الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رزيقة الطارش: السينما الإماراتية تبشر بالخير والدراما الرمضانية ينقصها التنسيق

رزيقة الطارش: السينما الإماراتية تبشر بالخير والدراما الرمضانية ينقصها التنسيق
24 ديسمبر 2012
يمتاز لقاء الفنانة رزيقة طارش بنكهة خاصة، سواء بحضورها الجميل أو بما تتمتع به من تاريخ طويل وغني وتجربة فنية إماراتية رائدة، وفي مهرجان السينما كان لها رأيها الواضح، فتقول: “أولا بالنسبة للسينما، نحن كإماراتيين لدينا سينما جديدة، عمرها سنوات، ولكن هذه السنوات التي تبدو قليلة، كانت مثمرة وإيجابية، وذلك بعزم الشباب وإبداعاتهم الجميلة، وبالدعم المستمر لنهضة هذا الفن الراقي من جانب الدولة. وما يدعو إلى الإعجاب والتقدير أن يقوم الإبداع السينمائي على يد مجموعة من شبابنا المحب لهذا الفن الجميل. فالسينما هي الأصل والأساس، ومهما شاهدنا من أعمال تلفزيونية ومسرحية، نجد أنفسنا نعود للسينما، فإذا كان المسرح أبو الفنون فالسينما هي أم جميع الفنون. فاطمة عطفة (أبوظبي) - تقول الفنانة رزيقة طارش عن اهتمام الشباب الإمارات بالفن السابع: “من خلال شبابنا الواعدين في الإمارات والخليج، يتقدم هذا الفن ونشاهد أعمالا جميلة. وإذا تحدثنا عن الإمارات، فلدينا شباب مبدع في عالم السينما، وهم عازمون على أن يسيروا بجد في هذا الطريق وينجزوا أفلاماً مفيدة وسيصلون إلى كل ما يصبون إليه. وإذا كنا نرى بعض مخرجينا من الشباب الجدد في هذا الفن يقدمون عملا لا يحظى بالنجاح المأمول والاستحسان الكبير، فهذه التجربة لا ينبغي أن تدفع أحدهم للتوقف والقول: انتهى وسأجد لنفسي عملا آخر. بل على العكس، الإنسان دوما يتعلم من أخطائه وتجاربه المتعثرة. خاصة في ظل تشجيع المسؤولين والقائمين على هذا الفن الراقي. فلماذا لا نستغل هذه الفرصة ونبدع”؟. سينما حقيقة وحول القضايا التي يهتم بها صناع السينما الشباب توضح قائلة: “هناك ألوف القصص في حياتنا، وموقف صغير ممكن تحويله إلى فيلم. وأظن أن شبابنا الواعدين هم الذين سيكونون ركيزة هذا الفن وهم الذين سينطلقون به. نحن تعلمنا ممن سبقونا.. والفنان دائما يحاول ويتعلم، واليوم أرى أن شبابنا أبدعوا وأحسنوا أفضل من السنوات السابقة، لماذا؟ لأنهم أصروا أن عمل سينما حقيقية يحتاج إلى الاحتكاك بصناع السينما ليستفيدوا من تجاربهم. وهناك أشخاص قبلنا صنعوا سينما، ويجب علينا نحن أن نحذو حذو من سبقونا في هذه الصناعة”. صعوبات واجهتني ولأن السيدة رزيقة من رائدات فن التمثيل في الإمارات، فهي تعود بنا إلى البدايات والصعوبات التي واجهتها في حديث الذكريات: “بالنسبة لي أنا وجدت صعوبة كبيرة جدا، فالأهل كانوا يحاولون أن يمنعوني من استكمال الدراسة، لكني تابعت بكل إصرار. وأنا من المدرسة بدأت حيث كانوا في أيامها يفتتحون إذاعة أبوظبي، وكان هناك مدرسون أحضروهم من البحرين ومن كل مكان، على أساس أنهم سبقونا في مجال المسرح وبالإذاعة، ولم يكن هناك تلفاز بعد. كانوا يأخذوننا من المدرسة حصتين ونذهب للإذاعة ونسجل تمثيليات صغيرة لبرنامج الأطفال. فأنا واحدة من الناس الذين بدأت معهم، وكنت شقية جريئة ولا أخاف من شيء ولم يفلح الأهل في منعي من السير في طريق الفن، وما كنت أسمح لكلمة “لا” أن توقف أو تلغي طموحي. فقد أحببت هذا الشيء وكنت أنهي المدرسة وأذهب للتسجيل”. ولم تكن تلميذة المدرسة وحدها التي تعاني في مواصلة هذا الطريق الصعب، بل توضح بعض معاناتها قائلة: “لم أكن وحدي، كنا