الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الزياني: قمة المنامة تناقش الأزمة السورية وتدخلات طهران في شؤون دول المجلس

24 ديسمبر 2012
المنامة (بنا) - أكد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون أهمية انعقاد الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية “في هذه الظروف الإقليمية الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة”. وقال في حوار خاص مع تلفزيون البحرين إن قمة المنامة ستناقش كافة القضايا الراهنة في المنطقة، كالأزمة السورية ودعم الشعب السوري وتحقيق تطلعاته، ودعم اليمن للخروج من أزمته والتدخلات الإيرانية والقضايا الأخرى. وأضاف الدكتور الزياني أنه في المجالات الدفاعية ستناقش القمة أمورا كثيرة لتطوير العمل الدفاعي والعمل الأمني المشترك واعتماد الاتفاقية الأمنية وكذلك بحث موضوع الأمن المائي والربط المائي بين دول المجلس، كما سيتم اعتماد العديد من الأنظمة من أجل تقريب وتوحيد التشريعات الخليجية، وكذلك الاطلاع على تقرير عمل الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة وما تم تحقيقه حتى الآن والمعوقات والعمل على تذليلها بالإضافة إلى الاهتمام بالإنسان الخليجي. كما أكد الزياني حرص أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون على دعم المواطن الخليجي والتواصل معه، واتخاذ القرارات التي تخدم نمو وازدهار واستقرار وأمن المنطقة وبالذات المواطن الخليجي، وقال إن هذا ما لمسه خلال جولته في دول المجلس والتشرف بمقابلة أصحاب الجلالة والسمو للإعداد لجدول أعمال القمة. وقال إن التفاف شعوب دول المجلس حول قادتها هو الدافع والقوة للاستمرار بالعمل المشترك وتحقيق النتائج، وإن ما تم تحقيقه حتى الآن هو مصدر فخر واعتزاز بهذه المسيرة المباركة. وفي رده على سؤال حول موضوع الاتحاد الخليجي وما إذا كان مطروحا على قمة المنامة، قال الدكتور الزياني إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اطلق المبادرة في قمة الرياض، وكانت للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد وإن أصحاب الجلالة والسمو رحبوا وباركوا هذه المبادرة وشكلوا هيئة مختصة من ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسة مرئيات الدول وتداول الموضوع، حيث قدمت الهيئة تقريرها إلى المجلس الأعلى الذي كلف بدوره المجلس الوزاري بدراسة تلك المرئيات، وكذلك التشاور فيما بين الدول ورفع ما يتم التوصل إليه من مرئيات ونتائج للمشاورات إلى قمة خليجية تعقد خاصة لهذا الموضوع في مدينة الرياض، موضحا أنه لم يتم تحديد الوقت وان المشاورات مازالت مستمرة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الفقرة والهدف الذي أشار إليه خادم الحرمين في خطابه الشهير في القمة كانت المادة الرابعة من النظام الأساسي، وهي تحقيق التنسيق والتكامل والترابط الشامل فيما بين الدول الأعضاء في كافة المجالات وصولا إلى وحدتها، منوها ببعد نظر مؤسسي مجلس التعاون وهو التدرج والنمو والارتقاء وتحقيق العناصر الثلاثة الرئيسية المذكورة وصولا إلى الوحدة الخليجية. وشدد على أن لدى دول مجلس التعاون استراتيجية تعمل وفق نهج مدروس وأن رؤية أصحاب الجلالة والسمو تتلخص في العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وسلامة وازدهار دول المجلس وشعوبها الشقيقة، ونحن ننطلق لتحقيق هذه الرؤية من خلال خمسة أهداف استراتيجية واضحة ونعمل عليها في نفس الوقت. وقال إن الهدف الأول هو تحقيق الحماية لدول المجلس وشعوبها من خلال الدفاع والأمن، والاستعداد للتعامل مع كافة التهديدات والمخاطر التي تواجه المنطقة مشيرا إلى الاتفاقية الدفاعية المشتركة والاتفاقية الأمنية التي قال إن أصحاب الجلالة والسمو سيعتمدونها في قمة المنامة، وكذلك اتفاقية مكافحة الإرهاب والعمل على تطوير قوات درع الجزيرة وتطوير القيادة والسيطرة والاتصالات لمنظومة درع قوات الجزيرة، وأيضا الجهد الجوي