الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مدير سيئ الطباع

15 يوليو 2007 23:30
تشير كثير من الأبحاث في علم الإدارة إلى الأسباب التي تؤدي بالموظفين إلى ترك العمل، ومن ضمن تلك الأسباب عدم معرفة التعامل مع المدير مما يجلب المشاحنات والمشاكل مع أصحاب العمل من دون إدراك أن لكل شخصية في هذا العالم مفاتيح يستطيع بواسطتها المرء التعامل على أساسها· وهذا يجرنا للحديث عن أنماط المديرين خاصة سييئ الطباع· ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مانح الوعود الكاذبة وهو المدير الذي يلوح أمامك بتلك العلاوة أو الترقية، ويخبرك أنك أذا عملت بجد أكثر أو أكملت مشروعاً معيناً فستكون تلك العلاوة أو الترقية من نصيبك، والجدير ذكره هنا أنه لا يعدك بها بشكل مباشر ولكنه يلمح بها، وفي كل مرة تقترب فيها من تحقيق هدفك، يتملص من وعوده ويخبرك أنك بحاجة فقط للقفز أعلى قليلاً· وهكذا فهناك دائماً مهمة واحدة أخرى فقط يشير إليها ما أن تقترب من الوصول للهدف· فما الذي تفعله معه؟ ببساطة دون كل شيء كتابة، وقم بتذكيره وإتباع سياسة الإلحاح حتى يتوصل معك إلى وضع النقاط على الحروف وتحديد تاريخ الوفاء بوعده· ذو الوجهين هو الذي يخبرك بشيء ويخبر زملاءك بشيء آخر ويخبر رئيسه هو بشيء ثالث· في الواقع هو شخص مخادع يسعى لإرضاء الجميع ولكنه في النهاية يخذلك ويحبطك، وللأسف لا يهمه أن يرضيك بقدر ما يهمه تضليلك وخداعك، يبدو لطيفاً ولا يحب المواجهة وبالتالي فأنت لا تعرف أبداً إن كان صادقاً أم لا· هنا عليك أن تواجهه بالحقائق، بقولك على سبيل المثال: ''لقد أخبرتني أنني مؤهل لترقية قادمة وقلت أن رئيسك معجب بي، ولكنني عندما قابلته اليوم في المدخل وألقيت عليه التحية وعرفته بنفسي، اكتشفت أنه لا يعرفني إطلاقاً''· المدير المتهور يستجيب بسرعة ويندفع من دون التفكير في العواقب ، ولكي تستطيع التأقلم معه عليك أن توضح له أنك تريد منه أن يسألك عن عملك من دون أن يسأل الآخرين لأنه لو فعل ذلك من الممكن أن تضيع منك الوظيفة نتيجة وشاية أحد، وعليك أيضا أن تبني جسورا من الود معه ولا تعترض على قراراته وقت الانفعال بل يمكن أن يكون ذلك بأسلوب بسيط بعد أن يهدأ· وهناك المحقر من شأن الآخرين: بارع في جعلك تشعر بأنك في حجم النقطة الموجودة في نهاية هذه الجملة، وفيه من تضخم الذات والغطرسة الشيء الكثير خصوصاً عندما يشعر بالتهديد· دائماً ما يرى أنه على حق ربما لا يرغب في فرض سيطرته على الآخرين ولكنه ربما يشعر أنه يتعين عليه إما أن يسيطر على الآخرين وإما أن يقع هو تحت سيطرتهم· إنه لا يريد أن يكون الضحية، ولذلك يفرط في التعويض عما يشعر به من مشاعر النقص· إذن، ما الذي سيمكنك من التعامل معه بنجاح؟ الحل يكمن في رعايته والاهتمام به· شيء غريب، أليس كذلك؟ ربما يكون هذا هو آخر شيء ترغب في القيام معه، ولكنه هو الشيء الذي سيحقق النجاح معه، ابتسم له وأظهر إعجابك به وتعامل معه باحترام، ولا تقم بإحراجه أبداً أمام الآخرين، وداوم على فعل ذلك إلى ان يشعر معك بالأمان ويبدأ في تقديرك وحتماً سيفعل ذلك· المدير المحافظ وهذا النوع يتجنب المخاطرة ولا يحب تجريب الأشياء وقد يرفض النتائج التي يتوصل إليها غيره، والأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الفرد أن توضح له الضمانات الكفيلة بنجاح اقتراحاتك وأن تتكلم معه بلغة الأرقام وتبتعد عن الخيالات والأحلام الوردية التي لا يؤمن هو بها، بل عليك أن تعلن له أنك مستعد لتحمل المسؤولية بالنسبة للموضوع الفلاني· المدير المدقق يمتلك قدرا ضئيلا من البصيرة والحكمة والرؤية، وهذا المدير لا يجلس في مقعد القيادة لانه مشغول للغاية بأسفل في التأكد من أن الجميع يؤدون مهامهم بالطريقة التي يريدها، وهو يعاني من مشكلات فيما يتعلق بتفويض المهام، ولو كان الأمر بيده لفعل كل شيء بنفسه· إنه شخص يتحلى بالسلوك الطيب والأخلاق الحميدة، ربما يبدو متغطرساً وميالا لانتقاد الآخرين ولكنه لا يمتلك القدر الكافي من تقدير الذات أو الاحساس بها لكي يكون متكبراً في حقيقته، ولكنه عنيد ومتشبث برأيه· وهو يقضي قدراً كبيراً من الوقت في الاهتمام بالتفاصيل، ولكنه لا يرى الصورة الكبرى للأمور· وقد يمنحك تقدير ''مقبول'' لأنك لم تقم بتقديم التقرير مكتوباً على جهاز الكمبيوتر· فما الذي تفعله مع مثل هذا الشخص؟ أولاً لا تأخذ تصرفاته على محمل شخصي، فهو يعامل الجميع بهذه الطريقة حتى نفسه· وهو لن يفكر خارج الإطار التقليدي أبداً وإن كانت هناك محاولات منه للتغير إلا أنه لا يلبث أن يعود إلى الأسلوب التقليدي، كما أنك لن تحصل على العلاوة أو الترقية مبكراً مهما فعلت، ولكنك ستحصل عليهما في الوقت المناسب من وجهة نظره· متقلب المزاج في كل يوم تتساءل: ترى، في أي حالة مزاجية سيكون اليوم؟ فلو كان في حالة مزاجية طيبة فستكون موظفاً مثالياً· ولو كان في حالة مزاجية سيئة فمن الجائز أن يتهمك بعدم إطاعة الأوامر وتنفيذ المهام الموكلة إليك، عندما يكون في حالة مزاجية طيبة سيتذكر كل الاشياء الرائعة التي فعلتها، وعندما يكون في حالة مزاجية سيئة سيتذكر كل المرات التي أخطأت فيها· لو عملت من أجله فربما سينتهي بك الحال وأنت تعاني من القلق بشكل كبير بسبب طبيعة شخصيته التي لا يمكن التنبؤ بسلوكها· في بعض الأوقات ربما يبدو سمحاً كريماً ويعاملك بقدر كبير من الاعجاب والاحترام، إذا كنت تستطيع أن تتعامل مع طبيعته التي لا يمكن التنبؤ بها وكنت قادرا أيضا على ألا تأخذ الأمر على محمل شخصي فربما ستكون على ما يرام · أما إذا لم يكن الأمر كذلك فربما يتعين عليك أن تبحث لك عن مدير جديد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©