الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد لا يزور سكان مخيمات منكوبي الزلزال في هايتي

24 ديسمبر 2012
بيتيون-فيل، هايتي (أ ف ب) - هنا لا تتغير الزينة، ولا يمر العيد.. هكذا تعبر إحدى المقيمات في مخيم للنازحين في هايتي عن شعورها مع اقتراب عيد الميلاد، بعد ثلاث سنوات من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد. وتسمع في أرجاء مخيمات النازحين أصوات سيارات المواكب الرسمية عابرة بالقرب منها ومطلقة صافراتها، غير عابئة على ما يبدو بالوضع المزري في هذه الأحياء التي يقيم فيها المنكوبون من الزلزال، على مقربة من حي يضم أفخر الفنادق في هايتي. ففي مخيم “أكرا 2” تقيم حوالي 400 عائلة، أي حوالي ألفي شخص، من دون كهرباء ولا ماء جارية. وتقول تيتيلما شيريفال (54 عاما)، المقيمة مع أولادها الثلاثة في خيمة، “لا شجرة ميلاد هنا ولا زينة، ولا هدايا منتظرة للأطفال”. وتقول نازحة أخرى تدعى جوسلين “علاوة على ذلك، لا يوجد طعام أيضاً، ولا أي نوع من أنواع الخدمات، أنظروا إلى أطفالي الثلاثة، إنهم لا يعرفون ماذا يعني عيد الميلاد”. سنوات ثلاث مرت على الزلزال العنيف الذي ضرب في يناير من العام 2010 هايتي، وأسفر عن 200 ألف قتيل، وأكثر من مليون مشرد. وما زال أكثر من 360 ألف شخص يعيشون في خيام، بحسب التقديرات الأخيرة لمنظمة الهجرة الدولية. ويقول فرتزنر دوسوس (32 عاماً)، المشرف على حماية المخيم الذي يتعرض أحياناً لهجمات ليلية من مجهولين، “لا أحد يعمل هنا، الناس يعيشون حالة من البؤس، نحن أموات ولا ننتظر سوى دفننا”. ويضيف “نحن نقيم في أرض ملكيتها خاصة، وأصحاب الأرض يرغبون في طردنا من أملاكهم”. ويقول رجل من المقيمين في المخيم “نحن موجودون على الطريق التي يسلكها الرئيس، إنه يمر من هنا كل يوم لكنه لا يلتفت إلينا”. ويضيف “أثناء الانتخابات الرئاسية، زارنا المرشح ميشال مارتيلي، ولم نره بعد ذلك، نحن نأسف لهذا السلوك، لكننا نحبه على الرغم من ذلك”. وينتشر في أرجاء المخيم عدد كبير من الأطفال نصف عراة، حفاة القدمين، يدوسون على الوحل، ويتمشون بين الخيم، ويلعبون بما يلتقطونه من زجاجات فارغة وأشياء مماثلة. وتقول نيلا اونورا (20 عاماً) “هؤلاء الأطفال لا يذهبون الى المدرسة، ومنهم من ولد هنا أساساً ولا يعرف سوى هذا المكان، ولن يكون العيد بالنسبة لهم يوماً مختلفاً عما سواه”. وتخلص تيتلما إلى القول “العيد الحقيقي سيكون يوم خروجنا من هنا، وعودتنا إلى حياتنا في منزل عادي.. لكن الأمل في تحقيق ذلك ضئيل.. فليس لنا إلا الله أو الموت”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©