مجموعة وأنا أذهب معهم أسجل، وكنا مجموعة مؤلفة من ثماني بنات، يأتي باص يأخذنا. وهكذا استمررت في مشواري. وقد كنت أحب الإذاعة وأحب أن أرى وأن أسجل، وتعبنا كثيرا حتى وصلنا، ومن الصعب أن توصلي الكلام للمستمع، كيف يفهم أني أعمل كذا وأعمل كذا فيجب أن يشعر بأنه يرى ما يسمعه، فأنا في الإذاعة يجب أن أوصل له الفكرة عن طريق السمع وكأنه يراها”. بين الماضي والحاضر وتتذكر الفنانة تطور التقنيات وروح التعاون والمشاركة بين الماضي والحاضر، وتلقي مزيداً من الضوء قائلة: “أرى الآن الشباب يصلون إلى أهدافهم بكل سهولة، ولذلك أذكر أيام زمان وكم نحن تعبنا في هذا الشيء، فكان كل واحد منا يتعب على نفسه بغاية إيصال الكلمة إلى أذن المستمع. ومع ذلك كنا يداً واحدة مع بعض، وكنا رأياً واحداً وروحاً واحدةً، معا في الإخراج والتمثيل والتأليف، وكان عملنا جماعيا، وهذا التعاون هو أساس كل شيء. فلا يأتي شخص ويقول: أنا سأعمل لوحدي! هذا غير وارد، بل على العكس، الجماعة هم من الممكن أن تخرج منهم الفكرة أو التمثيلية التي يريدون عملها أو الفيلم الذي يريدون إنتاجه، وأنا عندما أرى هذا الشباب وأذكر أيام زمان أقول: الله، اليوم كل شيء لديكم أنتم جاهز”. أخطاء دراما رمضان وللفنانة رزيقة الطارش رأيها السديد في الدراما الرمضانية وغياب التنسيق، وعن ذلك تقول: “بصراحة، بالنسبة للدراما في الإمارات أو الخليج يجب أن تكون منظمة أكثر، فنحن نرى المسلسل أربع مرات في أربع قنوات، والممثلون الموجودون في هذا المسلسل موجودون في المسلسل الثاني، لدرجة أني أخرج من هذه الغرفة وأذهب للغرفة الثانية وأرى مسلسلا فأظن أنه نفس المسلسل. هناك شيء آخر يتعلق بكون المواضيع متشابهة. فمثلا، هنا الزوجة تكون مظلومة وهناك تكون متمردة، وهنا الزوج هو الذي لا يكون يسأل عن بيته وأولاده. يجب أن يكون هناك تنسيق، فالتنسيق جميل ومعنا وقت طويل لرمضان. السنة مؤلفة من اثني عشر شهرا، أنا في رأيي التنسيق مهم وضروري، وأنا من النوع الذي لا أحب أن أعمل وأرى نفسي في كل قناة، لأن عملا أو عملين يكفي”. المهرجان تطور ونعود إلى مهرجان أبوظبي السينمائي، فتشير إلى تميزه في دورته الأخيرة قائلة: “الذي ميزه أن الإدارة إماراتية، كما أن الشباب المسؤولين لديهم وعي وإدراك ويعرفون كيف يميزون ويختارون مواضيع أفلامهم، أيضا الشباب الذين دخلوا في عالم الإخراج نجحوا في عمل أفلام قصيرة هادفة، فكان كل شيء جيداً. وكانت هذه الدورة مميزة وأفضل من الدورات السابقة، لأننا تعلمنا والحمد لله، وسينما الإمارات تبشر بالخير وصارت معروفة وصار لها كثير من المعجبين والمشاهدين، لكن نحن يجب أن نتريث كي لا نصعد بسرعة ثم نهبط بسرعة، لذا يجب أن نسير بتمهل كي نصل، فالعمل الجيد هو الذي يفرض نفسه”. القادم أحلى تقول رزيقة الطارش، عن إنتاج الشباب وتركيزهم على الفيلم القصير: “من العمل الصغير يظهر العمل الكبير، ففيلم صغير قد يتطور ويكبر ويشجع المخرج على إنجاز فيلم طويل، أنا لا فارق لدي بين الأفلام القصيرة أو الطويلة، ونحن نعتبر الأفلام القصيرة أفلاما وثائقية وقصة قصيرة وتنتهي، والأفلام الطويلة هي التي بها متعة للمشاهد نفسه. وطالما أننا عملنا أفلاما قصيرة فسنصل للأفلام الطويلة، فقط نتأمل ونتريث. وما دام الدعم موجود، لا توجد أي مشكلة وأرجو ألا يكون هناك قصور من شبابنا، بل يجب أن يواصلوا سيرهم بثقة وألا يتوقفوا لأن القادم أحلى”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©