الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاجرات الأبناء.. تطال الكبار وتهدم جدار العلاقات العائلية

مشاجرات الأبناء.. تطال الكبار وتهدم جدار العلاقات العائلية
24 ديسمبر 2012
الطفل لا يرضى عادة بالخسارة أو يقبل الهزيمة، وقد يبدأ خلاف الأطفال بمزح ينتهي إلى شجار، يؤثر على علاقة الأهل ببعضهم، ويظل الكبار في حيرة بين أمرين، حينما يحدث مثل هذا الشجار، فإما التدخل، وتجاهل قدرة الأطفال على حل مشاكلهم، وإما أن ندعهم يخوضون التجربة، ليتعلموا من خلالها ثقافة الاختلاف. لم تكن تدرك الثلاثينية عهود حسين أم لثلاثة أطفال أن الأطفال سيكونون سبب قطيعة بينها وبين جارتها لمدة تجاوزت أربعة أشهر، حيث تقول: «تحول شجار بسيط على لعبة حدث بين طفلتي وطفلة جارتي، إلى خلاف كبير بيني وبينها، حيث دافعت كل واحدة منّا عن طفلتها، واعتبرت كل منا القضية شخصية، وأن شجار الصغيرتين، إنما هو نوع من أنواع التعدي علينا، وتطورت المناوشات الكلامية بيننا إلى أن علم زوجي بذلك، وتدخل في الموضوع دون دراية منه بالسبب الحقيقي للخلاف. واستطردت بحزن «بعد هذا الخلاف أخذت عهداً على نفسي بأن لا أقحم نفسي في شجار الأطفال، خاصة وأنهم سرعان ما يعودون للعب مع بعضهم بعضاً، وتبقى القطيعة بين الكبار. خلاف على لعبة وها هي السبعينية رحمة جابر تعبر عن حزنها الشديد للخلاف، الذي حدث بين أبنائها، وكان السبب الرئيسي فيه شجار على لعبة «البلاي ستيشن» بين أحفادها الذين لم يتجاوزوا سن السادسة، حيث تسببت تلك المشاجرة الطفولية في مشكلة كبيرة خرجت عن نطاق العقل والمنطق بين أبنائها، وعن سيطرتها كأم. وتابعت: «تلك المشاجرة غير المنطقية جعلت أبنائي يحاولون تجنب زيارتي حين يكون الجميع مجتمعين عندي، لعلمهم أن الأطفال كثيراً ما يتشاجرون مع بعضهم بعضاً، وقد تنشب بين الكبار الكثير من المشاكل التي يرى الجميع أنهم في غنى عنها. وتضيف: رغم تذكير أبنائي، أن هذه المشاجرات، أمور عادية تحدث عند الصغار، وسوف يتصالحون فيما بينهم، إلا أن هناك من هو غير مقتنع بذلك، ويحاول أن يتدخل بينهم، عندما تحدث المشاجرة بالأيدي والألسن، وحتى لا أخسر الجميع قمت بتخصيص لكل ولد من أولادي يوماً لزيارتي، وأنا أعلم أن وجود كل منهم بمفرده لا يعوضني عن تجمعهم مع بعضهم بعضا. من زاوية أخرى غالباً ما تحاول أسماء محمود، طالبة جامعية، الصلح بين أطفال أشقائها وشقيقاتها، خاصة عند زيارة الأشقاء الأسبوعية لمنزل والدتها، ولطالما بادرت للصلح بين الأطفال، وتخفيف التوترات التي قد تقع بين زوجات أشقائها. وتقول: كثيرة هي المواقف التي تحدث جراء ذلك، ولا يمكنني أن أنسى ذلك الموقف الذي دعاني إلى حمل ابن أخي الأصغر إلى الطابق العلوي، بعد أن أخذ ابن أخي لُعبة بنت أختي، وذلك خوفاً من أن تسمع والدتها بكاءها فيقع الخلاف بين الأمهات، وتتولد بذلك قطيعة، قد تدوم لعدة أشهر بين زوجات أخي كما حدث سابقاً، وتكون والدتي هي الضحية لأنها ستحرم في هذه الحالة من جمعة أحفادها في نهاية الأسبوع. قطيعة الجارات وتعبر فاخرة محمود رمضان ربة منزل، عن استيائها وغضبها للمشاجرات التي تحدث بين الصغار، التي يضخمها الكبار، وتتطور في بعض الأحيان لتطال الجميع من دون استثناء الرجال أو النساء، وتروي موقف تعرضت لها جارتها قبل فترة بقولها: كثيراً ما تربطنا بالجارات علاقة طيبة مبنية على الحب والود، حيث يسود بيننا التفاهم والأخوة، ونتزاور في كل المناسبات كل واحدة منا لا تحمل في قلبها للأخرى، إلا الحب والاحترام، وكل أسبوع نلتقي في منزل إحدانا بالتناوب، وبينما ضحكاتنا ومزاحنا يتعالى حدث شجار بين أبناء جارتي والجارة الأخرى، ليصل ذلك بالتطاول فيما بينهم بالأيدي والركل والرفس وبعض الألفاظ البذيئة. وتتابع: «هذا العراك تطور ليطال الكبار، حيث تصف فاخرة تلك اللحظة: تحولت الفرحة التي كانت تغمر النساء إلى حالة