السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المضاربات والمخاوف تقفز بأسعار النفط فوق 78 دولاراً للبرميل

16 يوليو 2007 23:54
تجاوز سعر برميل النفط (برنت) عتبة 78 دولارا في لندن عندما سجل 78,38 دولارا، وهو أعلى مستوى له منذ التاسع من أغسطس 2006 مدفوعا بمضاربات صناديق الاستثمار والمخاوف المرتبطة بإمدادات البنزين في الولايات المتحدة والأوضاع الجيوسياسية· وفي نيويورك، لامس سعر برميل النفط الخفيف تسليم أعلى سعر له ايضا منذ الحادي عشر من أغسطس 2006 ليصل إلى 74,35 دولار· وبلغ سعر البرميل في سوق نيويورك لفترة التسليم نفسها 74,37 دولار بزيادة 44 سنتا· وفي الوقت الذي تلامس فيه أسعار النفط مستوياتها القياسية التاريخية، قالت ''أوبك'' إن الطلب العالمي على النفط في عام 2008 سيشهد نموا معتدلا في حين ستزيد الإمدادات من المنتجين المنافسين ما يخفض الطلب على نفط المنظمة· وأرجع سعادة خادم القبيسي، العضو المنتدب لشركة الاستثمارات البترولية الدولية ''إيبيك''، استمرار ارتفاع أسعار النفط إلى المضاربات في الأسواق العالمية خصوصا الاميركية، قائلاً إنها تأتي في مقدمة الأسباب التي دفعت الأسعار إلى هذا المستوى من الارتفاع· وقال القبيسي في تصريحات لـ''الاتحاد'': إن الأسعار تشهد تصاعدا بسبب الأوضاع الجيوسياسية التي تسود المنطقة، خصوصا أنها تعد اكبر مناطق إنتاج وتصدير النفط عالميا، واصفاً الطلب العالمي على المنتجات البترولية في العالم بأنه ''جيد''، مشيرا في الوقت نفسه إلى عدم وجود نقص في المعروض النفطي· وحول توقعاته بشأن إمكانية استمرار الارتفاع الحالي في الأسعار، قال القبيسي: إن أسعار النفط ارتفعت بشكل كبير في الفترة الماضية الأمر الذي يشير إلى استقرارها خلال الفترة المقبلة· من جانبه، قال توبين غوري المحلل في ''كومنولث بنك اوف استراليا'' في سيدني ''نتجه نحو اوج الطلب الصيفي، ويبدو أن الطلب قوي جدا·· ومن الممكن أيضا أن ترتفع الأسعار أكثر''· ويؤكد التقييم الذي جاء في التقرير الشهري لاوبك عن سوق النفط وجهة نظر المنظمة القائلة بان إمدادات النفط الخام وفيرة وان ارتفاع أسعار النفط مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق يعكس قيود طاقة المصافي وعوامل أخرى خارج سيطرتها· وقال تقرير اوبك: ''إن توقعات سوق النفط في 2008 تبدو مماثلة إلى حد كبير للعام الحالي مع استمرار نقص العرض عن الطلب في قطاع التكرير مما يدعم أسعار النفط المرتفعة كما يفرض التوقف المتكرر للمصافي عن العمل مزيدا من الضغوط الصعودية رغم الحالة الجيدة لسوق النفط الخام·'' وقالت اوبك إن الطلب العالمي على النفط في عام 2008 سيزيد بواقع 1,34 مليون برميل يوميا أو ما يوازي 1,6 بالمئة وهو ما يمثل تباطؤا بسبب عوامل من بينها ترشيد استهلاك الطاقة واستخدام أنواع أخرى من الوقود· وأضافت: ''ارتفاع تكاليف الطاقة بما في ذلك زيادة الضرائب فضلا عن تدابير ترشيد الاستهلاك وتحسن الكفاءة واستخدام أنواع بديلة من الوقود من العوامل الرئيسية التي ستؤدي إلى اعتدال نمو الطلب على النفط العام القادم·'' وتقترب