الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتي يغوص في أعماق الهندسة النووية ويروّض الطاقة الطبيعية

إماراتي يغوص في أعماق الهندسة النووية ويروّض الطاقة الطبيعية
24 ديسمبر 2012
شغف الدكتور نجيب عبدالله فضلاني أحد رواد الهندسة النووية، بهذا العلم واستطاع أن يكرس جهوده في سبيل النهل منه، والتعرف إلى أسراره وكيفية الاستفادة منه، مستخلصا الكثير من الأبحاث والتجارب العلمية التي استدل بها على إمكانية ترويض الطاقة الطبيعية، وبناء قاعدة معلوماتية مهمة حول جملة من الأبحاث التي تمت مناقشتها مؤخراً في المؤتمر العالمي للطاقة النووية في فرنسا، محققاً الريادة والسبق في بعض جوانب هذا العلم الذي يلقى اهتماماً بالغاً عالمياً. استطاع الدكتور نجيب عبدالله فضلاني، أن يقدم إنجازاً علمياً، يضاف إلى إنجازاته العديدة في مجال تقنية الهندسة النووية، من خلال تحسين الوقود النووي، لسد الحاجة في هذا التخصص الحيوي دعماً وتعزيزاً لخطى استراتيجية دولة الإمارات التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الهندسة النووية، باعتباره مرتكزاً مهماً في دعم الحياة العصرية بمجالاتها كافة، وقد عكف فضلاني على بناء رؤية ونظرية علمية دقيقة من خلال أبحاثه الطويلة والمستمرة في قطاع الهندسة النووية والاستفادة من هذا العلم. فخر إماراتي في بداية حديثة يقول الدكتور نجيب فضلاني: «أزداد شرفاً كوني إماراتياً، وافتخر بما حصدته من علم وما حققته من إنجاز، بفضل دعم دولتنا التي نشأت على ترابها وترعرعت في أحضانها، وارتوى جسدي من خيراتها، ما جعلني على قدر من العزيمة والمثابرة على اعتلاء سلم النجاح، وتحقيق الإنجازات تلو الأخرى، حبا لهذه الأرض ورغبة في رد جزء من عطائها، اللامحدود، ورفع اسمها خفاقاً عالياً في سماء الإنجاز العلمي». وحول حبه للعلم تابع حديثة: شغفت بهذا العلم وصوبت هدفي إليه، وأنا في المرحلة الإعدادية، كان الأمر بمثابة تحد بالنسبة لي في التعرف إلى هذا العلم، وكشف أحد أوجهه التي كنت حينها أجهلها تماماً، غير أنه مصدر هائل للطاقة، فكنت أهوى جمع المعلومات والكتب التي تتحدث عن هذا العلم، وأقلب صفحاته بنهم، بالرغم من كون هذا العلم كثيراً ما كان يثير الخوف والهلع بين الناس عند سماع اسمه. هنا وجدت نفسي منجذباً له راغباً في دراسته والتبحر فيه،، وتوجهت إلى جمهورية مصر العربية، وزدت شرفاً كوني أول إماراتي يحقق الريادة، ويسجل العديد من الإنجازات في هذا العلم، كما أزداد شرفاً أن أهدي هذا الإنجاز العلمي، درجة الدكتوراه في مجال الهندسة النووية حول موضوع تحسين أداء الوقود النووي إلى القيادة الرشيدة في دولة الإمارات. مصدر للطاقة وحول انتقائه لمجال الهندسة النووية، أضاف الدكتور فضلاني: لا يخفى على القارئ، أن تخصص الهندسة النووية تخصص العصر، حيث إن العلماء يعتبرون الطاقة النووية مصدراً حقيقياً لا ينضب، فمن المعلوم أن الطاقة النووية لها إيجابيات منها أنها تزود دول العالم بأكثر من 16% من الطاقة الكهربية، فمثلاً تمد الاتحاد الأوروبي 35% من احتياجات الكهرباء، كما أنها لا تطلق أي غازات ضارة في الهواء، ومصادر الوقود النووي متوافرة في القشرة الأرضية، خاصة«الثوريوم»، وهي مادة مشعة طبيعية موجودة في التربة، بالإضافة إلى الاستخدام في مجال الطب والصناعة