الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وينتر ··· ناقوس خطر منسي في دارفور

18 يوليو 2007 02:46
يوماً ما سيزور أحد الرؤساء الأميركيين متحفاً سيرصد فظاعات دارفور، ويقول العبارة المعتادة: ''يا ليتنا كنا نعلم''· ولكنه عذر باطل، لأن ثمة داخل إدارة بوش من حذر مما يجري داخل الإقليم· إنه ''روجر وينتر، الذي عينه الرئيس بوش في 2001 في منصب رفيع في ''الوكالة الأميركية للتنمية الدولية''، والذي سعى سعياً حثيثا إلى دق ناقوس الخطر - غير أنه لا حياة لمن تنادي! فإذا كان ثمة بطل في حكومة الولايات المتحدة بخصوص الموقــف من دارفــور، فهـــو ''وينتر''· غير أن إحباطاتـــه كانــت كثيرة، ولعل أولها ذاك الذي أصيب به إثر تجربة مماثلة مع إدارة كلينتـــون في ،1994 حين كـــان يدير منظمـــة للاجئين وحــاول جاهدا حث المسؤولين على التحرك لوقف المذبحة الرواندية· وللتعبير عن غضبه من عدم تحرك ''بيل كلينتون'' خلال المذبحة الرواندية، انسحب ''وينتر'' من الحزب ''الديمقراطي''، وانضم إلى الحزب ''الجمهوري''· في مايو ،2003 وقبل أن تلاحظ ذلك أي صحيفة بوقت طويل، حذر ''وينتر'' في شهادة أدلى بها أمام الكونجرس من أن العنف آخذ في الانتشار في دارفور· وفي نوفمبر ،2003 بعثت السفارة الأميركية في الخرطوم برسالة إلى واشنطن تحذر فيها من أن ''الوضع في دارفور خطير'' وأن ''التطهير العرقي جارٍ''· وبالرغم من ذلك، فإن واشنطن لم تعر الأمر كبير اهتمام؛ إذ يبدو أن مسؤولي وزارة الخارجية كانوا يخشون أن يؤدي اللغط حول دارفور إلى عرقلة الاتفاق بين الشمال والجنوب في السودان، الذي شكل إنجازا مهدى لإدارة بوش· ولذلك، قرروا غض الطرف، بل إن وزارة الخارجية غضبت عندما أفرجت ''وكالة التنمية الدولية'' عن صور بالأقمار الاصطناعية تظهر القرى التي أُحرقت في دارفور· قبل الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس، رفع ''وينتر'' ملاحظاته إلى وزارة الخارجية من أجل فحصها وتقييمها· غير أنه من فرط إحباطه من الوزارة، قرر في الأخير استعمال ملاحظات مرتجلة لم تخضع للرقابة للحديث حول الفظاعات في دارفور· وعندما أغلقت القوات السودانية إحدى الطرق أمام المنظمات الإنسانية، دعا ''وينتر'' هذه الأخيرة إلى الانضمام إلى قافلته وحرص على تأمين وصول المساعدات· ويقول إنه كان ينزعج كثيراً جراء الإحساس بأن بوش يرغب في القيام بالأمر الصحيح بخصوص موضوع دارفور، ورؤية إدارته، بالمقابل، مستسلمة أمام القتل الجماعي· لاحقاً، عمل ''وينتر'' مبعوثاً من وزارة الخارجية لدارفور، ولكنه أصيب بالاحباطات نفسها في الوزارة، فتقاعد العام الماضي· دعا ''وينتر'' -ومايزال يدعو- إلى فرض منطقة حظر طيران في دارفور· غير أن المنظمات الإنسانية لا تخفي قلقها من أن يُعرض مثل هذا الحظر جهودها للخطر· ولكنني أعتقد أن ''وينتر''، الذي لديه تجربة طولها 26 عاماً في السودان، مصيب حين اعتبر أن فرض منطقة حظر طيران هي أفضل وسيلة لتغيير موقف المسؤولين السودانيين وحملهم على التفاوض بجدية بخصوص اتفاق سلام في دارفور· يقول ''وينتر'': ''ما فعلناه عبر طريقة معالجتنا لدارفور هو أننا أظهرنا للخرطوم في بعض الحالات أننا نمر من دون أسنان''، مضيفاً ''ذلك أنه مهما كانت قوة الكلمات التي نستعملها، فإننا لا نفعل شيئاً· ثم إذا تحركنا وفعلنا شيئاً، فإن الأشرار في الخرطوم يجدونه محتملاً ومقبولاً''· الواقع أن ''وينتر'' يقدر بوش لأنه دفع باتجاه سلام بين الشمال والجنوب، ولكنه يخشى أن تكون الإدارة بصدد الممطالة وتضييع الوقت ويقول ''ما وصلنا إليه في السودان هو مأساة حقيقية''· كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©