خير جليس

رغم انتشار شبكة الإنترنت على مستوى كبير لم تخل منه المنازل والمكاتب والمحال وغيرها، وتوفيرها للناس العديد من المواضيع المختلفة والمتنوعة بكل سهولة ويُسر وبضغطة زر، إلا أن الناس لم يستغنوا عن صديقهم ورفيق دربهم في كل الأوقات وخير جليس وأنيس لهم وهو الكتاب الذي تقام له المعارض المختلفة وعلى مستويات واسعة تضم بين جنباتها الإصدارات الجديدة وفي مجالات متنوعة· فهذا معرض أبوظبي للكتاب، التجمع الثقافي الكبير الذي يلتقي في رحابه رواد الكتابة والإبداع من كافة الدول، خير دليل على دعم مسيرة الثقافة، وذلك لأهمية الكتاب والقراءة، ولأنه لا غنى عنه في أي زمان ومكان، فالقراءة وسيلة لتحصيل العلم بمختلف جوانبه ومعطياته، كما أنها وسيلة لتوسيع المدارك والقدرات، لأن المرء يقرأ في اللغة وفي الأدب والتفسير والفقه والعقيدة، ويقرأ في علوم المقاصد وعلوم الوسائل، ويقرأ في ما ألف قديماً وألف حديثاً، وهي أيضاًوسيلة لاستثمار الوقت، والمرء محاسب على وقته ومسؤول عنه، فالشباب يتساءلون كثيراً عما يقضون فيه أوقاتهم، ولا يزال الفراغ يمثل هاجساً أمامهم يبحثون فيه عما يقضون به أوقاتهم، متناسين الكتاب وفوائده في قضاء وقت الفراغ· إن قراءة الكتب تعود الإنسان على البحث والتقصي وإيجاد الحلول للمشكلات المختلفة، كما أنها وسيلة للإفادة من تجارب الآخرين، فحينما تعتاد قراءة الكتاب تعطي لفكرك امتداداً واسعاً على مدى الزمن لا ينتهي·· وأخيراً هي وسيلة تربوية، لذا اهتمت إمارة أبوظبي بشكل خاص بإقامة تلك المعارض التي تضم الكتب وبكافة اللغات ومن مختلف الدول لتزيد من قدرة الناس على القراءة وتعويدهم على الاطلاع· فالشكر الجزيل للقائمين عليه· حمدة الكعبي