الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيادو خورفكان يقترحون حلولاً مستدامة لحماية الثروة السمكية

صيادو خورفكان يقترحون حلولاً مستدامة لحماية الثروة السمكية
24 ديسمبر 2012
أصبحت جمعية الصيادين في خورفكان تضم نخبة من الصيادين المثقفين، الذين هم في الوقت ذاته غيورون على بيئتهم البحرية، التي تمكنهم من العمل في مهنة الأجداد وهي حرفة صيد السمك، والتي تجعل منهم رجالا قادرين على أن يعيشوا بكرامة وأن يعيلوا أسرهم، لا أن يتخلوا عن هذه المهنة ويتكلوا على مساعدة الدولة لهم، آخذين بعين الاعتبار الحرص على بقاء مهنة الصيد بين أبناء المنطقة.. لكي يستمروا على نهج الآباء والأجداد. موزة خميس (خورفكان) - خلال جميع السنوات التي مرت على مهنة الصيد، خاصة في الفترات التي أصبحت تسن فيها قوانين تنظم عملية الصيد، سعت الجمعية التعاونية للصيادين في خورفكان إلى بث الوعي من أجل المحافظة على نظافة البيئة البحرية، بدءاً من الفترة التي كان فيها سليمان الكابوري رحمة الله وحتى تولى أمرها بالإنابة عبدالله الكابوري، ثم صلاح عبدالله يوسف رئيس مجلس الإدارة، واليوم أصبح هناك مجموعة من الصيادين، على يقين بأن الصياد إما أن يكون أمينا على رزقه وهو في البحر، أو طامعاً في كسب آلاف الدراهم وغير مكترث بالبيئة البحرية. وسيلة محظورة ومن بين هؤلاء الصيادين التقينا جمال راشد، الذي تحدث عن أخطر وسيلة محظورة، بسبب أنها من بين معدات الصيد وتستخدم للصيد الجائر وهي «المنشلة»، والتي تبدأ بخيط غليظ ينتهي بعدة صنانير للصيد تبدأ بمائة وتنتهي بخمسمائة إلى ألف صنارة في ذات الخيط، وهو يقول: رغم إنها وسيلة محظورة إلا أن البعض يستخدمها في الخفاء ونحن نعلم بذلك، ولكن لسنا جهة رقابية ولا عقابية، وهؤلاء الصيادون الذين يستخدمونها أعتقد أنهم فقدوا الأمانة تجاه الوطن، فهذا البحر ليس خاصة بهم أو بهؤلاء العمال الآسيويين الذين وضعوا نصب أعينهم أن يكسبوا المزيد في مدة أقل، لأنهم سيرحلون إلى بلدانهم بعد أن يحققوا الهدف الذي جاؤوا من أجله، ولكن نحن من سنبقى مع بحر قد تضررت بيئته بشدة. إنهم يستنزفون بهذه الطريقة المخزون السمكي بسبب الكميات الكبيرة التي يخرجون بها، لأن تلك الصنانير يصطادون في السحبة الواحدة ما بين مائة إلى خمسمائة سمكة وعندما ينقطع الخيط أيضا لسبب أو لآخر، فإن تلك الصنانير سوف تسقط وتعلق بالمرجان البحري، وحين يعلق طرف الخيط بأي وسيلة بحرية أو بماكينة أو محرك أحد السفن الخاصة بالصيد أو غيرها، فإنها سوف تجر تلك المنشلة، وبالتالي تجر المرجان فيتضرر بشدة، إلى جانب أن الأسماك العالقة سوف تموت بعد فترة وتسبب تلوثا في تلك البيئات. مخلفات صلبة وعن المخلفات التي يقوم برميها العمال، ومنها المخلفات الصلبة يوضح، أن البطاريات أو أية أداة صلبة ربما تسقط من القوارب، وهي مخالفة للسياسات التي تنص عليها القوانين والتشريعات الخاصة بالاستدامة، لأن لو كل سفينة تركت خلفها بعض النفايات فإن البحر سوف يصبح مقبرة للنفايات، ولن تجد الكائنات البحرية البيئة المناسبة للعيش والتكاثر، كما أن لبعض النفايات ضررا كبيرا في حال كانت بطاريات لأنها سوف تسرب مواد أشد ضررا عند تحللها مع الوقت. أيضا بعض النفايات البلاستيكية التي تكون غير قابلة للتحلل، فهي قابلة لأن تلتهمها الأسماك وبالتالي تختنق وتموت. كما أن بعض الشباك الخاصة بالصيد، في حال أهملت فإن بعض الطيور ربما تعلق بها وتموت بسببها بعد فترة من الزمن، كما أنها أحد أسباب هلاك بعض الكائنات البحرية الأخرى، وتلك الشباك والمخلفات البلاستيكية لها أثر على محركات قواربنا وأيضا على السفن البحرية، حيث ترحل مع الأمواج