يرقد الطفل المواطن خليفة عبيد سعيد الزيودي، البالغ من العمر عامين وتسعة أشهر، في قسم العناية المركزة بمستشفى القاسمي في الشارقة، فاقداً الوعي، إثر إصابات بليغة لحقت به في الرأس، بعد حادث اصطدام رأسه بإحدى الألعاب في حديقة المجاز بالإمارة.
وتعرض الطفل لصدمة قوية من لعبة كراس متأرجحة نصبت في حديقة المجاز ضمن مهرجان الشارقة "موج" الذي أقيم في الإمارة الأيام الماضية، حيث تمكن من الوصول إلى داخل حيز اللعبة في وقت كانت فيه اللعبة متجهة إلى الأعلى، ثم هبطت وصدمته بقوة بأحد الكراسي المعلقة بها، حيث أسرع العامل بإيقافها وقام والده بنقله بسرعة إلى نقطة الإسعاف، ثم إلى مستشفى القاسمي.
وأكدت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، "الجهة المسؤولة عن المهرجان"، أن الحادث جاء نتيجة التقصير في إجراءات السلامة من قبل الشركة التي وفرت اللعبة والمسؤولة عن إدارتها، وأن الشرطة احتجزت الموظفين المسؤولين عن مراقبتها وتشغيلها، وتنظيم عملية الدخول إليها والخروج منها للتحقيق معهم، لافتة إلى وجود إهمال فردي من الموظف المسؤول عن مراقبة بوابة الدخول إلى اللعبة.
وروى والد الطفل وهو من مدينة كلباء، قصة الحادث وقال، إن العائلة زارت المهرجان في الأسبوع الماضي حيث توجهت إلى الحديقة لقضاء بعض الوقت، بانتظار أن يحل موعد السيرك، مشيرا إلى أنه ترك أسرته وتوجه لحجز التذاكر اللازمة، مضيفا: "أسرعت على صوت صراخ والدة خليفة بأنه أصيب في رأسه بعد أن غفلت عنه للحظات، تمكن خلالها من الوصول إلى داخل اللعبة، التي كانت مرتفعة إلى الأعلى ثم هوت بقوة على رأسه وأصابته بصورة بليغة".
وحمل جزءا من المسؤولية للمشرفين على تلك الألعاب، خصوصا وأن هناك قصورا في توفير العدد الكافي من أفراد الأمن لمنع الأطفال من الوصول إلى تلك الألعاب الخطرة، مشيراً إلى أن شخصا واحدا كان يعمل على تلك اللعبة إدارة وحماية وتشغيلا عندما تعرض "خليفة" للإصابة.
وطالب الجهات المعنية بمتابعة الواقعة بأكبر قدر ممكن من الاهتمام، حتى لا تتكرر مرة أخرى مع أطفال آخرين، خاصة في ظل نقص عدد أفراد الأمن وعدم وجود أي حاجز يمنع وصول الأطفال إلى تلك الألعاب الخطرة.
وأفاد الدكتور عبد الواحد محمد الواحدي استشاري ورئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى القاسمي، والدكتور خالد خلفان بن سبت اختصاصي الأطفال في المستشفى، بأن الطفل وصل إلى المستشفى يوم الثلاثاء الماضي، وكان يعاني من إصابة بليغة، ونزيف حاد في المخ تطلب تدخلا جراحيا مباشرا، حيث تم سحب دم النزيف وتركيب أنبوب لتصريف الدم المتبقي، ثم وضع على جهاز التنفس الاصطناعي.
وأوضحا أن حالة الطفل حرجة نظراً لقوة الصدمة التي تعرض لها، وأن اتضاح وضعه الصحي يحتاج إلى بعض الوقت، نظرا لإصابة منطقة في دماغه بشكل بالغ.
ولفتا إلى أن ضرر هذا النوع من الإصابات على الأطفال غالبا ما يكون أقل منه على الكبار، كما أن فرص تعافيهم منها أكبر، وأن تحديد وضع "خليفة" الصحي ونوع الإجراءات الطبية والعلاجية اللازمة له يحتاج لنحو أسبوع.
بدورها أعربت هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، عن أسفها الشديد للحادث الذي تعرض له الطفل، مشيرة إلى أنه وقع نتيجة تقصير في إجراءات السلامة من قبل الشركة المسؤولة عن إدارتها، والتي لم تلتزم بالبند الخاص بسلامة الأفراد في العقد المبرم بينها وبين الهيئة، والذي تشدد فيه الهيئة على ضرورة توفير أعلى معايير السلامة في الألعاب.
وناشدت هيئة الإنماء التجاري والسياحي في بيانها الأسر والعائلات الحرص على مراقبة أبنائهم عن قرب وملازمتهم لهم لتجنيبهم التعرض لحوادث غير متوقعة، حيث لم يشهد المهرجان منذ انطلاقه قبل 13 عام أي حوادث تذكر.
عدد اليوم