والزراعة، تلك الإيجابيات جعلتني أفكر بالدراسة والحصول على درجة الدكتوراه التي حصلت عليها بتقدير امتياز. وعما جعله يتناول البحث في تحسين أداء الوقود النووي، أرجع السبب إلى أهمية هذا النوع من البحوث العلمية المهمة، ونظراً لأهمية أداء الوقود النووي، باعتبار أن الهندسة النووية أضحت مرتكزاً هاماً في الحياة العصرية الحالية ولمجالات عديدة،، فقد قرر أن يكون أول مواطن بالدولة يعد رسالة دكتوراه في تحسين أداء الوقود النووي لسد الحاجة في هذا التخصص الحيوي دعماً وتعزيزاً لخطى استراتيجية دولتنا الفتية في هذا المجال وبحمد الله وتوفيقه حقق نتائج إيجابية، كانت محصلتها الحصول على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز في هذا التخصص،وطرح هذا المشروع في المؤتمر النووي العالمي بفرنسا ICAPP 2011، وكنت وقتها العربي الوحيد المشارك، في هذا المؤتمر العالمي الذي يعقد سنوياً. علم استراتيجي وحول أهمية هذا القطاع أوضح أن هناك إجماعاً كاملاً بأن الهندسة النووية، هي علم استراتيجي تعتمد عليه مناح حياتية عديدة، حيث تختص الهندسة النووية بالتصنيع في مجالات مهمة، ويمكن الاستفادة من الطاقة النووية في توليد الطاقة، وتستغل هذه الطاقة في محطات توليد الطاقة لتسخين الماء لإنتاج (بخار الماء)، والذي يستخدم بعد ذلك في إنتاج الكهرباء. بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من الطاقة النووية في إزالة ملوحة المياه المالحة، واستخدام الإشعاع النووي في الصناعة، كالتصوير الإشعاعي، وتقدير كمية المياه الجوفية والبترول، والطب النووي، وتحسين إنتاج المحاصيل الزراعية ومقاومة الأمراض، وحفظ وتعقيم الحبوب الغذائية، والاستفادة من النظائر المشعة في عملية اقتفاء الأثر أو ما يسمى«الاستشفاف الإشعاعي». ويتابع: لو تبحرنا قليلاً في هذا العلم لوجدنا أن عنصر الثوريوم لا يحتاج إلى تخصيب مثل اليورانيوم، فالأول يتواجد بثلاثة أضعاف اليورانيوم في القشرة الأرضية، وتتواجد بكثرة عند مصبات الأنهار ورواسب الوديان أو شواطئ البحار، أو كذلك في مناجم الفوسفات والتي يملك العالم العربي ثلث الإنتاج العالمي، والثوريوم عند تحويله إلى يورانيوم 233 واستخدامه كوقود نووي عند انشطاره ينتج عنه أكثر من نيوترونين، وبالتالي هو الأفضل من (يورانيوم- 235 وبلوتونيوم - 239) في التفاعل الانشطاري، ويتواجد في كثير من الدول العربية، بالإضافة إلى ميزات عالية عند استخدامه فيما يخص تحمله درجة الحرارة والضغط. ولفت إلى أن تحسين استخدام الوقود النووي، عامل مهم لخفض تكاليف تشغيل محطات الطاقة النووية، وأنه أجرى بحوثاً تطبيقية، تركزت على تحسين استخدام الوقود النووي منذ عام 1970. وتم نشر العديد من الأفكار التي تشمل تحسين تصميم قلب المفاعل وطول دورة الوقود وسبل لتسطيح شكل توزيع الطاقة في قلب المفاعل، كذلك زيادة مستوى الاحتراق الذي يحدث عنده تفريغ الوقود من المفاعل الذي له فوائد بيئية، وكذلك اقتصادية مهمة، وقد تزايد احتراق الوقود تدريجياً على مدى السنوات العشرين الماضية، وتم اقتراح العديد من الأفكار لاستخدام وقود يحتوي على أكاسيد الثوريوم، وأكاسيد البلوتونيوم ودورة وقود الثوريوم لها العديد من المزايا بما في ذلك وفرة الثوريوم وتفوقه في الخصائص الفيزيائية والنووية للوقود، وتعزيز مقاومة انتشار