كئيبة وضيق، شملت بعض الجارات والأزواج، وكبرت المشكلة وتفاقمت وسادت القطيعة بين الجيران، وحاولت بعض الجارات إنهاء المشكلة لكن دون جدوى، ولعلّ ما زاد الأمر عجباً واستغراباً عندما انضمت كل جارة من الجارات لطرف على حساب طرف، وسادت القطيعة مكان اللقاء. التحلي بالصبر الشجار أمر طبيعي بين الأطفال، ويكون على هيئة حركات جسمية أو اعتداء على ممتلكات بعضهم بعضا، وتقل هذه المشاجرات، كلما تقدم الطفل في العمر، وعن ذلك تقول موجهة الخدمة النفسية في منطقة الشارقة التعليمية فاطمة سجواني إن أطفال السنة الثانية يتشاجرون كثيراً، أما أطفال السنة الرابعة، فيقع شجارهم بين مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، لأنهم يميلون إلى كثرة الحركة والميل إلى العنف واستخدام العضلات كالأيدي والأرجل، محاولين بذلك إثبات قوتهم وذاتهم، كما أن صفاتهم متناقضة، ففي إحدى المرات يكونون متعاونين ومرة أخرى نجدهم عنيدين مع طغيان النزعات القيادية لديهم. وتضيف: تدخل الكبار في شجار الصغار، والاحتفاظ بالمواقف السلبية، أمر يؤثر حتماً على العلاقات العائلية، خاصة إذا ما اعتبر الكبار أن هذا النوع من الخلافات بمثابة تعدٍ على الحقوق والواجبات، أو نوع من الإيذاء. وأرجعت سجواني تلك الخلافات التي تصدر من صغار السن إلى تغيرات نفسية وجسدية طبيعية عند الأطفال، الذين يكونون في الصغر شديدي الغيرة، وقد يكون السبب فيها شيء عارض سرعان ما يزول، وتعود المياه إلى مجاريها، ولكن قد تبقى العواقب الوخيمة التي قد تفسد العلاقات بين الكبار داخل الأسرة الواحدة، ودعت إلى ضرورة الاحتراز من تلك الإفرازات التي تنجم جراء مشاحنات الصغار، في حال انتقلت إلى ذويهم. انفعالات ويرى الأخصائي النفسي أحمد جاسم، أن النزاعات التي تحدث بين الصغار قد تكون سبباً في حدوث القطيعة بين الكبار دونما وعي بأهمية فصل الانفعالات التي تحدث لدى الصغار، وعدم تسربها إلى الكبار، مستغرباً أحمد من قيام بعض الكبار بتفاقم الخلافات التي تحدث بين الصغار، وتحويلها إلى غضب، وقطيعة بين الكبار، معتبراً أن ما يحدث بين الصغار من خلافات سببه أنهم لا يزالون صغاراً، ولا يستطيعون إدراك الأمور على حقيقتها، خاصة حين نرى الكثير من الأطفال سرعان ما يعودون للعب مع بعضهم. وأضاف: ينصح الكثير من التربويون بأن يفض الأبناء مشاكلهم بأنفسهم، فإذا تعلم الطفل كيف يتفاهم مع الآخرين، يصبح أكثر قدرة على التواصل وتقوية مهاراته الاجتماعية وإقامة علاقات وطيدة مع المحيطين، وهذا ما أثبتته الأبحاث العلمية غير أن ترك الأبناء يحلون مشاكلهم بأنفسهم يعني أن على الأهل التحلي بالصبر والتعايش مع المشاحنات الدائمة. ولفت إلى أنه في النهاية يبقى الشجار بين الأطفال حالة طبيعية لا تستدعي منا الخوف والقلق، بل يجب الإسراع في اتخاذ التدابير الفورية واستدراك مواقف الشجار وتحري أسبابها وبث روح المحبة والألفة بين الأبناء وإشغالهم واستثمار أوقات فراغهم خطوات تخفف حدوث المشاجرات أن يدع الأهل للطفل فرصة للتعبير الصريح عن عواطفه وانفعالاته حتى يتسنى له التنفيس عن انزعاجاته. ? عدم السماح لهم بأذية أو إزعاج الآخرين.‏ ? عدم التفوه بالألفاظ النابية لأي من الأشقاء، سواء الصغار أو الكبار.‏ عدم استخدام أغراض الآخرين إلا بعد الاستئذان‏. ? على الأسرة أن تمتدح الأبناء وتثني على تصرفاتهم الصحية‏. ? غرس القيم الأخلاقية والفضائل الحسنة في نفوس الأطفال.‏ ? يجب أن تشجع الأسرة أطفالها لاستضافة أصدقائهم المقربين في المنزل في يوم محدد من الأسبوع، وهذا الأمر سيخفف من حدوث المشاجرات تدريجاً.‏ ? يجب أن يتمتع الولدان بالهدوء عند حل المشكلات مع عدم السخرية من أحدهم أمام الآخر والبعد عن الصراخ أو الضرب ولا يصح التدخل في خضم المعركة، بل يجب التدخل إما في البداية أو النهاية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©