صلاحيات

نتفهم الحرص على الجنس اللطيف، ونؤمن بضرورة أن تخصص للأخوات الفاضلات أماكن خاصة في وسائل النقل، وذلك بهدف حمايتهن من إزعاج البعض، ممن لا يتمتعون بالحصافة الكافية التي تجعلهم يتعاملون مع المرأة، ولو كانت عابرة سبيل، بوصفها أختاً كريمة لها عليهم حق الحماية والرعاية. نفهم هذا الأمر، خاصة أنَّ لجميعنا أخوات وزوجات قد تدعوهن الحاجة أحياناً لاستخدام المواصلات العمومية، ويهمنا أن نطمئن عليهن خلال رحلاتهن تلك، فيكن بمأمن من أي إزعاج أو إحراج.. كل ما سبق صحيح لا غبار عليه، لكنَّه لا يتسق مع بعض السلوكيات التي يمارسها بعض سائقي الباصات العاملة في وسط مدينة أبوظبي، لجهة إصرارهم على تحويل القسم الأمامي من الباص إلى منطقة محظورة على الذكور، حتى يكاد الرجل الذي يضطر لعبور تلك المنطقة أن يفعل ذلك بسرعة مربكة، كما لو أنّه يرتكب خطأ يصعب غفرانه. يحتاج أحدنا أحياناً لأن يصعد الباص من بابه الأمامي، وسرعان ما يجد السائق يدعوه بنظرات غاضبة ومتهمة لأخذ مكانه في مؤخرة المركبة، يحصل هذا حتى عندما تكون المنطقة المخصصة للإناث غير مكتملة العدد، يحصل لأنَّ السائق يريد له أن يحصل، وليس لكون الرجل السيء الحظ قد ارتكب ما يمكن اعتباره عدواناً على المنطقة المحظورة.. يجد واحدنا نفسه متهماً دون سبب، ومشكوكاً بأمره في غياب التبريرات المنطقية التي تشرع مثل هذا الأمر.. الموقف باختصار يوافق مواقف كثيرة مشابهة له، وهو عبارة عن سوء استخدام للصلاحيات الممنوحة، وكأنَّ الغاية الرئيسية من تلك الصلاحيات أن تذل الخاضعين لها ليس إلا.. كرم السيد ننشر مقالات القراء التي نستقبلها على هذا «الاميل» dunia@admedia.ae بدءاً من العدد المقبل ولمدة أسبوع ستخصص هذه الزاوية لمشاكل النقل والمواصلات والازدحام نرجو من قرائنا الكرام موافاتنا بما لديهم في هذا السياق.