والرياح ثم تعلق بمحرك السفن. ويضيف راشد: نحن نريد المزيد من الوعي للصيادين، ونرى أنه من الضروري أن تكون هناك اجتماعات خاصة بالتوعية لتعريف الصيادين بالضرر الذي سوف يصيب كل مخالف، في حال ثبت عليه أنه قام برمي مخلفات أو اصطاد بـ«المنشلة»، ولكن قبل كل ذلك لابد من جهة أمنية تجوب البحر تكون خاصة بمراقبة الصيادين، خلال خروجهم للصيد، وبالتالي يتم بعد ذلك تنفيذ بعض العقوبات التي سوف تحد في البداية من عمليات الإهمال المتعمد أو غير المتعمد، وبعد فترة سوف يتوقف أي صياد عن الإضرار بالمخزون السمكي أو بالبيئة البحرية. لسنا متطفلين أما جاسم الحوسني فتحدث قائلا: إن الصيادين بالخيط أو «الميدار» مظلومون، لأن أصحاب الصيد بالقراقير لم يتركوا لهم بقعة يستطيعون الصيد بها، ويخرج الصياد الذي يحمل ما بين 300 إلى 500 قرقور أو قفص وربما أكثر إلى مناطق يقطعها أميالاً لبلوغها، ولذلك أصبح من يصيد بالخيط لا يجد له مكانا للصيد، خاصة أن الصيد بالخيط هو أقل طرق الصيد إضرارا بالبيئة البحرية وبالكائنات، خاصة أن التزم الصياد بالقوانين، وفي كثير من الأيام يعود دون أن يحصل حتى على وجبة لأهله، فيذهب إلى السوق ويشتري مثل غيره من المستهلكين. ويكمل الحوسني موضحا: نحن مجموعة كبيرة من الصيادين الذين ورثنا المهنة ولسنا متطفلين عليها، ولكن لا نمارسها بدون وعي، ولذلك نتألم بشدة حين نكتشف أن البعض يخرق الحظر أو يلوث البحر بسبب الإهمال، وخاصة تلويث قاع البحر، لأن الإمارات غنية بالأسماك القاعية اللذيذة، ولكن الكثير منها يهاجر ولا يعود بسبب أساليب الصيد الجائر، أو الاعتداء عليها، وكثير من تلك الأسماك ربما تجدها في منطقة قريبة مثل دبا البيعة التي تتبع لسلطنة عمان، فلماذا وجدت لها مأوى هناك ولا يوجد لها أثر لدينا؟ شباك ممنوعة ومن جانبه يقول محمد يوسف النقبي، إن بعض الصيادين أيضاً يقومون بإخفاء بعض الشباك الممنوعة عند خروجهم للصيد بالحلاق، وهذا يعني أنهم يصيدون بطريقة غير مشروعة تحت ستار الطريقة الشرعية، ونحن نرى أن الوقت قد آن للكثير من العمل، لأن الصياد الذي جاء طامعا في الكسب السريع، وهو غير عابئ بالبحر وما فيه، ولا يفكر لحظة في الخطر الذي يحدق بالمخزون السمكي، علينا أن نقول له ارتدع أو لا تدخل البحر حتى تطبق ما تقوله القرارات. ويوضح علي أحمد بن غريب قائلا: تخيلوا معنا لو كل صياد خرج بحوالي 300 قرقور أو قفص صيد والبعض يخرج بخمسمائة قرقور، وأضاع بعضهم في كل يوم ما بين 3 إلى 4 قراقير وهذا في النادر لأن العدد أكثر بكثير، حيث يكون مصير هذه القراقير قاع البحر، وفي كل قرقور عشرات الأسماك سوف تموت بعد ثلاثة أيام أو بعد خمسة أيام، ومعنى ذلك أن الأسماك سوف تتحلل وبالتالي تفسد البيئة البحرية، إلى جانب أن هذه الأقفاص لا تتحلل بسرعة، ولذلك نحن لدينا اقتراحات نريد أن تطبق لأجل البيئة البحرية في الإمارات. منعاً للتلاعب يقول علي أحمد بن غريب، إن جمعية الصيادين في إمارة أبوظبي لا تسلم أي صياد أي قراقير جديدة إلا عندما يعيد التالف، وبذلك لا يستطيع الصياد أن يتركها في البحر لتفسده، وهي طريقة فعالة لمن يتلاعب بالبيئة البحرية، كما أن تلك القراقير مصنوعة من مادة تتحلل، وبذلك تخرج الأسماك بعد ثلاثة أيام في حال فقد الصياد هذه الوسيلة، وبالتالي تتمكن هذه الأسماك من الخروج والتكاثر، ولذلك نريد أن تقرر الجمعية أن على كل صياد أن يعيد أي قرقور تالف حتى يستطيع تسلم جديد، وبهذا نضمن أن لا تترك القراقير في البحر، كما نطالب بأن يتم تحديد عدد معين من القراقير لكل صياد، وليس مئات القراقير في كل طلعة للصيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©