والبحري والتنسيق بين وزارات الداخلية وقوات الأمن العام لرفع الكفاءة. وتحدث الأمين العام عن المحور الثاني وهو المحافظة على النمو الاقتصادي مشيرا إلى الاتفاقية الاقتصادية التي شكلت المنطقة الحرة عام 1983، حيث كانت التجارة البينية بين دول مجلس التعاون منذ عام 84 حوالي ستة مليارات دولار في السنة، وانتقلت عملية النمو الاقتصادي من خلال فتح مركز للتحكيم التجاري ومن ثم كان الاتحاد الجمركي عام 2003، موضحا أنه منذ عام 84 إلى 2002 ارتفعت التجارة البينية من ستة مليارات دولار إلى خمسة عشر مليار دولار، حيث الفارق عشرة مليارات دولار خلال تلك الفترة. وتطرق إلى إقامة السوق المشتركة في عام 2007 للمحافظة وإفساح المجال لمزيد من التجارة البينية والحركة التجارية، وقال إنه بفضل هذه المنظومة الاقتصادية وصلنا في عام 2011 إلى خمسة وثمانين مليار دولار في السنة في مجال التجارة البينية، بعد أن كانت النسبة ستة مليارات دولار. وقال إن المحور الثالث هو التنمية البشرية وإن المواطن الخليجي هو محورها وأداتها، وأكد حرص أصحاب الجلالة والسمو على خدمة المواطن الخليجي وتوفير الأمن الشامل له سواء الأمن الغذائي أو الصحي أو المائي أو التعليمي، وكذلك الارتقاء بالخدمات المقدمة في مجال التعليم بحيث نصل إلى مستوى الابتكار لدى المواطن الخليجي ليكون قادرا على صنع العمل بدلا من البحث عنه. أما الهدف الرابع فهو القدرة على التعامل مع الأزمات والخروج منها بأقل الخسائر، مشيرا الدكتور الزياني إلى أن دول مجلس التعاون خرجت بسلام من الأزمة المالية العالمية بفضل تكاتفها وتعاونها. موضحا أنه للتعامل مع الأزمات فإن دول المجلس بصدد إنشاء مركز للطوارئ في دولة الكويت ومركز لرصد التلوث الإشعاعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعمل سجل إقليمي للمخاطر وكيفية الاستعداد لها وخطط الطوارئ. وأضاف أن المحور الخامس هو تعزيز المكانة الدولية لدول المجلس إقليميا ودوليا. وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالمواقف الموحدة لدول مجلس التعاون، فيما يتعلق بالقضايا السياسية منوها بأن العالم يشهد بتكاتف ومواقف دول المجلس الموحدة، مشيرا إلى المبادرة الخليجية بشأن اليمن ودعم ومساندة اليمن للخروج من أزمته والموقف الموحد من الأزمة السورية. وحول العلاقة مع إيران قال الدكتور الزياني إن موقف دول مجلس التعاون من الجزر الإماراتية هو موقف واحد وهو رفض الاحتلال والمطالبة بمعالجة الموضوع بالطرق السلمية والعودة إلى المحكمة الدولية، وكذلك فيما يتعلق بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز والتدخل في الشؤون الداخلية هو موقف موحد، حيث ترفض دول المجلس التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من دول المجلس. وفي رده على سؤال حول علاقة مجلس التعاون بالتكتلات الإقليمية والدولية وفاعلية دول المجلس بشأن القضايا الإقليمية والدولية، قال الأمين العام إن الحوارات الاستراتيجية أداة للسياسة الخارجية لدول المجلس، وهي تعزيز التواصل مع المنظمات والتكتلات الدولية وكذلك الحوار الاستراتيجي مع العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين واليابان والهند وتركيا والاتحاد الأوروبي ومجموعة الآسيان مؤكدا أن ذلك يعكس المكانة الدولية لمجلس التعاون. واعرب الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني عن أطيب تهانيه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية، بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له وخروجه من المستشفى سالما معافى، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يمتع خادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية. كما هنأ كلا من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر بأعيادها الوطنية، متمنياً لشعوبها الشقيقة المزيد من التقدم والرقي والازدهار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©