشى مع ما تعلمه، أما الوعي فلا يصنع إلا سلوكاً قويماً وشخصاً راشدا . علي الشامسي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©