توقعات أوبك للعام 2008 من تقديرها لنمو الطلب 1,3 مليون برميل يوميا في 2007 وهو رقم لم يتغير كثيرا عن التقدير السابق ويقل كثيرا عن بعض التوقعات للعام القادم· وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة لست وعشرين بلدا صناعيا في تقريرها الشهري يوم الجمعة الماضي إن الطلب سينمو بمقدار 2,2 مليون برميل يوميا في ·2008 وتقول أوبك: إن الاختناقات بقطاع التكرير والمضاربة والتوتر السياسي هي التي دفعت الأسعار للارتفاع لا نقص المعروض من الخام· وحثت وكالة الطاقة الدولية اوبك مرارا على ضخ المزيد من النفط لخفض الأسعار وهو ما ترفضه اوبك· وتجتمع المنظمة التي تضم 12 عضوا في 11 سبتمبر المقبل لتحديد سياسة الامدادات· وقدرت اوبك الطلب في عام 2008 على نفطها بواقع 30,71 مليون برميل يوميا انخفاضا من 30,78 مليون برميل يوميا هذا العام لأسباب من بينها ارتفاع الامدادات من خارج المنظمة والمعروض من انواع الوقود المختلفة مثل الوقود الحيوي· ورفعت اوبك في تقرير يوليو الطلب المتوقع على نفطها في عام 2007 عن التقدير الوارد في تقرير الشهر السابق وهو 30,56 مليون برميل يوميا في ضوء عوامل من بينها تراجع الامدادات عن المتوقع من منتجين مستقلين مثل بريطانيا والنرويج· كما أن اوبك أكثر تشاؤما من وكالة الطاقة الدولية بشأن توسع المصافي النفطية في العالم العام القادم· وتتوقع المنظمة نمو الطاقة التكريرية بواقع مليون برميل يوميا بما يقل عن معدل نمو الطلب في أدنى تقديراته· وقال التقرير إن الاستهلاك العالمي قد يشهد زيادة كيبرة تصل الى 1,45 مليون برميل يوميا أو صغيرة لا تتجاوز 1,2 مليون برميل يوميا في عام 2008 ويتوقف ذلك على عوامل غير مؤكدة مثل الطلب الهندي واحتمالات مجيء فصل شتاء دافئ للغاية· واتفقت أوبك التي تضخ أكثر من ثلث إنتاج العالم من النفط العام الماضي على خفض الإنتاج 1,7 مليون برميل يوميا وأظهر تقرير اليوم الاثنين أن الأعضاء يكبحون المعروض· وقال التقرير نقلا عن بيانات من مصادر ثانوية إن أعضاء أوبك العشرة المقيدين باتفاقات خفض الإنتاج ضخوا 26,381 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران نزولا من 26,403 مليون برميل يوميا في مايو أيار· ولا يخضع العراق وأنجولا لتلك الترتيبات· إلى ذلك، قال مسؤول إيراني: إن أي زيادة في انتاج اوبك ستعزز مخزونات النفط العالمية ولن تدفع الأسعار نحو الهبوط· وقال محمد علي خطيبي نائب مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الايرانية الوطنية إن السوق بحاجة لطاقة تكريرية وهو قطاع يتطلب مزيدا من الاستثمارات ولا تنقصها إمدادات النفط الخام· كما كرر خطيبي ما قاله الشهر الماضي من أن الأسعار قد تصل إلى 80 دولارا للبرميل وإن كان لم يحدد نوع الخام· وقال في تصريحات نشرتها صحيفة ''ابرار اقتصادي'' أمس ''اذا حدثت زيادة في امدادات نفط اوبك فان هذه الزيادة ستعزز فقط مخزونات النفط الخام نظرا لقيود طاقة المصافي وبالتالي لن تساعد عمليا في توفير البنزين والوقود·''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©