الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا تراجعت حملة ماكين' الرئاسية؟

17 يوليو 2007 01:44
هل أصبح ممكناً للسيناتور ''جون ماكين''، أن يستعيد حلم ترشحه الرئاسي؟ ذلك هو ما يراه مؤيدوه الموالون له على الأقل· والسبب الوحيد الذي أتاح له هذه العودة في نظرهم، تخلصه أخيراً من مستشاره السياسي ومدير حملته الانتخابية، خلال الأسبوع الحالي· وبالنتيجة، فقد أصبحت أمامه فرصة العودة إلى حلبة التنافس الرئاسي الانتخابي، مهما ظلت هذه الفرصة نظرية للغاية وأبعد ما تكون عن التحقق· ومن أهم ما أثير من اتهامات بحق ''تيري نيلسون''، مدير حملته الانتخابية، الذي جرى تسريحه للتو، هو تجاوزه لإجراءات جمع الأموال اللازمة للحملة، وكذلك الأخطاء التي نسبت له في إنفاق أموالها· وبلغة الأرقام، فقد تم جمع 44 مليون دولار لصالح الحملة، أنفقت منها 42 مليوناً· وعلى الرغم من أن الأخطاء التي نسبت إلى مستشاره السياسي، ''جون ويفر''، الذي يعد المخطط الاستراتيجي الرئيسي لحملته، تظل غير محددة وقاطعة على نحو الاتهامات الموجهة إلى مدير الحملة، إلا أنها تعد أكثر فداحة وضرراً من الأخطاء المالية· ذلك أن وجوده كان ثقيل الظل ومعيقاً لحملة يتولى هو التخطيط لها، في حين يفتقر عملياً إلى الحماس اللازم لها· ومهما يكن، فإنه يصعب رد ذلك التراجع الذي شهدته حملة ''ماكين''، إلى الأخطاء المنسوبة لهذين المستشارين وحدهما· بل الحق أن السيناتور نفسه، تساءل ذات مرة أثناء حملته الأخيرة، عما إذا سيتمكن من استعادة أمجاد حملته الانتخابية السابقة في عام 2000 أم لا؟ ويعود سحر تلك الحملة وبريقها في الأساس، إلى تمرده ومفارقته للمواقف الرسمية المعلنة من قبل حزبه ''الجمهوري''· واليوم، وبحلول هذا العام، فها هو ''ماكين'' يعود إلى حظيرة ذلك الحزب ويعلن عن إذعانه له· والذي حدث من أمر هذا التدهور المريع لمكانة ''ماكين'' في الحملة الانتخابية الرئاسية الجارية الآن، أن ترتيبه جاء الخامس في استطلاعات الرأي العام التي أجرتها لجان الحزب الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، في 30 يونيو المنصرم· وقد فسرت الأوساط السياسية ذلك التدهور، بما وصف بأنه أخطاء تكتيكية· وكان مدير حملته تيري نيلسون -الذي كان أحد الناشطين الرئيسيين في حملة إعادة انتخاب الرئيس بوش في عام 2004- قد رشح ''جون ماكين'' لخوض المنافسات الرئاسية القومية، على طراز حملة ''بوب دول'' وبوش الأب والابن معاً· ومما يعرف عن هذا النوع من الحملات، أنها تستنزف مبالغ طائلة من الأموال، وهو ما حذر منه بعض أصدقاء ''ماكين'' المراقبين من خارج الحملة· ولذلك فقد سبق التنبؤ بتعرض حملته لعثرة مالية· وبالفعل فقد نضب المعين المالي لهذه الحملة، خاصة بعد أن أخفقت رعايته لمشروع تشريعي يقضي بإصلاح قوانين، في استقطاب المأمول من المساهمات المالية· أما التأثير السلبي لمستشاره السياسي ''ويفر''، فهو ما يصعب تحديده بالفعل· فعلى رغم مرارة التنافس الحاد بينه وبين ''كارل روف''، المستشار والمهندس الانتخابي لحملة الرئيس بوش، إلا أن تغيراً قد طرأ على موقف ''ويفر''، خاصة بعد تعاونه في لجنة انتخابات الكونجرس التي قادها الحزب ''الديمقراطي''، وكذلك تعاونه في حملة ''ويسلي كلارك''، المرشح الرئاسي عن الحزب ''الديمقراطي''، وعلى إثر عودته إلى ''ماكين''، لقيادة حملته الثامنة هذه، فقد بسط نفوذه التام عليها، بينما احتفظ بمرارات عداءاته القديمة مع بعض ناشطي الحملة أنفسهم· من ذلك على سبيل المثال، تفرغ ''ريك ديفيز''، الخبير السياسي المعروف بقدراته في قيادة العمل الانتخابي، للعمل بدوام كامل لصالح حملة ''ماكين''، ليجد نفسه مشلولاً وغير قادر على فعل شيء يذكر فيها، بسبب استبعاد ''جون ويفر'' له وتحجيم دوره· لكن وعلى إثر زيارة ''ماكين'' الرابعة للعراق، وهي الزيارة التي قام بها خلال شهر يوليو الجاري، كان قد عاد بقرار طرد كل من ''نيلسون'' و''ويفر''· ولكن السؤال: هل تفلح حملته هذه، وهو لا يزال يتمسك بدفاعه الحماسي عن حرب تتسع دائرة معارضتها كل يوم؟ وهل يساعده موقفه كذلك من جملة قضايا أخرى، منها التغير المناخي وأبحاث الخلايا الجذعية وغيرها؟! كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©