الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسباب الإرهاب في العالم الإسلامي

15 يوليو 2007 09:50
ماذا لو لم يكن بمقدورنا التعايش مع بعضنا بعضا؟ وماذا لو كان العالم الذي نسكنه قاسياً للغاية؟ تكتسب تلك الأسئلة راهنيتها وتبرز إلى السطح ونحن نقيم الأنباء الواردة عن المحاولات الإرهابية الأخيرة في بريطانيا· فقد سارع ''مايكل تشيروف''، وزير الأمن الداخلي إلى القول يوم الثلاثاء الماضي ''إنه ينتابني شعور'' بقرب حدوث هجوم ما في أميركا، وفي اليوم ذاته أذاعت ''أي·بي·سي'' خبراً مفاده أن البيت الأبيض يعقد اجتماعات طوارئ لدراسة الوضع الأمني· وبالطبع هناك من سيتجاهل كل تلك المؤشرات على أنها جزء من الترويج للحرب، لكن ما جرى في هجمات 11 سبتمبر جدير بإعطائنا درسا في عدم المبالغة في الثقة بالنفس· فالواقع يشير إلى أن عدد الإرهابيين تضاعف في السنوات الأخيرة، كما تنوعت أصولهم التي ينحدرون منها· وفي هذا الصدد يمكننا النظر إلى المجموعة الأخيرة التي أدينت في بريطانيا والتمعن فيها لأنها تسلط الضوء على النتائج المترتبة على سياسة التعددية الثقافية، لا سيما إذا كان المستفيدون منها جاءوا من العالم الإسلامي·ضمت تلك المجموعة خمسة رجال هم -مختار سعيد إبراهيم، ورمزي محمد، وياسين عمر، وحسين عثمان- أدانتهم المحاكم البريطانية بتهم محاولة القتل الجماعي التي طالت المواصلات العامة في 21 يونيو ·2005 ولحسن الحظ، فشلت تلك المجموعة في تنفيذ خططها خلافاً للمجموعة السابقة التي نفذت هجمات 7/·7 وكلا المجموعتين تختلفان عن المجموعة الأخيرة التي أٌحبطت عملياتها أيضاً في لندن وجلاسجو· وقد كان على رأس المجموعة الأخيرة شخص يدعى ''إبراهيم'' ولد في أرتيريا، وهي البلد الأفريقي الذي، حسب معطيات الحكومة الأميركية، يتمتع الفرد فيها بدخل سنوي لا يتجاوز 700 دولار· ورغم ارتكاب الشخص المذكور سلسلة من الجنح مثل السرقة والاعتداء، تمكن ''إبراهيم'' من الحصول على الجنسية البريطانية والعيش في بلد يصل فيه معدل الدخل الفردي إلى 27 ألف دولار سنوياً· ولربما اعتقد البعض أن استقرار ''إبراهيم'' في بريطانيا سيدفعه إلى تغيير سلوكه والكف عن ارتكاب الجريمة من خلال الفرص الاقتصادية التي يوفرها له بلده الجديد، أو على الأقل الامتيازات التي تتيحها له دولة الرعاية· لكن هيهات، فما أن حصل ''إبراهيم'' على جواز السفر حتى ذهب إلى باكستان وتلقى دروساً في الجهاد، فيا له من اعتراف بالجميل! ولم يكن الآخرون أفضلاً حالاً منه، ولا أكثر امتناناً لبريطانيا· فقد صور ''رمزي محمد''، الصومالي الأصل، وهو يشير بحقيبة ظهر مليئة بالمتفجرات إلى امرأة تدفع طفلها في عربة محاولاً تفجيرها دون جدوى· فكم من هؤلاء الأشخاص تريدهم في بلدك؟ فالواضح أن كل تلك الفرص الاقتصادية والمكاسب الاجتماعية، فضلا عن مزايا الحرية والديمقراطية التي وفرتها لهم بريطانيا لم تسهم في تهدئتهم، كما دلت على ذلك وقائع المحاكمة وتمسكم بخطابهم الحاقد على الغرب· والواضح أيضاً لكل مراقب بسيط أن هذا النوع من الفكر المتشدد يحظى بـ''تأييد صامت'' من قبل الجاليات المسلمة ليس فقط في المملكة المتحدة، بل أيضا في الولايات المتحدة· فما الذي يجعل المسلمين مستاءين إلى هذا الحد؟ سيقول بعضهم أن السبب هو إسرائيل، أو أفغانستان، أو العراق، وسيقول بعضهم الآخر إن وجودنا في حد ذاته يغضبهم· لكن مهما كانت الأسباب والدوافع يبدو أن ثقافتينا لا تتفقان مع بعضها بعضا، وذلك يحمل تداعيات بالنسبة للمستقبل ولبقائنا· أولى تلك التداعيات أن نكف عن خداع أنفسنا بأن محاولتنا لتحرير المسلمين ستحولهم إلى أصدقاء، فإذا كان المسلمون يكرهون بريطانيا الديمقراطية، فإنهم لن يحبونا في بلدانهم التي نسعى إلى دمقرطتها· وبالنسبة للمسلمين في الغرب دعونا نعيد إحياء ''قسم المواطن الجيد''، الذي لن يؤدي بالضرورة إلى تعطيل الحريات العامة على أن يبدأ بالجملة التالية: ''أتعهد ألا أقتل المواطنين الأميركيين''·   كاتب ومحلل سياسي أميركي  ينشر بترتيب خاص مع خدمة  لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©