البلوتونيوم وتخفيض إنتاج الاكتينيدات. الاستفادة من الطاقة كما لفت فضلاني إلى أن كافة الدول المتقدمة تسعى إلى الاستفادة من الطاقة النووية قدر الإمكان، وذلك للعديد من الاستخدامات الحيوية والمهمة، فقد تم التطرق إلى الاستفادة من الطاقة النووية في مجالات الحياة، فمثلاً الحاجة إلى تحليه مياه البحر نووياً وإنتاج الهيدروجين ضروري، بسبب الطلب المتنامي على مصادر المياه من الدول العالم العربي، وكذلك الكهرباء، وبالتالي الطاقة النووية هي أكثر المصادر ملائمة للوفاء باحتياجات المستقبلية لدول الخليج العربي. كما أشار إلى أنه من ضمن الإنجازات التي يسهم فيها، ولا تزال قيد الدراسة والبحث، المساهمة مع هيئة البحوث النووية وهيئة المحطات النووية المصرية في البحث على مصادر الثوريوم في الوطن العربي، واستخدام عينات من (الأظافر أو الشعر) لمعرفة مدى احتمالية التسرطن في الفئات العمرية الشابة، واستخدام الحديد كعواكس نيوترونية مع هيئة البحوث النووية اليابانية، واستخدام الإشعاع النيوتروني«مسرع» على المطاط المستخدم في إطار السيارات«السباق والشاحنات» بالتعاون مع شركة ألمانية، وغيرها من البحوث التي تطرح في المؤتمرات العلمية. طموح ويؤكد فضلاني: لا شك أن طموحاتنا لا حدود لها في ضع خطة لتفعيل الكثير من الرؤى والأطروحات البناءة، التي يمكن أن تعزز من برامج استخدام الطاقة النووية السلمية داخل الدولة بصفة خاصة ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة، ومن الضروري أن تبدأ دول الخليج بتأسيس وتنفيذ برامج الطاقة النووية وتشغيلها مع برامج تدريب عالية الجودة والكفاءة، ويتم ذلك عن طريق تطوير البنية التحتية النووية بما فيها تدريب المهندسين والمختصين في مجال الإدارة لخلق كادر وطني مؤهل والحاجة إلى شراكات علمية مع الدول متقدمة في مجال الوقود النووي كالهند واليابان، والبحث والتنفيذ في إقامة مشاريع التعقيم الإشعاعي للأغذية، وكذالك التحسين الزراعي والحيواني بالإشعاع، وذلك بالتعاون مع هيئات البحوث في العالم. ويود فضلاني طرح وتأسيس أول جمعية نووية إماراتية كنموذج يدعو اتحاد الجمعيات النووية، التي تبحث في النظم السلمية للطاقة النووية، كما يتطلع إلي توحيد الجهود المحلية قدر الإمكان في مجال الطاقة النووية بهدف تعزيز ودعم الدور الاستراتيجي. فضلاني في سطور باحث ومتعاون في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، قدم العديد من المحاضرات والندوات العلمية، وبعض الاستشارات والأبحاث العلمية للهيئات والمؤسسات في الدولة. وتولى رئاسة وحدة المواد الخطرة في إدارة الدفاع المدني لمدة عشر سنوات، حيث ساهم في وضع أنظمة تحكم دخول المصادر المشعة وخروجها من منافذ الدولة، والتفتيش على المنشآت من خلال التركيز على آلية السيطرة والوقاية من الإشعاع التي تطلقها بعض الأجهزة المتداولة وبشكل واسع في بعض المنشآت الصحية والصناعية. ويتطلَّع من خلال العديد من الأبحاث التي أجراها إلى إرساء دعائم التنمية المستدامة، واستخدام الطاقة البديلة التي تسعى إليها الدول المتقدمة في مناحي الحياة كافة. له اهتمام وتعاون مع الوكالة الذرية للطاقة النووية في فيينا حول دراسة الأنظمة البحثية فيما يتعلق بماهية الاستفادة من الطاقة النووية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©